لافروف: حقبة هيمنة الغرب على الاقتصاد والسياسة في طور الانتهاء

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حقبة الهيمنة الغربية على الاقتصاد والسياسة في طور الانتهاء.
 
وقال لافروف أمام المنتدى الشبابي الروسي في مقاطعة فلاديمير الاثنين 24 أغسطس/آب: “بات مجال المصالح السياسية اليوم مرتبطا بمنافسة الأفكار،  أي يجب  (على اللاعبين الموجودين على الساحة) أن يختارو قيمهم ونموذج التطور أو سيفرض ذلك عليهم، وباتت حقبة هيمنة الغرب التاريخي في طور الانتهاء، بعد أن استمرت لمئات السنين، واليوم تتعارض هذه الهيمنة بصورة موضوعية مع ظهور أقطاب جديدة في منطقة آسيا والشرق الأوسط”.
 
وتابع: “إننا نراقب محاولات (الغرب) الحفاظ على الهيمنة بطريقة مصطنعة، بما في ذلك من خلال الضغط على دول أخرى، واستخدام العقوبات، وحتى استخدام القوة العسكرية خرقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يزيد الفوضى في العلاقات الدولية”.
 
كما أشار الوزير الروسي إلى أن اعتبار إصابة مجلس الأمن الدولي بالشلل غير صحيح. وقال بهذا الصدد إن “محاولات العمل من طرف واحد على الساحة الدولية تزداد، وهي تُبرر وكأن مجلس الأمن مشلول، لكن هذا ليس صحيحا”.
 
لافروف: روسيا لن تتراجع عن سياستها المستقلة
 
وأكد وزير الخارجية استعداد روسيا للعمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دون أن تتخلى عن مصالحها وهويتها.
 
وقال: “نحن جاهزون لحوار بناء وكامل مع شركائنا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكننا لن نتخلى عن السياسة الداخلية والخارجية المستقلة”.
 
وأعاد الوزير الى الأذهان في هذا السياق كلام الرئيس فلاديمير بوتين الذي صرح بأن روسيا “لا تتاجر بالسيادة”، مشيرا الى أن العلاقات في العالم المعاصر يجب أن تُبنى على أساس الحوار والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، “المبادئ التي لو عمل بها الغرب لما كانت هناك مجابهة بشأن زحف الناتو إلى الحدود الروسية ولا كانت هناك أزمة أوكرانية”.
 
لافروف: الأزمة في أوكرانيا ناجمة عن موقف الغرب من مسائل الأمن
 
قال وزير الخارجية الروسي إن الأزمة في أوكرانيا نجمت عن موقف الغرب من مسائل الأزمة، وتحديدا يكمن سببها في رفض الدول الغربية التعاون مع روسيا في إنشاء منظومة أمن مشتركة في المنطقة الأورو-أطلسية.
 
وأوضح: “تخلى شركاؤنا الغربيون عن مبدأ توفير فضاء أمن موحد وغير قابل للتجزئة في أوروبا. إنها قضية محورية، أما القضايا الأخرى، بما في ذلك المأساة في أوكرانيا فجاءت كعواقب ناجمة عنها”.
 
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي قد أعلنت عن المبدأ المذكور رسميا، لكن عندما دعت روسيا إلى تكريسه وجعله ملزما قانونيا، “قالوا لنا “لا توجد أي ضمانات أمن قانونية إلا في إطار الناتو”.
 
وتابع أن الشروط التي تقدمها الدول الغربية في سياق الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية، لاتتوافق مع اتفاقات مينسك السلمية المعقودة في الـ12 من فبراير/شباط الماضي إلا في بعض بنودها .
 
وبشأن مدى التزام كييف باتفاقات مينسك التي تستهدف تسوية النزاع المستمر منذ أبريل/نيسان عام 2014، أشار الوزير الروسي إلى أن كييف لا تفي بالتزاماتها المتعلقة بإجراء الإصلاح الدستوري الفوري والشروع في حوار وطني شامل.
 
وأضاف أنه يأمل في أن يؤثر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقاء من المقرر أن يعقداه اليوم مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، على القيادة الأوكرانية من أجل حملها على الشروع في تطبيق اتفاقات مينسك بالكامل، معربا عن قناعته بأن هذه الاتفاقات كفيلة بالتوصل إلى تسوية للنزاع الأوكراني وإلى ضمان تخفيف مركزية السلطة بصورة واقعية.
 
كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن قناعته باستحالة زرع كراهية دائمة بين الشعبين الأوكراني والروسي، قائلا: “لا أظن أن مثل هذه المساعي ستنجح. نعم. أسفرت عن زرع الكراهية لفترة ما. لكن يبدو لي أن الكثيرين في أوكرانيا يدركون بقدر متزايد أنه لا يجوز أن تبقى أوكرانيا تحت الإدارة الخارجية”.
 
لافروف: المعلومات عن ملابسات كارثة “الماليزية” مازالت طي الكتمان
 
 قال لافروف إن المعلومات الأساسية عن أسباب سقوط الطائرة الماليزية جنوب شرق أوكرانيا مازالت طي الكتمان.
 
وصرح: “نواصل نضالنا من أجل إجراء تحقيق نزيه في المأساة، لكن جميع المعلومات الرئيسية مازالت طي الكتمان. وجاء تقديم مشروع القرار الخاص بإنشاء محكمة دولية (الخاصة بملاحقة المسؤولين عن تدمير الطائرة)  من أجل تحقيق غرض واحد هو تصوير روسيا على أنها مذنبة في هذه الجريمة المروعة”.
 
وذكر أن الجانب الروسي طالب من المشاركين في التحقيق تقديم إيضاحات بشأن بعض الأسئلة المرتبطة بحطام قيل مؤخرا إنه عثر عليه في مكان الكارثة، ورجح الخبراء أنه يعود لصاروخ “بوك” استخدم لإسقاط الطائرة. وأوضح لافروف أن هذه الأسئلة كانت تتعلق بالمكان عثر على الحطام فيه، والسبب وراء كشف هذه المعلومات في هذه الفترة بالذات، بعد أن بقيت طي الكتمان لمدة أشهر. غير أن المحققين لم يجيبوا عن أي من الأسئلة.
 
وفي هذا السياق، اعتبر الوزير أن تصريحات السياسيين الغربيين” بعد “شلل” أصيب به مجلس الأمن لا تتناسب مع الواقع.
 
وأردف قائلا: “يزداد عدد المحاولات للتأثير بصورة أحادية على التطورات في الساحة الدولية، ويوجد من يحاول تبرير تلك المحاولات بأن مجلس الأمن بات مصابا بالشلل. إنه أمر غير صحيح. ومجلس الأمن قد تبنى خلال السنتين الماضيين قرابة 80 قرارا فعالا”.
 
وأعاد الوزير إلى الأذهان أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضد مشاريع قرارات “كانت تتعارض مع مصالح التسوية، وعلى سبيل المثال التسوية السورية”، أو من أجل الحيلولة دون تسييس قضايا مهمة، على غرار التصويت الأخير في مجلس الأمن، عندما لم تسمح موسكو بتمرير مشروع القرار المذكور بشأن إنشاء محكمة دولية معنية بقضية الطائرة الماليزية.
 
يذكر أن طائرة “بوينغ” تابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت تقوم برحلة “MH17” من أمستردام إلى كوالالمبور في الـ17 يوليو/تموز عام 2014،  تحطمت فوق أراضي مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا، في منطقة تجري فيها عمليات قتالية بين القوات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي التابعة لجمهورية دوينيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)، وأسفرت الكارثة عن مقتل جميع ركاب الطائرة وعددهم 283، بالإضافة إلى الطاقم المكون من 15 شخصا.
 
وفي الـ21 من يوليو/تموز عام 2014، أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا دوليا طالب فيه بإجراء تحقيق شامل ومستقل في ملابسات الكارثة.
 
 
المصدر: وكالات

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة