حتى الان التحقيق لم يصل الى نتيجة مع ان الصندوقين الاسودين موجودان ويمكن فتحهما وفحص الالات التي فيهما ومعرفة كل ما حصل داخل الطائرة وعلى مستوى محركاتها وأجهزتها. الا ان التحقيق يتجنب الوصول الى نتيجة بسرعة لان شركة ايرباص تضغط بكل ثقلها كي لا تقول ان العطل فني، وأمس كان ممثل شركة ايرباص قد اعلن انه لا يمكن ان تكون الطائرة قد سقطت نتيجة عطل فني بل نتيجة امر خارجي او امر آلي بمعنى ان جسما اصطدم بها او جسما انفجر فيها، لكن خبراء الطيران والطيارين في شركة ايرباص الذين لهم خبرة 30 سنة في الشركة يعلمون تماما ان طائرة ايرباص 200 – 321 أصيبت سنة 2001 بارتطام في ذيلها في مطار بيروت ومن يومها بات هيكلها مضروبا رغم الصيانة التي قامت بها شركة ايرباص، وكان يجب توقيفها عن العمل بعد 10 سنوات من صيانتها وبدأت اكمال طريقها لمدة 15 سنة، لكن مالكة الطائرة الشركة الروسية فضّلت المصلحة التجارية على أي مصلحة أخرى.
بالنسبة لقصفها بصاروخ من ارض – جو، فان ذلك مستحيل لان الطائرة كانت على ارتفاع 30 الف قدم مما يعني ان أي صاروخ لا يمكن ان يطالها الا الصاروخ المختص الذي يرتفع من خلال رادارات موصولة على الأرض وقاعدة كبيرة له، وهذا لم يظهر له أي اثر، ولا يمكن نقله الا بعدة رافعات وشاحنات من مكانه، ويكون مجهزاً مع صواريخ أخرى، ومع رادارات، ولو كان هذا الامر قد تم، لكانت ظهرت آثار الصاروخ والرادارات على الأرض.
اما بالنسبة الى اطلاق صاروخ من الكتف ارض – جو من نوع ستينغر او سام – 7 فالمدى الأقصى لهذا الصاروخ هو 18 الف قدم والطائرة كانت على ارتفاع 30 الف قدم أي ان هنالك استحالة تامة لاسقاط الطائرة بواسطة صاروخ على الكتف ارض – جو.
تبقى فرضيتان: الفرضية الأولى عطل فني أدى الى انشطار الذيل وقطع كل الاسلاك في ذيل الطائرة حيث الارسال وحيث اللاسلكي وحيث قيادة الطائرة بالاتجاه والارتفاع والانخفاض، اما السبب الثاني فقد يكون عبوة انفجرت بالطائرة وسببت تمزقها وسقطت. لو ان عبوة انفجرت بالطائرة على ارتفاع 30 الف قدم، لكان حطام الطائرة انتشر على مسافة 10 كيلومترات، لأن الجسم سيتمزق في الهواء ويتفرق قطعا قطعا، على مسافة 10 كلم، وهذا الامر لم يحصل. لذلك تتجه الأنظار اكثر الى عطل فني هو انشطار الذيل عن الطائرة وهذا ما منع قائد الطائرة من الاتصال ببرج المراقبة، اذ ان سلك الاتصال ينطلق من مقود الطائرة الى ذيلها، حيث يرسل من هناك الصوت، فاذا انشطر الذيل انقطع سلك الاتصال وبالتالي لم يعد هنالك من إمكانية للاتصال.
ثانيا، ان سقوط الطائرة من 30 الف قدم الى مستوى الأرض خلال 15 ثانية، أي انها سقطت بتزحلق حلزوني دائري صاروخي تقريبا، ذلك ان الطائرة الحربية لا تستطيع ان تصل في 15 ثانية الى الأرض بهذه السرعة وهذه الوضعية وحجم طائرة مثل ايرباص، لذلك لا شيء يجعل الطائرة بعد انشطار ذيلها تدخل في دوائر النزول والهبوط بسرعة كبيرة مثلما هبطت طائرة الايرباص الروسية الا بإنشطار الذيل وانكسار جسم طائرة الخلفي، وهذا ما يسبب سقوط الطائرة جسما واحدا كما حصل حيث وجدوا ان جسم الطائرة موزع على مساحة 500 متر كحد اقصى والقسم الأكبر موجود على مسافة 100 متر.
من هنا يميل خبراء ايرباص الى العطل الفني لكنهم لا يريدون الإعلان عن ذلك. وستقيم شركة ايرباص دعوى لاحقا ضد الشركة الروسية مالكة الطائرة لانها تركت الطائرة تستمر في الطيران التجاري مدة 15 سنة دون ان توقفها عن العمل بعد ارتطام ذيلها في مطار بيروت، وقيام الشركة بصيانتها لان هيكل الطائرة قد تعرض لـ«رضة» كبيرة وضربة كبيرة ولم تعد تفيد الصيانة العادية. ثم يتبين في التحقيق ان الطائرة هبطت في دائرة حلزونية بمعنى انها كانت تدور على نفسها وهي تسقط والدليل على ذلك ان الحقائب الداخلية والركاب كانوا متداخلين فيما بينهم وانتقلوا من مقعد الى مقعد وهذا لا يحصل الا اذا كانت الطائرة تدور على جسمها وعلى نفسها.
يأتي تبني «داعش» لعملية اسقاط الطائرة الروسية، وهو تبنٍ اعلامي ليقول ان «داعش» تستطيع الانتقام من روسيا، ولكن فعليا ليس هنالك أي دليل او برهان على ان «داعش» هو الذي اسقط الطائرة بل هو تبن اعلامي حتى ان الفيديو المركب عن سقوط الطائرة لا يمت الى الحادث بصلة.
نحن الآن في الاستغلال السياسي للحادثة، «داعش» يتبنى الموضوع، التكفيريون يقولون ان روسيا ستخسر مصالحها في العالم الإسلامي، وبوتين يقول لا علاقة بعملياتنا الجوية الحربية في سوريا مع حادث سقوط الطائرة المدنية، وكل ذلك في اطار الاستغلال السياسي لحادثة ننتظر التحقيق في شأنها وهو تحقيق لن يطول الا اذا تقرر التكتم على القضية وعدم اعلان النتائج لاسباب تتعلق بشركة ايرباص او الشركة المالكة الطائرة، حيث ستقام دعاوى ضد بعضهما البعض للتعويض المالي على الركاب وعن الخسائر التي وقعت، علما ان شركات التأمين لا تدفع الا اذا تبين ان العطل فني، واذا تبين انه إرهابي. فشركات التأمين لا تدفع أي تعويض للخسائر البشرية والمادية. أي بدلات الدفع عن الركاب وثمن الطائرة، وشركات التأمين تنتظر النتيجة من الصندوقين الاسودين، والصندوقان الاسودان هما بعهدة السلطة المصرية، وبإمكان السلطة المصرية ان تفتح كل صندوق خلال ساعة وتقرأ كل ما فيه وتعرف كل النتيجة، أما لماذا بعد اسبوع من الحادثة لم يتم فتح الصناديق فهو امر عجيب غريب فيه قصة الصراع المالي بشأن شركة ايرباص وفيه صراع مالي مع شركات التأمين وفيه سمعة الشركة مالكة الطائرة التي لم تحافظ على صيانة طائرة جديدة عمرها ليس اكثر من 25 سنة.
الأسبوع المقبل من المفترض ان يُعلن عن نتائج التحقيق، او إشارات التحقيق، وسيتبين ان صاروخا لم يضرب الطائرة، وتبقى قضية العبوة المتفجرة مع احتمال ضئيل لها، ويبقى الاحتمال الأكبر انشطار ذيل الطائرة وتفكك هيكلها. بانتظار نتائج التحقيق تقام الجنازات في سانت بتستبرغ في روسيا حيث الحداد امتد لفترة 4 أيام على 196 راكبا روسيا جاؤوا للسياحة في شرم الشيخ، وكانت الرحلة في اتجاه واحد وليس في اتجاهين أي انها ذهبت ولم تعد.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي