عاد النجم البرازيلي ريفالدو بسنّ 43 عاماً إلى الملاعب بعد اعتزاله بسن 41 عاماً مع فريق موجي ميريم. عودة معبّرة، وذات أبعاد، لنجم بحجم ريفالدو حقق كل شيء في كرة القدم وتنقّل بين 16 فريقاً في أربع قارات.
حسن زين الدين –
هل يمكن لاعباً اعتزل في سنّ 41 عاماً أن يعود إلى الملاعب في سن 43 عاماً؟ المسألة تبدو صعبة جداً. طبعاً هنا حتى لا نقول مستحيلة، إذ إن الاستمرار حتى السن الأولى على مستوى تنافسي عالي بعيداً من بطولات الهواة يبدو «إنجازاً»، وحتى نادراً في الملاعب، فكيف بأن يعتزل اللاعب في هذه السن ثم يعود في الثالثة والأربعين؟
النجم البرازيلي ريفالدو فعل ذلك. قبل يومين أعلن هذا اللاعب عودته إلى الملاعب مع فريق موجي ميريم في دوري الدرجة الثانية البرازيلي الذي يمتلكه بعد أن اعتزل في شهر آذارعام 2014.
هي عودة غير عابرة بكافة المقاييس، خصوصاً عندما يكون المعني هنا هو نجم بحجم ريفالدو، بغضّ النظر إن لم يعد لاعباً في الفريق الذي اشتهر في صفوفه وهو برشلونة الإسباني، بل في فريق في الدرجة الثانية في بلاده، وهذا حتى مدعاة لتوقف أكثر عند معاني هذه العودة.
هكذا إذاً، قرر ريفالدو العودة إلى المستطيل الأخضر بسن 43 عاماً. بطبيعة الحال، لم يعد ريفالدو هو ريفالدو الأيام الخوالي، الذي سحر أوروبا برمّتها مع «البرسا»، ولم يعد ريفالدو قادراً على تأدية تلك الحركات الفنية الساحرة التي كان يمتع بها العالم تماماً كهدفه «الأسطوري» بكرة أكروباتية من حدود منطقة الجزاء من بين ثلاثيته الخيالية في مرمى فالنسيا في نهاية موسم 2001-2002 من «الليغا». لكن بمجرد أن يكون هذا النجم بهذه السن لا يزال في الملعب، أو بالأدق بأنه لا يستطيع مفارقة الكرة، فهذا، بحد ذاته، سبب إضافي لمنحه تقديراً إضافياً على ذلك الذي حصده في ذروة تألقه، إذ ما الذي يدفع نجماً كريفالدو حقق كل شيء في عالم الكرة وتنقّل في 16 فريقاً في 4 قارات (لعب في آسيا مع فريق بونيودكور الأوزبكي، وفي أفريقيا مع كابوسكورب الأنغولي) أن يعود للعب بسن 43 عاماً، سوى تفانيه لهذه الكرة التي أعطته كثيراً، وها هو، بطريقته، يعيد لها بعضاً من فضلها عليه من خلال الاستمرار بركلها تحت أنظار الجماهير العاشقة له، بغضّ النظر إن كان قد برّر عودته لمساعدة الفريق الذي يمتلكه لعدم الهبوط إلى الدرجة الثالثة.
تختلف عودة
ريفالدو عن عودة روبرتو كارلوس التسويقية
عودة ريفالدو يمكن وضعها في هذا الإطار البحت دون أن تشوبها أي شائبة، بمعنى أن هذا النجم لا يبغي منها أي فائدة مالية. وهنا، للمفارقة، يمكن مقارنة عودة ريفالدو بعودة مواطنه وزميله السابق في منتخب البرازيل، روبرتو كارلوس، التي أعلنها أمس بعد 3 أعوام على اعتزاله من خلال ارتداء قميص فريق دلهي ديناموس الهندي بعد أن تسلم قبل أيام مهمة الإشراف على تدريبه. إذ في حالة كارلوس، البالغ 42 عاماً، تصبح العودة لدواع تسويقية بحتة للدوري الهندي للمحترفين الذي يحاول استقطاب النجوم وتطوير الكرة في البلاد، وهذا ما يمكن أن ينطبق على مواطنه الآخر، «الظاهرة» رونالدو، إذا ما قرر العودة إلى الملاعب، كما لمّح منذ فترة، للعب مع فريق فورت لودرديل الأميركي الذي يمتلك أسهماً فيه.
المعبّر في عودة ريفالدو، حتى أكثر من أن نجله ريفالدينيو البالغ 19 عاماً يلعب معه في الفريق، أنها تأتي تزامناً مع أسوأ حقبة للكرة البرازيلية والتي تمثّلت بالسقوط المدويّ لـ»السيليساو» في مونديال 2014 على أرضه وفي بطولة «كوبا أميركا» في تشيلي أخيراً، ليكون شاهداً على الحقبة الأخيرة من «الزمن الجميل» لكرة البرازيل، أمام أعين الجيل الحالي الذي لا يشبه تلك الكرة الساحرة بشيء ولا يحمل هويّتها. هذا الجيل الذي انتقده بحرقة ريفالدو قبل أيام، معتبراً أن أي لاعب برازيلي أصبح بإمكانه الآن ارتداء قميص أكثر المنتخبات فوزاً بكأس العالم.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي