إيليا ج. مغناير-
«إيران أخطأت بدعم خروج أميركا من العراق ومرتاحة لبقائها في أفغانستان».
علمت «الراي» من مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى تسنّى لها الاطلاع على ما جرى في محادثات سرّية جرت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري حول سورية ان لافروف رد على طلب الوزير الاميركي الموافقة على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد خلال ستة اشهر قائلاً: «اذا قلنا للاسد انك سترحل خلال ستة اشهر، فإنه والنظام السوري القائم لن يقبلا الخوض في اي تضحية لمحاربة الارهاب كما يفعل الجيش السوري اليوم، فما من احد يملك قوة على الارض ما زالت متماسكة إلا الأسد، انتم دربتم 60 عنصراً وضابطاً من المعتدلين فكم بقي منهم على قيد الحياة؟… ومن نجا منهم التحق بإرهابيي القاعدة، ولستم في وارد ارسال قوة عسكرية على الارض، ولسنا في وارد ارسال جيشنا ليقاتل الارهابيين ما دام هناك قوى متماسكة تقوم بالعمل الذي نهدف اليه جميعاً». واضاف الوزير الروسي، بحسب هذه المصادر: «حددوا لنا من هم المعتدلون ونحن ندعمهم ونطالب الاسد بالتفاوض معهم. لقد رأينا ما صنعتم في ليبيا بعد إزاحة معمر القذافي، وفي سورية فإن التاريخ سيعيد نفسه لان أكبر القوى على ارض المعركة اليوم متمثلة بالقاعدة ومعها احرار الشام في الدرجة الاولى، أما داعش ففي الدرجة الثانية. الاحرار متحالفون مع النصرة وهم يوالون زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ويعلنون تضامنهم مع اعدائكم في افغانستان (حركة طالبان). والقاعدة تنتظر الفرصة الملائمة للانقضاض على التنظيمات الصغيرة العلمانية».
وقالت المصادر ان «الشيء الإيجابي في فيينا هو الاتفاق، وبوجود السعودية وقطر وتركيا وايران، على ان النظام المستقبلي في سورية سيكون علمانياً، وان لا مكان لداعش والنصرة وأحرار الشام، وهو ما يعطي أيضاً الشرعية للطيران الروسي بالاستجابة لطلب القيادة السورية وضرب كل من لا يمثل التيار او التنظيم الذي يريد ان يتعايش مع الاخرين في سورية. اما بالنسبة الى مصير الرئيس الاسد فيناقش في حضور الاطراف كلها وعلى رأسها الحكومة والمعارضة العلمانية المعتدلة بعد الانتهاء من الارهابيين وليس قبل ذلك»، مضيفة: «نحن لا نعترض على دعم أكراد سورية بل نشجع دعمهم ومستعدون للمساهمة في ذلك لانهم يشكلون قوة ممتازة لمحاربة داعش وقبلوا ان يكونوا الجيش الذي يتولى هذه المهمة شمالاً»، مشيرة الى «ان اميركا تراجعت عن دعم الأكراد إرضاء لتركيا، نحن نعتقد ان اميركا لا مطامع لها – كما روسيا – في ارض الشام، بل هناك مصالح فقط لكل منا يريد الحفاظ عليها، كما نعلم ان اميركا تتدخل وتدعم المعارضة في شكل مباشر استخباراتياً وغير مباشر لإرضاء حلفائها في الشرق الاوسط، فهي استطاعت، من خلال دعم المعارضة، منع الانهيارات عبر الايعاز لحلفائها بتقديم السلاح (التاو المضاد للدبابات) والتدريبات والدعم الإلكتروني المتمثّل بالبحث والمشاركة بالمعلومات عن نقاط ضعف انتشار الجيش السوري، وهذا جزء من الضربات تحت الحزام التي تحصل في كل ساحة تتنافس عليها دول قوية، إلا اننا سنمنع اي عمل يؤدي الى انتصار الإرهاب في سورية مهما كلف حجم تدخلنا».
واضافت المصادر عينها «ان روسيا لا تتحدى الولايات المتحدة ولا نريد ان تصبح هناك حرب ساخنة بيننا وبينها، إلا ان الارهاب يطالنا اكثر مما يطال اميركا البعيدة، وحان الوقت ليتعلم الجميع من اخطاء الماضي، فها نحن نحارب اليوم ما انتجه الدعم الاميركي للمجاهدين في افغانستان، هم انفسهم الذين فجروا البرجين (11 ايلول 2001) وهم الذين اشتد ساعدهم بسبب اخطاء اميركا في العراق واليوم نرى ماذا يفعلون في مصر وتونس وليبيا ونيجيريا وسورية والمغرب وتونس والجزائر والكويت والمملكة العربية السعودية … ولنا تجربة معهم في بلدنا، لذا فسنضربهم اينما وجدوا وهي فرصة للجميع بأن تجمّع هؤلاء في سورية والعراق، ولن نفوّت هذه الفرصة».
وعن اخطاء الماضي، كشفت المصادر الرفيعة المستوى لـ«الراي» عن ان «ايران اخطأت عندما دعمت خروج اميركا من العراق، وكذلك فإن ايران تنفّست الصعداء عندما قرر الرئيس باراك اوباما البقاء في افغانستان، ما سيمنع اعادة تمدد الارهاب مرة ثانية، ولهذا فلا يمكن التغاضي عن التاريخ ابداً، فها هي المعارضة السورية تقول لنا اليوم: (اخرجوا بشار الاسد اولاً ومن بعده نحارب الارهاب جميعاً)»، لكن ردنا كان: «وما عددكم على الارض انتم المعتدلون؟ هل يفوق عددكم الجيش السوري الحالي وسلاحكم سلاحه وانتشاركم انتشاره؟»، مضيفاً:«نحن نرى اليوم ان بيئة وكوادر ونظام وجيش الاسد هم الذين يحاربون على جبهات متعددة منذ خمس سنوات مع حلفائهم لدحر الارهاب. أليس هذا ما يطلبه الجميع؟ فالنظام متماسك ولديه مشروع سياسي، اما التكفيريون والارهابيون وحلفاؤهم فلديهم مشاريع مختلفة، يقاتلون عن عقيدة، ولا يأبهون بحدود معينة، ولن يتجاوبوا مع داعميهم والرعاة الاقليميين، بل سيستخدمونهم كمطية للوصول الى اهدافهم المعلنة، ألا وهي إنشاء دولة اسلامية متطرفة تضرب ما وراء الحدود».
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي