بلال شرارة-
على فرضية أن الطائرة الروسية ايرباص A321 التي تسيّرها شركة كوغاليمافيا الروسية وتحمل رقم تسجيل KGL9268 والتي انفجرت يوم 31 تشرين الأول اكتوبر 2015 كانت هدفاً لعملية تخريبية.
على فرضية ذلك وباستباق نتائج التحقيق وبالنظر إلى الحرب الاقتصادية على خلفية ذلك ضد مصر انطلاقاً من شرم الشيخ لا بد من النظر إلى فرضية المسؤولية.
هل فخّخ داعش الطائرة عبر إحدى الحقائب؟ ومَن يكون داعش ؟ مَن فخّخ البلاد العربية بعبوة داعش ووضعها وسط حقائبنا ومنازلنا وبلادنا ثم أخذ يفجرها بالتقسيط في أقطارنا ومدننا وطوائفنا وأعراقنا ويُحدث كل هذه الفوضى بواسطتها.
أنا أدّعي أن حادث الطائرة الروسية إذا كان تفجيراً فيحتاج إلى وضع خبرة إحدى الدول المحترفة في إدارة هذا العمل الإرهابي، ومن ثم فإن جسم داعش لبّيس وهي سرعان ما ستعلن مسؤوليتها عن تفجير الطائرة، رداً على التدخل الروسي في سوريا.
بالعودة إلى التاريخ أعود بالذاكرة إلى يوم 21 شباط فبراير 1973 يوم حدث إسقاط طائرة مدنية ليبية فوق سيناء وهي تقلّ 104 ركاب وطاقماً من 9 أشخاص قتلوا جميعاً باستثناء 5 ناجين.
نوع الطائرة كان بوينغ 727 – 244 تعود ملكيتها إلى الخطوط الجوية العربية الليبية وكانت الطائرة آتية من طرابلس الغرب إلى القاهرة ومحطة توقفها الأخير بنغازي.
في حكاية الطائرة الليبية أنه بعد دخول الطائرة الأجواء المصرية تعرّضت لعاصفة رملية أجبرت الطاقم على الاعتماد كلياً على الطيار الآلي، ودخلت عن طريق الخطأ ! في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء المحتلة آنذاك فقامت طائرتان «إسرائيليتان» من طراز أف- 4 بإسقاط الطائرة في صحراء سيناء ونتج عن الجريمة «الإسرائيلية» كما أشرنا 108 شهداء مدنيين كانوا على متنها ونجا خمسة أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار .
في الحادي والثلاثين من الشهر المنصرم اختفت الطائرة الروسية المدنية عن شاشات الرادار بعد 22 دقيقة أثناء تحليقها فوق وسط سيناء وكانت على ارتفاع 31 ألف قدم 9450 متراً . وعقب ذلك حددت طائرة عسكرية مصرية موقع حطام الطائرة في منطقة الحسنة الواقعة على بعد 35 كيلومتراً 22 ميلاً إلى الجنوب من مدينة العريش الساحلية على البحر المتوسط. وكانت تقل الطائرة الروسية 224 شخصاً 219 من التابعية الروسية و4 أوكرانيين و1 من بيلاروسيا ومن بين الركاب 138 سيدة و62 رجلاً و 17 طفلاً .
أنا بطبعي سيئ الظن وربما ذلك من حسن الفطن ، ولأني منذ البداية كنت وما زلت أرى في اختراع داعش الكثير من الأفكار والأصابع «الإسرائيلية» السوداء فإني أرى أن الأصابع «الإسرائيلية» هي التي تقف خلف اختراع وأدوار أنصار بيت المقدس التي بايعت داعش وأعلنت مسؤوليتها عن تفجير الطائرة، حيث إن هذا الاختراع الشبحي لم يقُم بأي حراك من أجل بيت المقدس حتى في عز تعرّض المسجد الأقصى هذه الأيام إلى مخطط «إسرائيلي» لتقسيمه مكانياً وزمانياً. واكتفى هذا الاختراع المشبوه باستهداف الجيش المصري، حيث تفيد جميع المصادر أن جيشاً من المافيا المهرّبين وتجار الأسلحة والمخدرات تأسلموا فجأة وأصبحوا إمارة وهمية وقوة محاربة للنظام بعد أن عاثوا فساداً طيلة عقود ونهبوا ثروة الجيش المصري التسليحية التي تحطمت في سيناء العام 1967. وهم اليوم يتلقون تسليحاً ليبياً من مخلفات الجيش الليبي الذي توزع بعد الثورة وأسلحة حديثة وتمويلاً تركياً وقطرياً و…. .
أنا أزعم أن لواء «الكومندو» «الإسرائيلي» الجديد ــــ القديم ـــ ديفكا بقيادة العقيد ديفيد زبني قد نفّذ أول مهامه بأيدٍ عربية عبر تفجير الطائرة الروسية ربما مصرية وهذا اللواء يتألف من 4 وحدات هي وحدة مجلان الخاصة ووحدة دوفدوفان وهي وحدة مستعربين والوحدة الثالثة هي وحدة اجوز وتعمل بأسلوب حرب العصابات ووحدة ريمون التي تعمل بأسلوب المستعربين السري.
داعش المصري أو خلايا أنصار بيت المقدس النائمة والمتأهبة، بالحقيقة هي وحدات في بُعدها ذات انتماء «إسرائيلي»، حيث إن «إسرائيل» تعتبر أنها ما زالت تحتل سيناء وتعبث فيها فساداً. وهي انطلاقاً من هناك تستهدف مصر وتتكامل مع عصابات إرهابية في ليبيا تهدد كل الجوار الليبي بانتظار أن تنتبه الجزائر ومن ثم تونس وتنضمان إلى جهود الأمن المصري.
لقد نجحت «إسرائيل» في استدراج حرب اقتصادية ضد مصر، انطلاقاً من تجفيف منابعها السياحية في شرم الشيخ، بعد أن سارعت الدول المختلفة إلى سحب رعاياها والتحذير من السياحة في شرم الشيخ وإيقاف رحلاتها الجوية.
استباقاً لنتائج التحقيق في حادث إسقاط الطائرة الروسية أقول إن «إسرائيل» وحدها تملك خبرة في إسقاط طائرة مدنية فوق سيناء، وسبق وفعلت ذلك وقتلت مدنيين من دون أن يهتم العالم، واليوم اهتمام العالم ينصبّ على «معاقبة» مصر ونتائج ثورة 30 حزيران يونيو ، بسبب إسقاط الشعب والجيش المصري للحكم «المتأسلم» نظام مرسي .
إنها حرب مفتوحة على العرب، انطلاقاً من جبهة سيناء براً وبحراً وجواً. والمطلوب هزيمة الإرهاب ومن يحاول تمويل انتحار مصر والعرب بوسائل مباشرة أو استخبارية.
أتذكر أن طائرة مدنية إيرانية أسقطت فوق بحر الخليج ومثلها الطائرة الاسكتلندية التي وقع نظام القذافي البائد في فخها، ومؤخراً الطائرة اليوغسلافية فوق أوكرانيا.. وهي حوادث ذات بعد سياسي ودولي. وحدها «إسرائيل» تمتلك خبرة في تنظيم هذه الجرائم الإرهابية وجرأة على اتخاذ قرار بتنفيذها.
أرجوكم توقفوا عن طيبة القلب وعدم الاكتراث، وانتبهوا إلى أن عدونا يخوض حروباً متنوّعة ضدنا تستدعي الأهبّة، خصوصاً في فلسطين وعلى دول التماس معها.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي