يظهر عند التحدث عن الطوائف الجديدة خاصةً ضمن الإطار الإسباني الأمريكي حيث تطور هذه المجموعات خصائص خاصة، صوراً محددة في الأوساط الشعبية تُشير الى سلسلة من المفاهيم المرتبطة بطريقةٍ أو بأخرى بجوانب فائقة للطبيعة. شفاءات استثنائية، كاريزما واضحة وطردٌ للأرواح وكل ذلك وسط صيحات فرح أو حالات إغماء أو تصفيق أو عناق أو صدامات.
تُدهش هذه الظواهر المجتمع وتسهل، في بعض الأحيان، اعتناق بعض الأشخاص طقوس من النوع الخمسيني. ويتفاقم هذا الوضع نتيجة تفكيرٍ متزايد في مجتمعنا بكل ما له علاقة بالسحر وبعض التقنيات العامة في الأوساط الإعلانية والتلفزيون.
يدفع الحزن المتفاقم الذي يخلفه المرض والألم والموت بالإنسان الى البحث عن حلول سريعة وملموسة وفي بعض الأحيان ذي طابع سحري عوض حثه على استخدامه قدراته للتمييز والتفكير المنطقي والتحليل النقدي. وتعوّل الشفاءات وعمليات طرد الأرواح الشهيرة على هذا المعيار فتُفبرك المسرحيات الكبرى على يد قساوسة مختلفين في كل أرجاء أمريكا اللاتينية.
ومع ذلك، يبدو ان مثل هذه النتائج لا تستجيب الى أمرٍ سحري أو فائق للطبيعة إنما الى النتيجة المنطقية لتقنية سيكولوجية تُعرف بأنها استقراء للأزمة أي استجابة من خلال تقنية ما الى أزمة أو صدمة من النوع الهستيري يعاني منها شخص أو أكثر.
ويستخدم عدد كبير من التيارات هذه التقنية وأبرزها من يدعي تحقيق الشفاءات وطرد الأرواح. ويلاحظ في هذه المجموعات انه عندما يضع الكاهن أو من يدير الطقس يداه على الشخص المعني، يُقابل بحالات إغماء أو صراخ شديد أو ظواهر مختلفة من النشوة والغيبوبة.
إن عملية استقراء الازمة بسيطة جداً خاصةً إن كان الحضور يتمتع بالجهوزية المطلوبة. لذلك، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بين مختلف الحركات، إلا أنه من الممكن ملاحظة المراحل التالية:
المرحلة الأولى: عرض المنتج
تشير الحملات الإعلانية، الكبرى كما الهادفة منها والداعية الى مثل هكذا احتفالات، الى ان هذه الأخيرة حل لكل المشاكل متطرقةً الى جوانب ذي صلة بالعمل والمجتمع والاقتصاد، مركزةً على مسائل وجودية مثل المرض والألم والموت.
وتشير الحملات الكبيرة الى هذه الجوانب بالإضافة الى الفرص التي تقدمها على مستوى الشفاءات والتحرير من الشيطان ما يؤثر كل التأثير على المجتمع خاصةً ان كان ضعيفاً على مستوى تحصينه الكاثوليكي.
ويذهب عدد كبير من المتلقين بحثاً عن جوابٍ ملموس ورجاء طال انتظاره: الشفاء من مرض أو التحرر من قمعٍ ذي خصائص حادة. ينطلقون جميعاً من نقطة مشتركة وهي شعورهم باليأس الكبير ومحاولة البحث عن تعليلٍ لما يحصل معهم.
المرحلة الثانية: تحضير البيئة
وعند انتهاء الحفل، مهما كان نوعه، يُستقبل الحاضرون بطريقةٍ ودية ما يُشكل بيئة حاضنة ومحببة قادرة على احتواء مشاعر هؤلاء.
ويتم الاستقبال كما المرافقة اللاحقة وسط اعتبارات تهدف الى بث الأمل وسط الناس، يكون فيها عادةً الكثير من الفرح فتُحدث بطريقةٍ ما أثر عدوى بينهم.
المرحلة الثالثة: الأناشيد
وتبدأ اللقاءات بأنغام وأناشيد انسيابية خفيفة في البداية قبل أن تتحول أكثر ايقاعية فتحث الجمهور على المشاركة والتصفيق على وقع النغمات الموسيقية المتقلبة والعبارة التي تتردد بين الحين والآخر “المجد للّه وهللويا.”
ويتم ادراج آيات إنجيلية في الأناشيد كلما أتاحت الفرصة ذلك للإشارة الى قدرة اللّه وعدم وجود مستحيل بالنسبة إليه إن كان من يطلب منه يتحلى بالإيمان الكافي.
وتتضمن في أغلب الأحيان عرضاً اقتصادياً للمسألة مع تثمين جانب المجانية في هبة اللّه. ويحرك ذلك في أوساط الحاضرين أملاً كبيراً خاصةً وانهم يريدون التعويل على فكرة ان باستطاعة الإيمان حل مشاكلهم التي يحاولون إيجاد تفسير منطقي لها. ومن الواجب اخذ بعين الاعتبار القلق الذي قد ينتج عن التفكير بأنه في حال لم يُعوّل على الإيمان للحصول على النعمة المرجوة، قد تستمر هذه الحالة الصعبة التي من غير الممكن تحملها في الحياة اليومية.
المرحلة الرابعة: الشهادات
وتفصل سلسلة من الشهادات بين الموسيقى والأناشيد، فيعرض بعض الأشخاص تجاربهم الخاصة ما يُضيف بطبيعة الحال عليها شيئاً من الذاتية.
ويتطرق محتوى الشهادات بشكلٍ اساسي الى جانبَين: يتمحور الأول حول نعمة الحصول على الشفاء من مرض أو طرد شيطان أو التخلص من حالة إدمان (تدخين، كحول، مخدرات) والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، إلخ. ويتمحور الجانب الثاني حول شتى أنواع المصائب التي قد تطال من يبتعد عن معايير الحركة أو يتخلى عن ممارساتها. ويُعنى بذلك القول ان هذه المصائب قد تنمحي أيضاً بفعل ساحر بعد توبة الشخص المعني وعودته الى حضن المجموعة.
ويؤدي الاصرار على ضرورة الانضمام الى المجموعة دون أي شروط وعلى الخير الناتج عن ذلك خاصةً لجهة تفادي المصائب الى خلق نوع من التبعية التي ستتزايد مع مرور الوقت.
وكما أشرنا في بداية هذه النقطة، فإن هذه التجارب الذاتية التي قد يكون قد تم اختبارها من منطلق إيماني صحيح تتضمن مقداراً عاطفياً كبيراً ما يؤثر على مشاعر الشخص المعني وتصرفاته.
المرحلة الخامسة: خلق الأزمة
يبدأ الكاهن بالتبشير معولاً على حضور جاهز إذ بات على علم بقوة اللّه الفائقة للطبيعة وبأن الوعود تتحقق.
وإن درسنا حدة الصوت ومستواه ونبرته، نلاحظ الأمور التالية:
– يبدأ الكاهن عظته بصوتٍ طبيعي وهادئ الى حدّ وصوله الى المستوى 1.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي