أكد مسؤولون أمريكيون بأن غارة أمريكية أدت لقتل جنيد حسين، زعيم فريق الهاكرز في تنظيم داعش.
وقال مسؤولون، تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم، لمحطة سي إن إن، الإخبارية، بأنه الجهادي البريطاني المولد، وعمره 21 عاماً، والذي يأتي ترتيبه الثالث في قائمة البنتاغون للمطلوبين من داعش، قد قتل بأثر غارة شنت في سوريا، ولم يسبق اسم جنيد في تلك القائمة، سوى زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، والسفاح البريطاني المولد، المعروف باسم الجهادي جون.
وتقول مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن هوية هذا الهاكر(قرصان إلكتروني) لم تعرف قبل يناير( كانون الثاني) عندما كشف النقاب عن أنه يشن حرباً فضائية مع الجهاديين تحمل اسم” سايبر الخليفة” على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أكد ويلا فوريرفر، عضو في مجموعة قرصنة منافسة تحمل اسم” غوست سيكيوريتي”، وتتعاون مع الحكومة الأمريكية، بأن حسين كان العقل المدبر لعمليات القرصنة الإليكترونية لحساب داعش.
أخطر القراصنة
ولكن، تتساءل المجلة، كيف أمكن لهذا الشاب المولود في ثاني أكبر مدينة بريطانية، بيرمينغهام، بأن يصبح أبو حسين البريطاني، أحد أكثر المدونين والهاكرز خطورة في التنظيم الإرهابي؟
وحيث لم يكن معروفاً إلا القليل عن شخصية جنيد حسين ونشأته، كتب زميل سابق له، ممن يعتقد بأنه درس معه في كلية ويلرز لين للتكنولوجيا في منطقة كنيغ هيث في بيرمينغهام، تغريدة على موقع تويتر”صدقوني إن جنيد حسين أداة خطيرة، وأشعر بالخجل لأني عرفت ذات يوم مثل تلك الشخصية الشريرة”، لكن عندما حاولت نيوزويك الاقتراب من زملاء سابقين لحسين، فقد رفضوا التعليق، كما تعذر على مراسل المجلة لقاء أي من ممثلي كلية ويلرز لين للتكنولوجيا.
مكالمات مجهولة
وتقول المجلة أنه “قبل عامين، عمل حسين قرصاناً إلكترونياً، وقاد تنظيم عرف باسم” تيم بويزين”. وكجزء من عمل ذلك التنظيم اخترق حسين، في عام 2012، حساب رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، ونقل منه معلومات حساسة، من ضمنها عناوين بريد إلكتروني ورقم تأمين وطني، مما أدى للحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر في مركز اعتقال للأحداث في بريطانيا، وقد تعذر التواصل مع القاضي، بين كوبر، الذي حكم عليه في تلك القضية في محاكم داف ستريت شامبرز في لندن”.
وبحسب صحيفة محلية تصدر في بيرمينغهام، أجرى حسين، طوال أيام متعاقبة، سلسلة من المكالمات المجهولة المصدر لتعطيل خط ساخن لمجموعة أخرى، وحكم عليه أيضاً بالسجن لمدة ثلاث أشهر أخرى. وبعد إطلاق سراحه، هرب حسين من منزل الأسرة في كينغ هيث ووصل إلى سوريا.
تعليق الحساب
وفي العام الماضي، حذر حسين عبر تغريدة له على تويتر بأنه “سيأتي يوم يرفرف فيه علم التوحيد فوق 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزرارة البريطانية) وفوق البيت الأبيض”، كما نشر صوراً لنفسه على تويتر، وهو يحمل بندقية آلية، ولكن موقع تويتر علق حساب جنيد حسين.
وتقول نيوزويك، أن القرصان الإلكتروني جنيد تزوج في سوريا من داعشية بريطانية، سالي جونز (40 عاماً) من منطقة كينت، انضمت للتنظيم الإرهابي في عام 2013، ويشاع أنه الزوجين قادا عملية التجنيد لصالح داعش من عاصمة التنظيم الفعلية في مدينة الرقة السورية، ولكن الزوجة جونز ادعت حديثاً، عبر حسابها على تويتر، بأنها وزوجها انتقلا إلى الموصل في العراق.
صعود سريع
كما ادعى داعشي على حسابه على تويتر، بأن سالي جونز نفت الأنباء التي وردت بشأن مقتل زوجها، وقال الجهادي “تحدثت لتوي مع أم حسين (الاسم المستعار لسالي) وهي تشعر براحة وسعادة لكون زوجها ما زال على قيد الحياة، وقد ضحكت لكون” الكفار” يعتقدون أنهم قضوا عليه”.
لكن ليس من المعروف بعد كيف صعد جنيد حسين ليتبوأ مكانة رفيعة في تنظيم داعش، ولكن يعتقد بأن اختراقه لحساب توني بلير، وسرقته لمعلومات شخصية عن أكثر رؤساء الوزارة البريطانيين بقاء في السلطة، أدى لشهرته وترقيته لكي يصبح أكبر محارب لصالح داعش على الإنتيرنيت، كما يعتقد أن سبب ترقيته قد يرجع لنجاحه في اختراق وتدمير عدد من المواقع التابعة لشخصيات شهيرة، وخاصة ممن يعملون مع الحكومة الأمريكية.
قرصنة وتخريب
وبعد زواجه من سالي جونز، أصبح حسين المشتبه الرئيسي من وراء الهجمات الإرهابية التي تمت عبر الفضاء الإلكتروني على أهداف أمريكية، وفي يناير( كانون الثاني) الأخير، أشيع بأن حسين كان وراء عملية القرصنة التي تعرضت لها القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) على حسابي تويتر ويوتيوب.
ومن ثم، وفي مايو( أيار)، وعندما أطلق مسلحان النار على مسابقة للرسوم المسيئة للنبي محمد في غارلاند في تكساس، غرد حسين على تويتر بعد دقائق من الهجوم “أقدم التهاني للأخوة المسلمين”، وكان على تواصل عبر تويتر مع أحد المسلحين قبل إطلاق النار.
وقال متحدث باسم موقع ويلا فوري إيفر، موقع إلكتروني أمني “غوست سيكيوريتي”، لمجلة نيوزويك، بأن مواجهات عديدة تمت بين الموقع وحسين، والذي وجه عدة تهديدات بالقتل للقائمين على الموقع.
وكتب أحد القائمين على غوست سيكوريتي بأنهم خاضوا حرباً ضد أبو حسين البريطاني على مدار أشهر، وأنه كان مسؤولاً عن استخدام الميديا الاجتماعية من أجل الدعوة لشن هجمات بواسطة الذئاب المتوحدة ضد أفراد ومؤسسات حكومية، وكتب الموقع” كان يوصف بأنه بطل من” أبطال الخلافة” وقد أخذ عدد من الأشخاص نداءاته لمهاجمتهم على محمل الجد، لأنه كان يمثل خطراً شديداً على حياتهم وأمن مؤسساتهم”.
مهام خطيرة
ويقول باحث رفيع حول الجهادية في مركز كويليام الفكري المناهض للتطرف في بريطانيا شارلي وينتر”ارتبطت باسم جنيد حسين عدد من المهام، ولكن أعتقد بأن قدراً من الغموض يحيط بالدور الذي لعبه فعلياً، وفيما إذا كان فعلياً كان لاعباً مهماً”.
وأضاف وينتر “وقد اكتسب حسين بالتأكيد تلك السمعة السيئة جراء اقترابه من رأس قائمة الأهداف الأمريكية، وإن داعش يريد إعطاء المقاتلين الأجانب التابعين لدولهم أدواراً رائدة داخل بنية التنظيم، مما يفيد في تضخيم أدوارهم”.
وتقول نيوزويك “إن نقطة تحول حسين نحو التطرف، ودورة داخل داعش ليس معروفاً بعد، ولكن قراصنة منافسين يقولون بأن موته سيؤثر بالتأكيد على نشاط داعش عبر الإنترنيت”.
وقال متحدث باسم غوست سيكيوريتي “بدون حسين سوف يتضرر بشدة النشاط الإلكتروني للتنظيم الإرهابي، وإن مقتله لا يعد نصراً كبيرأ لنا وحسب، بل للولايات المتحدة ولباقي العالم الحر”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي