قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق فرانسوا فيون إن لدى الغرب على أرض الواقع في سوريا معسكرين متواجهين، وهذا يعني إما اختيار أحدهما أو عدم التدخل إطلاقا في هذا الشأن.
وأوضح فيون الأحد 27 سبتمبر/أيلول خلال مقابلة مع قناة “BFM” أن أحد المعسكرين يتمثل في الرئيس السوري بشار الأسد والمعسكر الآخر يتمثل في تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات التي تنبثق منه، وعلى الغرب في هذا الحالة قتال تنظيم “داعش” بالاشتراك مع المعسكر الذي يواجهه.
وقال “يحزنني جدا أن فكرة إنشاء تحالف لتسوية الوضع في سوريا تنبثق من روسيا وليس فرنسا أو الاتحاد الأوروبي، ومنذ عام ونصف ظللت أكرر أهمية مثل هذا الاتحاد، لكن الآن سيتقدم فلاديمير بوتين بهذه المبادرة، ومن الجلي تماما أن الاتحاد الأوروبي ضيع مرة أخرى إمكانية الإقدام على خطوة مهمة في عملية يجب أن تعتبر بصدق تاريخية”.
فيون: تسوية الأزمة السورية من دون روسيا غير ممكنة
وقال فيون إن “داعش” تهديد للعالم كما كانت النازية في ذلك الوقت، وهذه المشكلة ليس على الإطلاق مشكلة محلية “وكانت آخر مرة تظهر فيه مثل هذه المشكلة في الحرب العالمية الثانية، عندها توحد الغرب مع الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين. وأضاف أن الغرب حينها فعل الشيء الصحيح تماما بسبب أنه بهذه الطريقة فقط كان بالإمكان هزيمة هتلر ذلك النظام الذي كان سيبقى لفترة أطول بكثير لو كان العكس، مشيرا إلى أن الوضع الحالي مشابه تماما لزمن هتلر، وأن الغرب يحتاج إلى روسيا لتسوية الأزمة السورية بفعالية.
وأكد فيون أن التسوية في سوريا غير ممكنة إذا ما استمرت القيادة الفرنسية كما في السابق في رفض التعامل مع الرئيس السوري واكتفت والتحاور مع روسيا على مضض.
فيون: الضربات الجوية الفرنسية في سوريا ستكون قليلة الفائدة
وقال فيون مجيبا عن سؤال حول الضربات الجوية الفرنسية التي وجهتها على معسكرات “داعش” في سوريا، إن الضربات هذه لن تؤثر كثيرا على التنظيم، وفقط ستضعفه قليلا وتبطئ تحركه. وأكد أن هذه الضربات رمزية فقط ولا يمكن أن تكون حاسمة بسبب أن هذه الضربات ستكون نسبيا قليلة بالإضافة إلى أن الضربات الجوية عموما لا تسمح بالتوصل إلى تفريق جموع المقاتلين في “داعش”.
لوبان: هناك حاجة إلى شراكة وثيقة مع روسيا
من جهتها، أعربت رئيسة حزب “الجبهة الوطنية” مارين لوبان عن اعتقادها بأن العقوبات المعادية لروسيا كان لها عواقب وخيمة وأن فرنسا تواجه خطر الوقوع تحت تبعية الصين.
وأشارت إلى ضرورة تأسيس شراكة وثيقة مع روسيا، حيث قالت “نحن ندعو إلى شراكة وثيقة معها، ونحن مع أوروبا من بريست وحتى فلاديفستوك”. وأكدت أنها تريد أن تكون فرنسا مستقلة وذات سيادة.
سفير بريطاني سابق لدى موسكو: على الغرب الاعتراف بمواقف روسيا الإيجابية من حل الأزمات
قال سفير بريطانيا الأسبق لدى روسيا توني برينتون الأحد 27 سبتمبر/أيلول إن الأيام كشفت تقييم موسكو الصحيح للوضع في سوريا، وكذلك لدور اتفاقيات مينسك في تسوية الأوضاع في أوكرانيا، داعيا الغرب إلى الاعتراف بأن أساليبه في حل النزاعات لم تكن ناجحة.
وأشار إلى أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما في إطار الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة سيحمل خصوصية بالغة بسبب أن الزعيمين لم يجتمعا مع بعضهما البعض ما يقرب العامين والنصف بسبب احتدام المواجهة بين الدول على الساحة الدولية.
وقال السفير الأسبق إنه يعتبر محادثات يوم الاثنين بأنها تشير إلى تغير جذري على الرغم من أن كلا من روسيا والولايات المتحدة تقرآن الاجتماع بشكل مختلف، فمن جهة تقول واشنطن إن موسكو هي من تتطلع إلى الاجتماع وإن الموضوع الرئيسي للمحادثات الثنائية سيكون حول أوكرانيا، ومن جهة أخرى تؤكد روسيا أن الاجتماع كان باتفاق الطرفين وأن موضوع المحادثات فيه سيكون سوريا.
وأضاف: “وكما يقول بوتين إن هدف روسيا الرئيسي هو منع تنظيم “داعش” من تعزيز قدراته، والذي يمثل تهديدا مباشرا داخليا (لروسيا) في مناطق القوقاز وغيرها من المناطق”، مشيرا إلى أنهم (الروس) رأوا كيف تصرف الغرب بشكل “أخرق” على وجه الخصوص في العراق وليبيا، وإلى أن الدعم الغربي للمعارضة المعتدلة في سوريا مجرد وهم.
وأشار برينتون إلى أن الخط السياسي الذي يسير عليه الغرب هو في الاتجاه الذي يريده بوتين، موضحا أن الوضع الغربي الحالي هو اختيار “بين ما هو مقرف ( حكم الأسد) و بين ما هو مقرف وخطير (“داعش”)”. ويقول السفير إن ” اختيار الرئيس الروسي (في هذه الحالة) واضح”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة وبريطانيا طالبتا لعدة سنوات برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، أما الآن فتدرسان إمكانية بقائه كحالة مؤقتة”، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، الذي قطع اتصاله مع نظيره الروسي سيرغي شويغو لعام، عقد معه الأسبوع الماضي محادثات لتنظيم التعاون في المسألة السورية.
أما ما يخص المسألة الأوكرانية، فقال برينتون إنه من المرجح أن تجرى المفاوضات حولها برؤية المقترحات الروسية، مشيرا إلى أن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة حتى اللحظة كانتا ترفضان اتفاقات مينسك التي وقعت في فبراير/شباط من هذا العام واعتبرتها حينذاك قصيرة الأمد. وقال إن واشنطن ولندن وضعتا على رأس الطاولة السياسية ضرورة تغيير سياسة الرئيس الروسي وفرضتا العقوبات التي كان من المقرر لها “إجبار روسيا على التراجع”.
ويرى برينتون أن ذلك لم ينجح مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاقتصاد الروسي يمر بذات السبب بوقت صعب، ويرى أيضا أن اتفاقات مينسك حتى مع الانتهاكات التي تحدث ساعدت في وقف الأعمال القتالية ووضعت وقف إطلاق نار حيز التنفيذ، مضيفا أن العقوبات لم تغير موقف الرئيس الروسي فقط بل أنها عززت من موقفه في عيون مواطنيه.
المصدر: وكالات
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي