ردّ ايراني واضح من داخل أروقة المفاوضات وخارجها مؤداه أن لا علاقة لطهران بقرار الكونغرس الأميركي، ولا يعنيها أن تسابق الزمن من أجله، لا بل أن القيادة الإيرانية تعتبره مشكلة أميركية بحتة وعلى واشنطن حلّها… لذا كان ردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واضحاً عندما احتد النقاش حول إحدى القضايا المحورية فأشار بسبابته …وساد صمت رهيب.
يقال إن فيينا مدينة الأقنعة، تخفي خلف كل قناع قناع، بل إن صديقاً عربياً يقطن في المدينة منذ عقد تقريباً وصفها بأنها كانت كذلك لقرون، هي تكره مواجهة الآخر بمشاعرها لذا تعطيه الأمان اللفظي والفعلي لكنها بمجرد رحيله تفتح له مجلدات، هكذا فعلت بمليكها التاريخ فرانز جوزيف الأول باني نهضتها بعد سقوط الملكية عام 1918، وهكذا فعلت بهتلر مع سقوط الرايخ الثالث وهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. لكن فيينا رغم نكرانها الدائم جميلة، وكل قناع تصنعه لنفسها تعطيه جهداً يجعله يبدو حقيقياً.
يخشى الإيرانيون من أقنعة كأقنعة فيينا تـُغطى بها كلمات الإتفاق النووي. القضية ليست خشية عادية إنما نوعا من هاجس يجعلهم يدققون في كل حرف وكلمة وعبارة وسطر، يستعينون بالقواميس الوافية الشرح لكي لا تمر كلمة تحمل وجها مدثرا بوجه أكثر قبولاً.يقول دبلوماسي إيراني “لا يمكن المخاطرة في موضوع رفع العقوبات، ربما نتأخر بعض الشيء في الوصول إلى إتفاق، هذا طبيعي، فنحن لا نريد أن نتعجّل في أمرنا وفي نهاية المطاف نخسر فرصة لحسم كل هذه القضايا بشكل جذري”.
يضيف الدبلوماسي “إذا لم ننتزع حقوقنا الآن لن نقدر على إنتزاعها لاحقا، وهذه فرصة لن تتكرر كثيرا في القادم من أعوام”.
راهن الأميركيون على إمكانية الضغط على الإيرانيين من خلال قضية الكونغرس، الموضوع نتحدث عنه للمرة الثالثة ربما، لكنه خلال الأيام الماضية كان عاملاً مهماً في التأثير على صناعة القرار، أو هكذا أراده الأميركيون أن يكون.
قال الأميركيون للإيرانيين إنه في حال عدم التوصل إلى إتفاق قبل التاسع من تموز/ يوليو الجاري فعندها ربما يكون صعباً جدا على الإدارة تمرير الإتفاق لاحقا كون جماعات الضغط ستلعب لعبتها والدول المتضررة من الإتفاق ستضغط وتنفق ما أمكن من أموال لضرب الثلث الذي يحتاجه الرئيس الأميركي أوباما لتعطيل قرار الرفض المتوقع بفيتو يمرر من خلاله ما يريد.
الردّ الإيراني، داخل غرف المفاوضات، وخارجها كان واضحاً، “لا علاقة لنا بقرار الكونغرس، ولا يعنينا أن نسابق الزمن من أجله، هذه مشكلة أميركية بحتة وعلى أميركا حلّها، وإذا كانت الإدارة الأميركية غير قادرة على الإلتزام بهكذا إتفاق وتطبيقه فهناك مشكلة حقيقية في التعويل على إلتزامها على المدى البعيد”.
ينقل دبلوماسي روسي مشهداً من داخل قاعة المحادثات عندما إحتد النقاش حول قضية محورية لم يذكرها، يقول “هدد أحد الوزراء الغربيين الوزير الإيراني محمد جواد ظريف بالإنسحاب من المفاوضات في حال إستمرار وفده بالتوقف عند التفاصيل بهذا الشكل، وقف ظريف وأشار بسبابته إلى محدثّه قائلاً: ان كنت ترغب بالإنسحاب فلا تهدد، إنسحب وحسب، أمرٌ آخر، تعلم ألا تهدد إيرانيا،” يضيف الدبلوماسي الروسي “ساد القاعة صمت رهيب قطعه وزير الخارجية الروسي قائلاً: ونحن الروس أيضا لا نهدد”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي