ظهر شريط فيديو اللحظات الأخيرة لفتى من أوزبيكستان، أجلسه رفاقه في مدرعة وأرسلوه لتنفيذ هجوم انتحاري في سوريا.
أعد له رفاقه من أبناء جلدته، بحسب مشاهد الفيديو، وداعا حافلا أمام عربة الموت التي أقنعوه بأن يقودها ويفجرها في أحد المواقع بقرية فوعة الواقعة شمال شرقي إدلب في بسوريا.
نادى الفتى الغض رفاقه المسلحون الملتفون حوله باسم “جعفر الطيار”، وبدا حائرا مترددا كما لو أنه وقع فجأة في مصيدة لا مخرج منها.
تتابع الرجال الملتحون على احتضان الفتى اليافع والاحتفاء به عريسا يزف إلى الموت في عربة مدرعة ملغومة بالمتفجرات في أرض غريبة باتجاه هدف لا أحد يدري ما هو.1
توالت هذه المشاهد المفزعة والمأساوية للعناصر الأوزبيكية من كتيبة “الإمام البخاري” التي تقاتل في صفوف جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا، لتعكس في طياتها أساليب تجنيد الفتيان اليافعين واستخدامهم من قبل الإرهابيين قنابل حية تنشر الموت والخراب في كل مكان يصلون إليه.
بكى الفتى اليافع قبل انطلاق عربته المدرعة التي جعل منها رفاقه قبرا حديديا له ووسيلة لانتزاع أرواح من سيتصادف وجودهم في طريقها. إلا أن عربة الموت تحركت وتوقفت الأحاسيس الإنسانية النبيلة لدى هؤلاء عن العمل منذ أن احترفوا القتل، وتلا ذلك انفجار كبير، رصده تجار الموت وسدنته ليرفعوا من شأنهم لدى أسيادهم.
يُذكر أن دراسة صدرت مؤخرا عن “المركز الدولي للعنف السياسي وأبحاث الإرهاب” بسنغافورة حذرت من العواقب الوخيمة لتوسع عمل شبكات المنظمات الإرهابية المنتمية إلى منطقة آسيا الوسطى في سوريا والعراق، مشددة على أن تواصل الصراع العنيف في سوريا والعراق وزيادة عدد المقاتلين المشاركين فيه من دول آسيا الوسطى، سيكون وبالا على دول المنطقة بعد عودة هؤلاء من مناطق القتال إلى أوطانهم.
وأشار المركز البحثي إلى أن عدة دول في آسيا الوسطى من بينها أوزباكستان غدت مصدرا لتغذية التنظيمات المتطرفة في هذين البلدين بالمقاتلين اعتمادا على تجربة كبيرة سابقة لأفرادها في القتال إلى جانب حركة طالبان أفغانستان.
ولفتت الدراسة المختصة التي حملت عنوان ” تقييم التطرف في آسيا الوسطى” إلى أن ما يعرف باسم “الحركة الإسلامية الأوزبكية” هي من أكثر التنظيمات نشاطا وخاصة في أفغانستان، فيما تعد كتيبة ” الإمام البخاري” التي أسسها متطرفون من أوزباكستان في سوريا أواخر عام 2013 الأبرز بين تنظيمات دول آسيا الوسطى التي تنشط في سوريا والعراق، بالإضافة إلى كتيبة ” التوحيد والجهاد”. ومسلحو الكتيبتين يقاتلون في صفوف جبهة النصرة، فيما يشارك عدد آخر من المتطرفين من أوزباكستان في القتال في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وكان جهاز الأمن القومي في أوزباكستان أعلن في مارس/آذار الماضي عن وجود 5 آلاف من أعضاء “حركة أوزبكستان الإسلامية”، المحظورة في عدة دول من بينها روسيا والولايات المتحدة، يقاتلون في الوقت الراهن الى جانب “الدولة الإسلامية”، مشيرا الى أن “نصفهم من أوزبكستان”.
كما أعلنت وزارة الداخلية في أوزبكستان في أغسطس/آب الماضي أن السلطات التركية رحلت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 12 شخصا من أوزبكستان حاولوا التسلل إلى الأراضي السورية للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية.
المصدر: وكالات
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي