تنطلق الليلة منافسات دوري أبطال أوروبا لموسم 2015-2016، لتعود معها المباريات الممهورة بالفن الكروي الجميل والتشويق والحماسة. نسخة جديدة يتوقّع أن يرتفع معها المستوى التنافسي انطلاقاً من سوق الانتقالات وازدياد قوة الفرق.
حسن زين الدين –
من نافل القول إن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بات أكثر من مجرد بطولة كبرى توازي من حيث الأهمية والمنافسة القوية حتى كأس العالم، وتحول إلى رئة تتنفس منها «القارة العجوز» على صعد عدة تتخطى الرياضي إلى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
بدءاً من اليوم، وكما في كل موسم، تضيق المسافات في أوروبا لتتشابك مدنها حتى تلك المترامية الأطراف بانطلاق النسخة الجديدة من «التشامبيونز ليغ»، وتتحوّل معها ملاعب القارة إلى لوحات ساحرة ممهورة بالفن الكروي الجميل، بحثاً، في النهاية، عن اللقب العتيد الذي سيرفعه الفائز هذه المرة في ملعب «سان سيرو» التاريخي في مدينة ميلانو.
الخطوة الأولى نحو الحلم تبدأ الليلة في طريق يزداد صعوبة عاماً إثر آخر – مع ارتفاع المستوى التنافسي – لما بات يمثّله الفوز بهذه البطولة من أهمية وحظوة للفرق، وهذا ما تعكسه تعاقداتها المليونية في فترات الانتقالات، والتي تصبّ في الدرجة الأولى باتجاه خوض غمار «معارك» هذه المسابقة، ويكفي هنا ضرب المثل في هذا الصيف بمانشستر سيتي الإنكليزي حيث كان واضحاً، و»على المكشوف»، أنه دفع مبلغاً فلكياً للتعاقد مع رحيم سترلينغ والبلجيكي كيفن دي بروين والأرجنتيني نيكولاس أوتامندي لتحقيق حلمه بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه وتعويض الإخفاقات الكبيرة في البطولة في المواسم الأخيرة، وهذا ما ينطبق أيضاً على باريس سان جيرمان الفرنسي بتعاقده مع الأرجنتيني أنخل دي ماريا. إذ لا مبالغة في القول هنا إن «التشامبيونز ليغ» باتت ترسم مشهد الانتقالات. فكما أن الأندية تبحث عن النجوم لزيادة قوتها ومقارعة خصومها في هذه البطولة تحديداً، فإن كثيراً من النجوم يختارون الفرق الكبرى وصاحبة الحظوظ الأوفر للفوز باللقب للانتقال إليها بحثاً عن التسجيل في سيرهم الذاتية أنهم رفعوا هذه الكأس العريقة، خصوصاً أولئك الذين لا يملكون الفرصة مع منتخبات بلادهم الضعيفة لإحراز كأس العالم أو الكؤوس القارية.
فنياً، يُتوقّع هذا الموسم أن تبلغ المنافسة أعلى درجاتها، تحديداً منذ الأدوار الإقصائية، انطلاقاً مما تقدم، أي من حركة سوق الانتقالات وازدياد قوة الفرق الكبرى ورغبتها الشديدة في استعادة الزعامة الأوروبية التي بسطت مدينة برشلونة سيطرتها عليها في الموسم الماضي، وهذا يبدأ من مدريد مروراً بميونيخ وباريس، وليس انتهاءً بلندن ومانشستر وغيرها.
إلا أن هذا لا يمنع من أن المنافسة في هذه النسخة ستكون حامية أيضاً منذ دور المجموعات الذي سيشهد العديد من المواجهات الكبرى، تبرز بينها طبعاً مواجهة مانشستر سيتي ويوفنتوس الإيطالي التي تقصّ، الليلة، شريط منافسات المجموعة الرابعة الأقوى والتي تضم أيضاً إشبيلية الإسباني وبوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، بينما تتصدر الواجهة غداً مباراة روما وبرشلونة في المجموعة الخامسة.
وبطبيعة الحال، فإن هذا الموسم سيشهد استمراراً للمنافسة بين النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي على لقب الهداف التاريخي لدوري الأبطال، بعد أن تمكّنا من تخطّي الإسباني راوول غونزاليس في النسخة الأخيرة حيث يتعادلان بـ77 هدفاً لكل منهما، وهذا ما سينسحب بالتالي على صراعهما على جائزة أفضل لاعب في العالم في 2016، والتي اتضح أن هذه البطولة هي «كلمة السر» لنيلها، فضلاً عن طموح نجوم آخرين لمحاولة منافستهما، وهذا ما من شأنه أن يرفع المستوى الفني للبطولة.
إذاً، يتجدد الموعد، وبنسبة أعلى هذا الموسم، مع التشويق والحماسة والفن الكروي الرائع في دوري أبطال أوروبا. نقطتان فقط تخالفان الصورة الرائعة للبطولة في نسخة هذا الموسم، أولاهما الغياب المؤلم لفرق مثل قطبي مدينة ميلانو الإيطالية، إنتر وميلان، وليفربول الإنكليزي وبوروسيا دورتموند الألماني الذي استعاد قوته، عن البطولة، وثانيهما، والأكثر سوءاً طبعاً، هو الوجود القبيح لفريق ماكابي تل أبيب الإسرائيلي ضمن المجموعة السابعة، وبالتأكيد فإن الصورة ستصبح أنظف بخروجه مبكراً.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي