مع بداية العام الدراسي.. القمل والسيبان مشكلة جديدة في لبنان!

تحقيق ايمان سلامة –

“القمل والسيبان”.. مشكلة لطالما لازمت الإنسان في تنقلاته وكثرة ترحاله من منطقة الى أخرى، أو تغير المناخ من البارد الى الحار جدا، أو قلة وجود الماء، وبيئة نظيفة تقي المجتمع وأفراده من الأمراض والآفات التي تظهر بين الفينة والأخرى لسبب أو لآخر، مما يزيد المشكلة تفاقما من دون وضع أسس لمعالجتها والوقاية منها في مراحل مقبلة.
 
الكل في مدينة صيدا والمدن اللبنانية على حد سواء يتذمرون من انتشار ما يسمى “القمل والسيبان”، هذه الحشرة التي تغزو بيوت الناس والأماكن العامة دون سابق إنذار، وتفتك بالصغار أكثر من الكبار دون حسيب أو رقيب، سيما وان البيئة المناخية هذه الأيام وبالذات في شهر آب، كانت الأرضية الخصبة لتوالدها بشكل كثيف الى جانب العدد الكبير من اللاجئين السوريين الذي زاد الطين بلة على اللبنانيين، الذين عليهم تحمل انقطاع الكهرباء وقلة الماء والكثافة السكانية وانحباس الهواء وارتفاع الحرارة بشكل غير اعتيادي، ما يدعو جميع هيئات المجتمع المدني للحؤول دون تفاقم هذه المشكلة، خاصة واننا وسط مخيمات النشاطات الصيفية وعلى أبواب السنة الدراسية الجديدة. 
 
ولكي ندخل بمسببات هذه المشكلة ونتعرف على سماتها، لا بد من ان نستعرض عالم هذه الحشرة (Lice Head) لنتبين الأضرار التي تلحقها برأس الإنسان من خلال قوائمها الفتاكة، وكيف كانت طرق إبادتها في السابق، وأين أصبحت اليوم، اضافة الى كيفية تكاثرها وكيف تتغذى من دم الإنسان بشكل يثير الخوف والهلع على الصغار الذين لا يعرفون كيف يتعاملون معها؟ من هنا كان لا بد أن نحدد مدخلنا على مراحل ثلاث: ماهية هذه الحشرة وشكلها، تأثيرها على الإنسان وعوارض الإصابة وطرق العلاج والوقاية.
 
ماهي الحشرة
منذ الصغر، كنا نسمع عن “القمل والسيبان”، بأنها حشرات صغيرة طائرة تغط على هذا وذاك إلا ان هذا الإعتقاد على مر السنين، لم يكن صحيحا، ولتصويب الأمور، يجب التعرف اليها ونمط الحياة الذي نعيشه، لنتمكن من حماية عائلتنا ومجتمعنا عبر إيجاد مناخ البيئة الصحية عبر التقيد بالتعليمات الخاصة بالنظافة الجسدية داخل المنازل وخارجها في الأماكن العامة.
 
القمل والسيبان 
إنها حشرات تعيش على سطح جمجمة الإنسان وشعره حيث تجد الدفء والدم لكي تحيا، أما شكلها فصغير ومسطح، ليس لديها أجنحة كما يعتقد الكثير وقوائم أربع على جانبها واليدين تعلوهما قواطع حادة تستعملها للتمركز على فروة الرأس وامتصاص أكبر قدر ممكن من الدم، عبر إفراز سائل منها على جلد الجمجمة، الأمر الذي يسهل لها تخفيف كثافة الدم ويسمح بامتصاصه بسرعة أكبر.
 
هذا وتدوم عملية امتصاصها للدم نحو 30 الى 45 دقيقة كل ثلاث ساعات الى ست ساعات يوميا، ودورة حياتها على هذا المنوال تدوم ثلاثين يوما.
 
بيوضها
كيف تبدو هذه البويضات على شعر الإنسان؟ معظم الناس يعرفون اسمها “السيبان”، وهي نتاج القمل على الشعر وتبدو كحبيبات الرمل بلون فضي يميل الى البياض، ويتكون على بعد نصف إنش من فروة الرأس، وكلما كانت بعيدة عن الفروة متدلية على الشعر يعني بأنها موجودة منذ وقت طويل.
 
والعجيب في أمر هذه الحشرة،أن بيوضها تستلزم لتصبح قملة اسبوعا للولادة وثلاثة أسابيع من النمو لتغدو بعدها جاهزة لتكبر على رؤوس الناس وسحب كميات من الدم لا تزان ولا تقاس.
 
تأثيرها
إما تأثيرها على المجتمع وبالأخص على الأطفال، فكلها مؤثرات سلبية،اي باللحظة التي تقع على رأس الطفل تبدأ بالأذية بمخالب قاطعة تترك آثارها كمن جرح وعند مداواته بعد الحك مكان تلك القواطع الجارحة واستعمال المستحضر الخاص لهذه الحالة تصبح فروة الرأس عرضة للتجفاف.
 
ولناحية وجود الحشرة بحد ذاتها على جلدة الرأس، فالأنثى تحرص على إلصاق بيوضها بمادة صمغية بالشعر لكي تنمو بعدها، ولكن العجيب في الموضوع، إذا سقطت القملة عن الشعر فبقاؤها حية لا يدون أكثر من 20 ساعة، بينما صغارها يعيشون لمدة عشرة أيام، أي ان من في داخل البيت إن لم يصب منهم عرضة لأن يقع في الفخ ويسقط ضحيتها عاجلا أم آجلا.
 
علامات وعوارض الإصابة
من أهم علامات الإصابة هي: الحك، الرعية على سطح الجمجمة والرقبة من الخلف والإذنين، احمرار البشرة. اما الإصابة، فتحصل عن طريق احتكاك الرؤوس ببعضها لأن هذه الحشرة لا تطير، استعمال اغراض شخص مصاب بها (كالقبعة،الوسادة،المشط،الفرشاة أو عبر الثياب: كالجاكيتات).
 
المعالجة
أما كيف يمكن معالجة هذا الوضع وتفادي الوصول اليه، نصل الى ما يسمى المعالجة والوقاية:
المعالجة: اذا وقعت الإصابة فالمباشرة بالعلاج تكون عبر استعمال مستحضر مضاد لهذه الحشرة من الصيدلية مع مشط وأسنان خاصة للتخلص منها، التأكد من إزالة السيبان بشكل نهائي يوميا، الزام الأشخاص الذين يساكنون الشخص المصاب استعمال الخطوات نفسها لإمكانية اصابتها بالأمر نفسه.
 
الوقاية
لاتقاء شر هذه الحشرة وعدم الإصابة بها علينا ألا نقترب من المصاب، استعمال مستحضر وقائي خاص، التحقق مرة اسبوعيا من الشعر وفروة الرأس واستعمال المشط الخاص بين الفترة والأخرى يساعد جدا في هذه الناحية، عدم المشاركة بارتداء الإكسسوارات أو الثياب، عدم تعليق الثياب فوق بعضها البعض أو بالقرب من بعضها البعض، ابقاء شعر الفتيات مضموما دائما والصبية بشعر قصير، غسل الشراشف، الوسادات، المناشف، القبعات والثياب تحت درجة حرارة مرتفعة جدا، غسل الأشياء الخاصة، كفرشاة الأسنان والمشط بمياه ساخنة بدرجة 60 لمدة لا تقل عن ال 15 دقيقة، تنظيف أثاث المنزل (السجاد، الوسادات، الكنبة والكراسي) يوميا بشكل جيد.
 
في الختام، هذه الحشرة لا تطير وتقفز من شخص الى شخص ولا تحمل أمراضا فقط القمل الجلدي ينقل الأمراض: كالتيفوس، الحمى والإلتهاب الجلدي، كما انها لا تعيش على القطط والكلاب أو حيوانات أخرى، ولا تسبب تساقط الشعر كما يتوهم البعض، ويمكن أن يصاب بها الإنسان في أي وقت من أوقات السنة، وحلاقة الشعر لا تحل المشكلة، وأيضا المبالغة في العلاج كالإفراط في استعمال المستحضرات الخاصة لهذه الحالة يمكن أن يؤدي الى التجفاف الزائد في الرأس مما يزيد الحكاك رغم انتهاء وجود الحشرة. 
 
 

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق