– علياء الأحمد –
لم يكن ينقص قائد ميليشيا “جيش الإسلام”، زهران علوش، إلّا روسيا لترفع من وتيرة قلقه في منطقة ترقد على رمال متحركة، تتحرّك عند كل خضّة تصيب سوريا. القيادي الإسلامي، تراه منهمكاً في الأيام الماضية بقراءة الموقف الروسي وإستشعار نبضه إن كان هناك من نوايا روسية لوصول الضربات إليه أم انّ موسكو ستكتفي بضرب حلفائه في الغرب والشمال.
لا يخفي زهران علّوش وجماعته خوفهما، أقلّه في البيان الإعلامي الأخير الذي وقّعه “إسلام علّوش”، والذي تنصّل فيه من إستهداف السفارة الروسية في حي المالكي في دمشق لا بل ذهب البيان حد “مكيجة” جيش الإسلام وإظهاره بمظهر الحسناء التي لا تكترث إلا لمصير “الإنسانية” أكتر من إكتراثها بمظهرها. أطلق البيان العنان لسياسة الخوف “العلّوشيّة” من الروسي، فحاول الإيحاء بأنهم “يرفضون قصف المدنيين” علماً ان قذائف هونهم تتساقط بشكلٍ يومي على سكّان دمشق. المضحك أكثر، ان “جيش الإسلام” وضع نفسه بمصاف روسيا في محاربة “داعش” حيث أكد في ذلك البيان، أنهم (اي جيش الإسلام) أخرجوا داعش الإرهابي من الغوطة الشرقية وكانوا أول من حاربه”، لا بل ذهب حد إتهام الدولة السورية بـ “إفتعال أزمة بينه وبين روسيا”!.
كلام، ترى فيه مصادر مقرّبة من الدبلوماسية الروسية في دمشق “سخافة ممزوجة بخوفٌ وهروب من المواجهة”. وتؤكد المصادر في حديث لـ “الحدث نيوز”، ان “علّوش يريد وضع نفسه إلى جانب روسيا في عملية قتال داعش في مسعى مكشوف للحفاظ على منطقته الجغرافية”، معتبرةً ان تنصّله من قصف السفارة الروسية مراراً يندرج ضمن خانة “الكذب، فالجميع يعرف من أين تخرج القذائف”.
علّوش الذي سعى لرمي إتهام “قصف السفارة” على حلفائه في “فيلق الرحمن” إنطلاقاً من قواعد الأخير في حي جوبر، يخفي تسلّطه على قرار الفصائل الحليفة له والتي دمجها تحت مسمى “القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية” والتي تقاتل عنه بالوكالة وتلتزم بما يطلب، فقصف السفارة، مؤكداً أنه لن يمرّ من خارج سياق أهداف علّوش المعلنة والتي وضعت روسيا في وقتٍ سابق في خانة “العداء”.
مصادر “الحدث نيوز” تعرّج على إستهداف السفارة الروسية في المرات السابقة والتي كانت تكشف في كل مرّة تورّط ميليشيات “علوش” فيها فما الذي تغيّر اليوم حتى إنبرى يتبرأ من فعلة أزلامه؟!. إنها “روسيا يا عزيزي” التي باتت تلعب “التريكس” في الميدان وبين أيديها قرارٌ بإستهداف من شاءت من التنظيمات الإرهابية التي تعكّر صفو البلاد و “جيش الإسلام” من ضمنها، ولأنه إستشعر الخطر عليه بعد إلتماس ما يحصل في ريف حماة الشمالي ومنطقة سهل الغاب وإمكانية تصديره إلى شرق دمشق عبر عمليات التمهيد في جوبر، قرّر تخفيف السقف وإبعاد نفسه عن بيانات الخطط الروسية التي لن تستثنيه في عملية الهجوم والإنقضاض على مقار الإرهابيين في هذه المنطقة إن حصلت.
إلا أن الإدارة الروسية تدرك جيداً “الاعيب علوش” وغايته من التوسّل لمنع وصول الغارات إليه، قرار، خرج من على لسان السفير الروسي في سوريا ألكساندر كينشتشاك والذي وضع تنظيمات إسلامية راديكالية عدّة على سلّم أهداف موسكو، على رأسها “جيش الإسلام”.
السفير الروسي قليل الكلام، كسر العرف في تصريحٍ لوكالة الصحافة الفرنسية أكد فيه أن جماعة “جيش الإسلام”، وهي أهم القوى المعارضة في منطقة دمشق بقيادة زهران علوش، “مسؤولة عن إطلاق قذائف هاون أدت إلى سقوط المئات من الضحايا المدنيين” في العاصمة السورية. وأردف: “هذا ليس سوى إرهاب بحت”، في إشارة مبطّنة لنية روسيا ضرب الجماعة الإرهابية تلك.
إذاً وضع علوش نفسه في “خانة اليك” في ضرب جديد من الغباء أخرجه بعد ظهر يوم قصفه للسفارة الروسية والتي أطلق فيها على نفسه رصاصة الموت في لعبة “الروليت” الروسية الشهيرة.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي