رؤوف شحوري-
أزمة العلاقات بين ايران من جهة والولايات المتحدة الأميركية والغرب الاوروبي من جهة ثانية، مستمرة منذ اكثر من ثلاثة عقود. والتفاوض المباشر أو الجانبي أو الثنائي أو المتعدد، مستمر منذ نحو ثلاثة عشر عاما. واذا كان هذا الواقع يعكس في جانب منه اسلوب المماطلة والتسويف، فانه يعكس في جانب آخر، ارادة مشتركة بين الطرفين للتوصل الى حلول حتى ولو كانت بالغة الصعوبة والتعقيد. ولو كانت ايران دولة ضعيفة وفخارية التكوين ويسهل كسرها، لما كانت هناك حاجة الى التفاوض أو حتى مجرد التفكير فيه. ولأن النظام الايراني الجديد بعد الشاه، تمكن من الصبر على الحصار والتطويق والعزل، ونجح في بناء قوة ذاتية لا يستهان بها، وأثبت المجتمع الايراني من جهة والقيادة من جهة ثانية، قدرة فائقة على التكيف، فقد حجز لنفسه مقعدا الى طاولة المفاوضات يجلس عليه منفرداً، بينما يجلس في مواجهته العالم كله مجتمعاً وممثلاً بالاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، وتضاف اليهم المانيا!
استمرار التفاوض بين الطرفين على مدى عقد ونيف انما يعكس اقتناعا لدى كل منهما بأن الاستمرار في العداء والمواجهة يضر بهما معا، وبحلفاء كل منهما وبخاصة في الشرق الاوسط. ولما كان الطرفان معا يتبعان نهجا براغماتيا وواقعيا، وكل منهما يتمتع بعقلية متميزة او خارقة في البزنس، فقد اتجها معا نحو ايجاد صيغ معقدة، للخروج من سلبيات المؤذي والمضر بكل منهما، والوصول الى صيغة مفيدة لهما على المديات كافة: حاضرا ومستقبلا وعلى المدى الطويل! غير ان حسابات كل طرف تختلف عن حسابات الآخر بالنسبة للنيات الدفينة على مر السنوات المقبلة… وكل هذا يعني ان المفاوضات استمرت كل هذا الزمن الطويل، ليس من اجل ان تقطع فجأة، ويذهب كل طرف في اتجاه، وانما من اجل ان تتوج باتفاق نهائي، وهذا أوانه الآن!
… وما كان في زمن التفاوض، لن يكون هو نفسه ما بعد الاتفاق النهائي!
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي