“عند الحادية عشرة ليلاً، دخل بعض اللصوص إلى غرفتنا”.
كان اللصوص يريدون عظامها وحصلوا على ما جاءوا من أجله.
“جاءوا وقطعوا ساقي، واثنين من أصابعي، وهذه الساق”.
قطع اللصوص نصف ساقها اليمنى، بعض أصابعها، وحاولوا قطع رجلها اليسرى. كل ذلك بسبب لون بشرتها، والاعتقاد بأن عظامها سحرية.
“كل ذلك بسبب هذا الاعتقاد المجنون، الذي يعممه أيضاً المشعوذون، أنك إذا أخذت أحد أطراف شخص مصاب بالبهاق فإنك ستصبح غنياً”.
في تنزانيا، موطن ببيانا، المصابون بالبهاق مستهدفون دائماً. بعد عشرة أشهر في المستشفى تخاف بابيانا وشقيقتها من العودة إلى بلادهما.
“كنت خائفة لأني إذاعدت ثانية ربما يأخذون ساقي الأخرى”.
تخافين من أنهم قد يقتلونك إذا عادوا ليقطعوا جزءاً آخر.
“أجل”.
السياسية التنزانية الشيماء كواجير سمعت القصة وتولت أمر الأختين. إنها أول سيدة مصابة بالبهاق تتولى منصباً في تنزانيا، بعد أن حظرت الحكومة عمل المشعوذين في محاولة منها للحد من الهجمات التي يتعرض لها المصابون بالبهاق. إلا أن الهجمات استمرت تاركة أشخاصاً مثل ببيانا في معاناة على مدى الحياة.
“هذا كان طرف بيبيانا الاصطناعي القديم، كان يثبت بحزام من هنا”.
لكن كل هذا تغير حين تدخلت مالينا روث التي تدير منظمة الألفية الإفريقية، وتكفلت بانتقال بيبيانا إلى معهد تقويم العظام للأطفال في لوس أنجلس، حيث قدم لها الأطباء ساقاً بتقنية عالية تعطيها المزيد من الحرية.
“أنا سعيدة، لأني ما زلت على قيد الحياة، وأنا هنا في مكان جيد لذلك أنا سعيدة”.
في حين تبتسم بيبيانا رغم كل شيء فإن تيندي لا تتحمل رؤية معاناة شقيقتها.
“أغلب الناس يكرهوننا، ويحاولون إيذاءنا أو يقولون أسماء سيئة”.
الصدمة التي عاشتاها أعادت تشكيل أحلامهما للمستقبل. الصدمة التي كتبت تيندي هذه الأغنية عنها.
فتيندي تريد أن تصبح قاضية في بلادها لتلحق أقصى العقوبات بالمجرمين وبيبيانا تريد أن تصبح طبيبة، ليست أي طبيبة، وإنما طبيبة عظام لتساعد بشفاء عظام أطفال آخرين.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي