حتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يعرف إلا القلائق أن روسيا تمتلك صواريخ على غرار صاروخ “توماهوك” الأمريكي. وحصلت المفاجأة غير المتوقعة، ففي السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015 أطلقت سفن حربية روسية صواريخ جوّالة (كروز) من طراز “كاليبر” على منشآت تابعة لتنظيم “داعش” الارهابي في الأراضي السورية من بحر قزوين، لتبلغ أهدافها التي تبعد نحو 1500 كيلومتر عن مكان إطلاقها بدقة بالغة، وهو ما فجّر المفاجأة. وذلك لأن صواريخ “كاليبر” التي احتوت عليها معارض دولية كثيرة منذ عام 1993 لا يزيد مداها على 300 كيلومتر كما هو معروف.
لم تستوعب الإدارة الاميركية هذه الضربة النوعية للجيش الروسي والتي كادت تكون التجربة العملاتية الوحيدة بعد أن سبقتها أميركا في ضرب المؤسسات العراقية إبان احتلال العراق. ولا يخفى على أحد أن لهذه الصواريخ العابرة للقارات والدقيقة أهدافا ميدانية وسياسية باتجاه كل من وقف ليواجه العملية العسكرية الروسية التي تتصدى لهجمة المنظمات الإرهابية المسعورة في سوريا.
وفي هذا السياق قال العميد الركن الدكتور هشام جابر أن “لضرب هذه الصواريخ أهدافا تكتيكية واستراتيجية ناهيك عن الاهداف السياسية التي حققتها بالفعل الإدارة الروسية في وجه الغرب”. وفي حديث لموقع “العهد الإخباري” قال العميد جابر أن “الصواريخ التي استخدمت عالية الدقة، وهي قادرة على الوصول إلى أهداف عابرة للقارات وخارقة للتحصينات، بعكس بعض الصواريخ التي تطلق من الطائرات”.
وأكد العميد جابر أن “الجيش الروسي قادر على ضرب الأهداف المحددة مسبقًا من البوارج التي ترسو في ميناءي طرطوس واللاذقية، لكن الهدف من الضربات البعيدة المدى هو توصيل رسالة الى أميركا والغرب بأن اليد الروسية هي الطولى في سوريا وأنها قادرة على ضرب أي هدف على بعد مئات الكيلومترات وبدقة عالية”.
وأشار جابر الى ان احد الرسائل المهمة التي قصدتها روسيا في ضربتها هي أن “التنسيق بين دول سوريا، عراق، وإيران عالٍ ولامتناهٍ ومفصل ودقيق”. كما أن “القصف الروسي من بحر قزوين على أهداف في سوريا هو اختبار لهذا السلاح الباليستي، فروسيا وغيرها من الدول لا تستطيع تجربة هذا النوع من الأسلحة في أي زمان أو مكان أرادت”.
القصف الروسي المفاجئ أوجد تخبطًا في الموقف الأميركي
ورأى العميد جابر أن هذا القصف الروسي المفاجئ أوجد تخبطًا في الموقف الأميركي وصدمة لدى إدارتها التي لم تكن تعلم بوجود هكذا نوع من السلاح بحوزة روسيا والذي قد يهد أي نقطة عدوة لروسيا في العالم. كما أشاد جابر في حديثه لـ”العهد” بالجهد الروسي المبذول في سوريا لـ”تقويض المجموعات الارهابية وتحصين الداخل السوري والساحل وحصر الارهابيين في مناطق يسهل القضاء عليهم فيها”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي