يؤكد وحيد أن الأموال التي كان الجيش يتلقاها أنفقت حينها على رفاهية قادة الجيش كالدجاج المشوي.
قد يصعب تخيل حجم الخوف الذي يسيطر على وحيد .. لذلك .. علينا أن نعود بالزمن شهرين لنتعرف إليه في ذلك الوقت
كانت هذه هي حرب أمريكا الأطول . وهي أيضا حرب وحيد الأطول
فوحدته العسكرية التابعة للجيش الأفغاني تقاتل عناصر من طالبان خارج مدينة قندوز هذا الصيف
ولكن أمريكا توشك على الرحيل ويبدو أن الخسارة هي مصير الجيش الأفغاني هنا . فوحيد يؤكد لنا أن قوات الجيش لا تملك الطعام أو المال اللازم أو حتى الوقود لنقل جرحاها بالسيارة إلى المستشفى
في أحد الأيام .. حاصرتنا قوات طالبان في قاعدتنا العسكرية لمدة 12 يوما . يقول وحيد… ويؤكد أن بعض الجثث بدأت بالتحلل وأن الجرحى كان ينزفون دما
ويؤكد وحيد أن الأموال التي كان الجيش يتلقاها أنفقت حينها على رفاهية قادة الجيش كالدجاج المشوي
وبعد هروب أكثر من ثلاثة أرباع الجنود من زملائه.. قرر وحيد أن يسير على خطاهم
والآن على وحيد مغادرة أفغانستان .. فطالبان وحتى تنظيم داعش يعلمون بمكان سكنه .. فالبقاء يعرض حياته وحياة أسرته للخطر
بدأ وحيد رحلته من أفغانستان مرورا بإيران وتركيا واليونان وألمانيا والتي وجدا أنها الخيار الأكثر أمانا
يقول لنا وحيد إنه يدرك المخاطر ولكنها أفضل من أن يقتل على يد طالبان أو يتم قطع رأسه أمام جميع أفراد عائلته أو اختطاف أطفاله
بداية. توجه وحيد إلى طهران على متن الطائرة .. ولكن المهربين في طهران اصطحبوهم إلى كهف يحوي القليل من الماء والطعام . وفي إحدى الليالي .. توجه وحيد برفقة خمسين شخصا إلى الحدود الإيراني الجبلية والوعرة بطبيعتها ..
تسلق هذه الجبال كان سهلا بالنسبة للجندي الأفغاني… ولكن بعضا من حرس الحدود الإيراني لاحظ وجودهم
يقول وحيد إن الجيش بدأ بإطلاق النار واكنه كان يعلم أن الرصاص أطلق في الهواء لذا طلب من الجميع الاستمرار في الركض بعيدا .. وحين أصبح الرصاص يقترب أكثر فأكثر.. اختبأت المجموعة خلف الصخور .. ليتمكن من إخراج 15 شخصا ويواصلوا المشي لمدة 18 ساعة
وحيد شعر بالراحة لأنه لم يغرق في المياه الباردة كما حصل مع الكثيرين … وعند وصوله إلى بر الأمان.. تنفس وحيد الصعداء لبقائه على قيد الحياة .. ولكن المأساة الحقيقية لا زالت بانتظاره
هذه هي الحدود بين هنغاريا وصربيا .. فالجميع بمن فيهم من لاجئين ومهاجرين وعمال منعوا من الدخول إلى الأراضي الصربية .. الغضب يكبر… ويبدو الناس من حوله وهو يرمون الشرطة بالحجارة لترد عليهم بالقنابل المسيلة للدموع
يقول وحيد إنه لم ير سيدة واحدة… بل العشرات ممن سحقن بين الأرجل بسبب محاولتهن الهروب من الشرطة والقنابل المسيلة للدموع
لم أتمكن من تصوير المشهد.. لأنني كنت أبكي.. ليس بسبب القنابل المسيلة للدموع … بل بسبب فظاعة المشهد
تشتعل النيران وتستمر قوات الشرطة في سعيها لمنع الحشود من المرور
في ميونيخ.. حيث وصل قادما من كرواتيا والنمسا .. لا تزال مخاوف وحيد قائمة
يقول وحيد إن طالبان تعتقد أنه عاد إلى الجيش … لقد أخذوا هاتفنا من المنزل .. فعندما أتصل بهم سيرغمونني على العودة إليهم ..
ويؤكد وحيد أنه يحب أبناءه جميعا وهما ولدان وبنت التي يشتاق لها كثيرا فهي دائما تسكن مخيلته ..
بعده عن عائلته في هذه الرحلة التي نجا منها بأعجوبة … يقبل وحيد على حياة جديدة مسكونة بالقلق والمخاوف والمجهول
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي