نتنياهو.. «الرهان على الحصان الخاسر»

وصف محلل سياسي محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حشد أغلبية بالكونغرس الأميركي من الحزب الجمهوري ضد الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، بـ”الرهان على الحصان الخاسر”، لافتا إلى “الأزمات الكبيرة” التي يعاني منها الحزب.

 

وقال المحلل في صحيفة “معاريف” العبرية، شلومو شامير، إن “الاعتبارات السياسية والحزبية الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية ربما لم تلفت انتباه دائرة المستشارين المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية”، مضيفا أن “تلك الاعتبارات لم تكن في قائمة أولويات مكتبه”، وأن “تفضيل نتنياهو الجمهوريين على الديمقراطيين، يعني أنه لا يعي مدى اختياره السيء”.

 

وأشار إلى أن “الانتخابات الأمريكية التي ستنطلق بعد 16 شهرا، لا تعني أنها لن تكون مسبوقة بحملات انتخابية وتحضيرات مكثفة، حيث يتوق الجمهوريون لاحتلال البيت الأبيض مجددا عام 2016″، مضيفا أن “حماسة نتنياهو تجاه الجمهوريين دفعت كل مرشيحهم للاعتقاد بأنهم يعرفون كيف يقودون أمريكا والعالم الحر”.

 

وتابع أن “الترشيحات التي يقدمها الحزب الجمهوري أصبحت مدعاة للسخرية، وأن كبار المحللين في واشنطن يسخرون من المرشحين الجمهوريين بشكل غير مسبوق، لم تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من قبل”.

 

واعتبر أن “انضمام دونالد ترامب لسباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وتصريحاته الحادة وغير المسبوقة ليس ضد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما فقط، ولكن ضد كبار الشخصيات الجمهورية، مثل السيناتور جون ماكين، تسببت في تدهور العملية الانتخابية في الحزب الجمهوري، وحولتها إلى مسرحية ساخرة لم تشهدها السياسة الداخلية الأمريكية منذ أعوام طويلة”.

 

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى “تقدم ترامب الواضح في استطلاعات الرأي، والتأييد الذي يحصل عليه مقارنة بباقي المرشحين الجمهوريين، حيث منحته استطلاعات الرأي بحسب صحيفة واشنطن بوست وغيرها، نسبة 24%، مقارنة بكل من سكوت ووكر، الذي حصل على 13% وجيب بوش، الذي حصل على 12%”، مضيفا أن “العديد من المحللين يعتقدون أن تلك النسب لا تعبر عن الروح السائدة في الحزب، وأن الجمهوريين سيحرصون على إخراجه من سباق الانتخابات الرئاسية”.

وحذر شامير رئيس الحكومة الإسرائيلية من الاعتماد على وصول مرشح جمهوري إلى البيت الأبيض عام 2016، قائلا إن “الحزب الذي يفضله نتنياهو ليس في أفضل أحواله، وفي النهاية لن يجد رئيسا جمهوريا متعاطفا كما يظن، حال نجح الجمهوريون في الانتخابات المقبلة”.

وأشار إلى أنه “قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012، استلم نتنياهو من مستشاره المقرب والخبير في الشأن الأمريكي، رون ديرمر، معلومات خاطئة ترجح فوز المرشح الجمهوري ميت رومني”، لافتا إلى أن “ديرمر الذي أصبح سفيرا لدى واشنطن منذ عام 2013، لا يخفي تأييده الشديد للحزب الجمهوري، لأنه يعرف النزعة التي تتملك نتنياهو، لذا فإنه يرسل إليه تقديرات من نفس النوع، تتحدث عن حتمية فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو أمر لا ينبغي البناء عليه”.

وقال شامير إن رئيس الحكومة الإسرائيلية “الذي يقود حربا ضد الاتفاق النووي، ويركز تلك الحرب على الساحة الأمريكية، متجاهلا باقي القوى الكبرى ودورها، يتناسى أن هذا الاتفاق يضم شركاء آخرين وقعوا عليه”.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة