اللحوم مسرطنة.. فهل نمتنع عنها؟

العربي الجديد –  د. سحر طلعت

خلصت دراسة علمية دولية أجرتها منظمة الصحة العالمية، إلى إدراج “اللحوم المصنعة” ضمن المجموعة الأعلى خطورة من المواد المسرطنة للبشر، وإدخال اللحوم الحمراء، إلى المجموعة التالية من المواد المسرطنة.

وأشارت الدراسة إلى وجود أدلة كافية على أن “اللحوم المصنعة” مثل النقانق واللحوم المحفوظة، مسرطنة، في حين كانت الأدلة على التأثيرات المسرطنة لـ”اللحوم الحمراء” على الإنسان محدودة، بعكس تأثيرها المسرطن على الحيوان.

ونشرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان The International Agency for Research on Cancer – IARC، وهي وكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، تقريراً بتقييم التأثير المسرطن للحوم المصنعة واللحوم الحمراء.
وأجريت الدراسة بواسطة 22 خبيراً من 10 بلدان مختلفة، ويعملون لحساب الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وقام هؤلاء الخبراء بمراجعة وافية للعديد من الدراسات المتراكمة، تقدر بحوالى 800 دراسة تبحث في العلاقة بين السرطانات المختلفة وتناول اللحوم الحمراء والمصنعة في البلدان المختلفة، وأهم هذه الدراسات امتدت على مدار 20 عاماً.

وسنحاول أن نقرأ نتائج هذه الدراسة، للتعرف على توصيات الوكالة.

* إضافة اللحوم الحمراء

اللحوم الحمراء مواد مسرطنة محتملة ثبتت تأثيراتها على الإنسان بدراسات وأدلة محدودة.

” وصنف التقرير اللحوم الحمراء على أنها مواد “من المحتمل” أن تكون مسرطنة للإنسان، وأدرجوها ضمن (المجموعة 2A) وهي المجموعة التي تأتي في الدرجة الثانية الخطورة في قائمة المواد المسرطنة.
وهو ما يعني أن احتمالية كونها مواد مسرطنة للإنسان ثبت بدراسات وأدلة محدودة.
وأشارت الدراسة إلى وجود أدلة كافية على اعتبار اللحوم الحمراء مسرطنة في حيوانات التجارب.

وأوضحت هذه الأدلة “المحدودة” وجود علاقة أساسية بين استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون، كما لاحظ العلماء علاقة أقل ارتباطاً مع سرطان البنكرياس والبروستاتا.

والمقصود باللحوم الحمراء هي كل أنواع اللحوم المكونة من عضلات الثدييات، مثل لحم البقر ولحم العجل ولحم الخنزير ولحم الضأن والحصان والماعز.

* اللحوم المصنعة

توجد أدلة كافية على أن اللحوم المصنعة مسرطنة للإنسان

” وصنفت الدراسة “اللحوم المصنعة” ضمن (المجموعة 1) وهي المجموعة الأعلى خطورة في قائمة المواد المسرطنة.
وهذا التصنيف يعني وجود أدلة كافية على أنها مسرطنة للإنسان، وأشارت هذه الأدلة للعلاقة بين اللحوم المصنعة وسرطان القولون.

و”اللحوم المصنعة” هي اللحوم التي تم تحويلها من خلال التمليح والتخمير والتدخين، أو من خلال عمليات أخرى لتعزيز النكهة أو لتحسين حفظها.

وتحتوي اللحوم المصنعة عادة على لحم البقر، ولكنها تحتوي أيضاً أنواعاً أخرى من اللحوم الحمراء والدواجن ومخلفاتها.

ومن أمثلة اللحوم المصنعة: الهوت دوغ (الفرانكفورتر) والنقانق واللحم المحفوظ، وكذلك اللحوم المعلبة والمستحضرات الغذائية من اللحوم والصلصات.

* الامتناع أم التقليل؟
ويتبادر سؤال لدى الكثيرين في ظل هذه التقارير.. هل ينبغي أن نمتنع عن أكل اللحوم الحمراء والمصنعة؟
خلص خبراء الدراسة إلى أن كل 50 غراماً من اللحوم المصنعة، إذا تم تناولها بشكل يومي، تؤدي لزيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون بنسبة 18 في المائة.

ورغم هذا فإنهم أشاروا إلى أن هذه النسب لا تؤدي لارتفاع درجة الخطر على الأفراد إلا بنسبة ضئيلة، إلا أن التأثير الأكبر سيكون في المعدلات العالمية لحدوث السرطان.
وبحسب رئيس برنامج الدراسات بالوكالة، د. كرت ستريف، فإن الخطورة تزداد على الأفراد، بزيادة كمية اللحوم المستهلكة.

وذكر مدير الوكالة، د. كريستوفر وايلد، أن نتائج هذه الدراسة جاءت متوافقة مع التوجهات الحالية للصحة العامة، والتي تنصح بـ”التقليل” من كميات اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة التي يتم تناولها يومياً قدر المستطاع.

ولم يحدد الباحثون الكميات المسموح بها يومياً التي تعتبر آمنة، لكن هذه النتائج تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية، لأنها تمكن الحكومات ومؤسسات المنظمة الدولية من إجراء تقييمات لعوامل الخطورة، ومن ثم تقدير التوازن بين المخاطر والفوائد من أكل اللحوم الحمراء والمصنعة، ليتمكنوا من تقديم أفضل النصائح الغذائية بشأن المعدلات والظروف الآمنة للتناول.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق