طرق غامضة تتغير بها أجسادنا مع تغير حالة الطقس

هل يؤدي تغير ضغط الهواء إلى إصابتنا بالصداع؟ هل تؤثر درجات الحرارة على جنس الجنين؟ هل تؤدي الرطوبة إلى الشعور بالألم؟ الصحفي العلمي ديفيد روبسون يكشف لنا عن أدلة مدهشة.
 
في عام 2013، أورد أطباء أعصاب واحدة من أغرب الحالات في تاريخ الطب: رجل ادعى أنه قادر على أن يشم حالة الطقس، وقال إن عاصفة قادمة تحمل رائحة كريهة ممزوجة برائحة البصل.
 
وكان العلماء في حيرة من أمرهم عن كيفية وجود هذه الأعراض الغريبة لدى ذلك الرجل.
معظمنا لا يتمتع بهذه الموهبة والحمد لله، لكن حتى التغير البسيط في المناخ يبدو أن له علاقة بالتغيرات التي تحدث في أجسامنا.
وبينما لا يستطيع العلماء حتى الآن تأكيد العلاقة بين أجسامنا والمناخ، إلا أن الأدلة المتوفرة مثيرة للاهتمام فعلاً. فإن ثبتت صحتها فسيعني ذلك أن كل شيء من احتمال تعرضك لسكتة قلبية إلى جنس الجنين الذي تنتظره يعتمد على توقعات الأرصاد الجوية. السطور التالية تساعدك في التعرف على الأسطورة والغموض الفعلي المحيط بهذه العلاقة.
 
 
المطر يصيبك بالتهاب المفاصل .. ربما
 
رغم التقارير غير الموثوق بها عن أن الأحوال الجوية الماطرة والعاصفة تؤدي إلى التهاب المفاصل، إلا أن الدليل على ذلك لا يمكن أن نثق به. فبعد مراجعة تسع دراسات عام 2011 تم التوصل إلى أنه لا توجد علاقة بين الطقس وآلام المفاصل.
العلاقة الظاهرية بين الطقس والشعور بالألم هي من باب “التوكيد الانحيازي”، فإن كنت تعتقد أن المطر يجلب الألم، فعلى الأرجح أنك ستلاحظ الأيام الممطرة التي تشعر فيها بالتعب، وتهمل الأيام التي تشعر فيها بالارتياح.
 
حتى مع ذلك، ليس ذلك هو القول الفصل في هذه المسألة، حيث توجد دراسات تختلف مع هذا التحليل. وربما كان مصدر الارتباك في الموضوع هو أنه من الصعب الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى مثل الثياب التي يرتديها المريض، أو ما إذا كان المريض قد مكث في مكان مفتوح أم داخل البيت.
 
 
انخفاض الضغط الجوي يؤدي إلى الإصابة بالصداع
 
هل تشعر بأنك مثقل بالتعب؟ ذلك يعود إلى ضغط الهواء على رؤوسنا في وقت من الأوقات. ويبدو ذلك وصفة للصداع، وقد يكون الأمر كذلك بالفعل بالنسبة لبعض الناس. فقد طلب كازوهيتو كيموتو وزملاؤه من الباحثين في جامعة دوكيو للطب في اليابان من 28 مريضاً بالصداع النصفي أن يوثقوا أوقات إصابتهم بالصداع خلال عام كامل.
وبعد مقارنة المعلومات التي حصل عليها منهم مع المعلومات التي حصل عليها من محطة الأرصاد الجوية، توصل إلى أن شعورهم بالألم تزامن مع انخفاض الضغط الجوي.
 
وعلى الرغم أن فريق كيموتو درس فقط مجموعة صغيرة من المرضى، إلا أن دراسة ثانية أكدت على النتائج السابقة وتوصلت إلى أن مبيعات الأدوية المسكنة ارتفعت عندما انخفضت نسبة ضغط الهواء الجوي.
 
أحد الأسباب قد يرجع إلى أن انخفاض ضغط الهواء يشوش نظام الجاذبية في رؤوسنا الذي يمكننا من الحفاظ على توازننا، مسبباً بذلك نوبات من الشعور بالدوار، وصولاً إلى الصداع النصفي.
 
 
البرد الشديد يؤدي إلى تجمد القلب
 
إلى جانب كون الشتاء موسماً للبرد والزكام، إلا أنه موسم تزداد فيه أيضاً السكتات القلبية. فحسب دراسة صينية، ارتفعت نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب في الشتاء بنسبة 40 في المئة زيادة عن الربيع والصيف.
 
ورغم عشرات السنين من الأبحاث، لا يعرف أحد السبب على وجه الدقة، رغم أن الدراسة الصينية توصلت إلى أن درجات الحرارة تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وهو من المعروف أنه يزيد من إمكانية وقوع السكتات القلبية.
 
 
الشمس تزيد نسبة الذكور بين المواليد

ربما كنت تعتقد أن السكان ينقسمون مناصفة بين ذكور وإناث، لكن الواقع هو أن النسبة تتغير بناء على الأحوال الجوية. ففي نصف الكرة الشمالي على سبيل المثال، يزيد عدد المواليد الذكور خلال السنوات التي تشهد طقساً دافئاً عن عددهم في السنوات التي يكون الطقس فيها بارداً.
 
أما لماذا يحدث ذلك، فما زال السبب لغزاً غامضاً. يمكن أن يكون السبب هو أن درجات الحرارة تؤدي إلى تغيير التوازن في الهرمونات التي يفرزها الجسم، أو في إنتاج السائل المنوي.
 
ويرى البعض أن ما يحدث هو آلية تطورت مع الإنسان لتعزيز فرص الأم في نقل جيناتها: فالذكور لديهم فرصة أقل في الإنجاب من الإناث إذا كان وضعهم الصحي سيئاً، لهذا تقرر أجسادنا جنس الجنين بناء على البيئة التي نعيش فيها.
 
على أي حال يعتبر تأثير البيئة هنا محدوداً جداً ويتفاوت من منطقة لأخرى. وعلى الرغم من أن هذه الاتجاهات في التحليل مثيرة للانتباه من ناحية بيولوجية، إلا أنها لا تصلح أساساً يعتمد عليه في التخطيط العائلي.
 
 
الموت بالأشعة الكونية

تمطر الشمس الأرض باستمرار بأشعة كونية. ومن المفترض بالغلاف الجوي حول الأرض أن يحمينا من هذا الطقس الفضائي، لكننا لسنا في مأمن كامل من التعرض لهذه الاشعاعات.
 
ففي الآونة الأخيرة، درس فريق من ليثوانيا سجلات أكثر من مليون حالة وفاة خلال 25 عاما مضت، وتوصلوا إلى أن الوفاة من أمراض القلب والجلطة تصل إلى أقصى ارتفاع لها خلال الأحوال الجوية المتطرفة التي تقع في الفضاء.
 
الأغرب من ذلك، توصلت دراسة أخرى إلى أن الذين ولدوا خلال النشاط الكوني المحموم يعيشون أقل بمعدل يصل إلى خمس سنوات مقارنة بالذين ولدوا في فترات أكثر هدوءاً، كما تم التوصل إلى أن هذه الاضطرابات الجوية تخفض من نسبة الخصوبة لديهم.
 
من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج، وإيجاد تفسير لها. ومن الصعب استيعاب حقيقة أن صحتنا تعتمد على شيء لا يمكن التنبؤ به مثل الأحوال الجوية على سطح الأرض، فضلاً عما يحدث من عواصف كونية واشعاعات تأتينا من مسافات تزيد على 90 مليون ميل. ويبدو أن مصائرنا فعلاً يمكن أن تقرر في السموات العلى.
 
 

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق