ليس بإمكان أحد أن يقول إن هناك مبالغة في حال وصف أحدهم الوضع الذي يعيشه نادي الحكمة ببوادر الانهيار. ما تمّ إبلاغ فريق كرة القدم به أول من أمس يعكس أكثر من إفلاسٍ مالي، لا بل هو عجز إداري يتطلب إنهاء مرحلة العذاب التي يعيشها «الأخضر».
شربل كريم –
رحلة عذاب لا تنتهي ومأساة تلوح في الأفق. هكذا يمكن اختصار الوضع في نادي الحكمة حالياً، وسط حالة الضياع الإدارية التي يعيشها النادي، والتي ضيّعت معها الأجهزة الفنية واللاعبين وحتى الجمهور الذي لا يريد اليوم سوى أن يرتاح ناديه ويعرف الاستقرار المالي مجدداً، أيّاً يكن الداعم أو الجهة المموّلة.
ولم يعد بإمكان أحد العيش في حالة نكران أو القول إنه ليس هناك أي أزمة وإن الأمور ستسير على ما يرام، إذ ما تمّ إبلاغ فريق كرة القدم به من قبل أمين السر جوزف عبد المسيح وعضو اللجنة الإدارية المسؤول عن اللعبة في النادي سمير نجم يعكس كل الحكاية.
باختصار، اعترف القيّمون على النادي بأن هناك أزمة وبأنها قد لا تحلّ في وقتٍ قريب، طالبين من اللاعبين «خدمة» مرة جديدة وتتمحور حول البدء في التدرب ريثما تنجلي الأمور وتتوضح الصورة أكثر. لكن مع بقاء راتب شهر لم يدفع لهؤلاء اللاعبين وبوجود مدربٍ هو فؤاد حجازي الذي كان قبل أسابيع قليلة خارج الحسابات تماماً من قبل القيّمين، قبل أن يعودوا خاطبين ودّه وتحديداً بعد اختيار ابن النادي الآخر وسام خليل العمل مع النجمة، هناك شبه استحالة لقبول هؤلاء اللاعبين ومدربيهم بالقدوم الى الملعب والتدرّب. وفي هذا الإطار كان بعضهم واضحاً وصريحاً، إذ طلب سبعة لاعبين استغناءاتهم حتى لا يفوتهم القطار ويصبحوا «خارج اللعبة» في الموسم المقبل، وعلى رأسهم لاعب الوسط علي يعقوب الذي لعب دوراً أساسياً في عودة الفريق الى الدرجة الأولى. وهذه الخطوة جاءت بعد الكلام الذي سمعوه بأنه ليس هناك أي ضمانات وبأنه لا مشكلة في بحثهم عن أندية أخرى إذا ما أرادوا…
بطبيعة الحال، يقول مصدر لـ«الأخبار» إن اللاعبين يعلمون أن أي كلام يسمعونه لن يقدّم أو يؤخر، إذ إن إيمانهم بالإدارة الحالية بات معدوماً، رغم احترامهم الكبير للرئيس الخلوق نديم حكيم، الذي بات يحمل عبئاً ثقيلاً قد يدفعه الى الرحيل، وخصوصاً أن الإدارة التي يرأسها عاجزة عن لعب دورها المطلوب، إذ إن أقل واجبات أي إدارة لنادٍ رياضي هي إرساء الاستقرار، وهو أمر يبدأ من خلال تأمين الموارد المالية المطلوبة إن كان من خلال مستثمرين أو معلنين. لكن هذه المسألة غير موجودة حالياً، بل ولدت بدلاً منها صوراً وأحلام يقظة لا أكثر لمشاريع تحتاج الى موافقة الجمعية العمومية وإلى سنوات (في حال نُفّذت) من أجل أن تعطي نتيجة مقبولة.
المهم أن الوضع لم يعد مقبولاً بالنسبة الى لاعبي كرة القدم حالياً، ولن يكون مقبولاً بالنسبة الى لاعبي كرة السلة لاحقاً بحسب ما يردّد عددٌ منهم في مجالس خاصة.
في اللعبة الأم التي ولد من خلالها النادي، وصل الوضع الى تهديد أحد اللاعبين بتحطيم سيارة إداري في حال عدم حصوله على الراتب الأخير الذي لم يقبضه، لا بل إنه يحمل صورة السيارة الهدف على هاتفه الجوال!
أما في اللعبة التي أطلقت الشهرة الآسيوية والعربية للنادي، فإن ما يقال عن فتح أحد اللاعبين الأساسيين مفاوضات مع فريقٍ آخر ليس سوى عيّنة عن القنوات التي فتحها زملاء له مع اندية أخرى ستكون سعيدة بالحصول على خدماتهم. وفي هذا السياق، يقول أحد اللاعبين إن الارتباط بجمهور الحكمة كبير. لكن في نهاية المطاف، مستقبله هو أولوية، وخصوصاً أن فشل الإدارة بات ملموساً، وبالتالي لا يتحمل اللاعبون وحدهم مسؤولية عدم إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 11 عاماً، وسائلاً لماذا لم تُكشف حتى الآن الوقائع في ما خصّ رحيل جوليان خزوع؟
ومع الحديث عن وصول الديون المتراكمة الى حوالى 400 ألف دولار، واستعداد سبعة وجوه من قدامى الحكمة الى المساهمة بتأمين مليون وخمسين ألف دولار (يدفع كلٌ منهم 150 ألفاً) مباشرة في حال رحيل الإدارة، بات رحيل هذه الأخيرة ضرورياً بعدما سقطت كل رهاناتها، وتركها للمسؤولية التي تفوق قدرات أعضائها، هو المطلوب رأفةً بفريقيها وتفادياً لضرب لعبتين شعبيتين في لبنان، إذ إن كرة القدم ستخسر كثيراً في حال انسحاب «الأخضر» كما يتردد، وكرة السلة ستفقد الكثير من بريقها في حال وجود فريق حكماوي ضعيف في بطولتها.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي