هل أصبح نيمار أفضل لاعب في العالم؟

على مدى السنوات القليلة الماضية، كان هناك شبه إجماع في الرأي بين مشجعي كرة القدم على أن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو هما أفضل اللاعبين في العالم.
 
وقد يجادل البعض حول الترتيب الذي ينبغي وضعه، ولكن بعض المشجعين – بغض النظر عن بعض أتباع برشلونة أو ريال مدريد الذين لا يرغبون في مدح نجم منافسهم التاريخي – لا يمكنهم أن يشككوا في أن الثنائي يأتي على رأس هرم أفضل اللاعبين بالعالم.
 
ويدعم هذا الانطباع نتيجة الكرة الذهبية السنوية، التي تمنح لأفضل لاعب بالعالم، حيث لم يفز بها غير اللاعبين منذ أن فاز بها البرازيلي كاكا عام 2007، فمن وقتها، فاز ميسي باللقب أعوام 2009، 2010، 2011 و 2012، فيما حصدها رونالدو في أعوام 2008 و 2013 و 2014.
 
إلا أنه يبدو أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الفكرة القديمة القائلة بأن أحدا لا يقترب من ميسي ورونالدو، نظرا لبزوغ موهبة مشتعلة وقادمة بقوة على كافة المستويات، ألا وهو البرازيلي نيمار.
 
ومع مطلع الأسبوع المقبل، ستكون الفرصة متاحة لإثبات هذه الحقيقة، وذلك عندما يسافر برشلونة للقاء ريال مدريد في أول كلاسيكو لهذا الموسم.
 
وفي لقاء برشلونة الأخير الشهر الجاري أمام فياريال، فاز البارسا بهدفين مقابل لا شيء، أحرزهما نيمار ولويس سواريز. ففي بداية اللقاء، كان مشجعو البلوجرانا يرددون الأغنية التي تذكرهم بنجمهم المصاب : “مييييسي.. مييييسي.. مييييسي..”
 
إلا أنه ومع تردديهم هذه الأغنية، تقدم لويس سواريز من اليسار، ورفع كرة بالمقاس على حافة منطقة الجزاء لزميله نيمار، تسلمها النجم البرازيلي وظهره للمرمى، ليلعبها بمهارة فائقة من فوق رأس المدافع، واستدار 180 درجة، لتسقط الكرة أمامه ويسددها بمهارة عالية في مرمى فياريال محرزا الهدف الثاني في أداء ساحر، سبق وأن وصفه مدربه بمنتخب البرازيل دونغا، بأنه يقدم الأشياء التي تجعل كرة القدم لعبة جميلة.
 
ومع احراز نيمار للهدف التاريخي، كان ما يقرب من 70 ألف متفرج في ملعب كامب نو يعدلون الأغنية التي يرددونها لتصبح: “نييييييمار.. نييييييمار .. نييييييمار..”
 
إنها نفس الأغنية، ولكن باسم مختلف، وكأن نيمار يوجه رسالة لكل من يشاهده: “انسوا ميسي، أنا الملك الآن”.
 
هدف نيمار في فياريال، هو هدفه الحادي عشر هذا الموسم، مما يجعله في صدارة هدافي الليغا، مبتعدا بفارق ثلاثة أهداف عن رونالدو، رغم أن نيمار لعب 93 دقيقة أقل من النجم البرتغالي.
 
وعلى ما يبدو أن فترة غياب ميسي بسبب الإصابة، جاءت بمثابة فرصة لنيمار، الذي أحرز 10 أهداف في المباريات السبع الأخيرة لفريقه.
 
ومع كونه يبلغ من العمر 23 عاما فقط، في سجل نيمار حتى الآن 249 هدفا، بواقع 136 هدفا مع سانتوس، 67 هدفا مع برشلونة، و46 هدفا مع منتخب البرازيل. وبمقارنة بسيطة مع ميسي ورونالدو عندما كانا في العمر نفسه، لم يكن في سجل ميسي أكثر من 186 هدفا، مقابل 127 هدفا فقط لرونالدو.
 
وبمراعاة أن كل حالة مختلفة، حيث استغرق رونالدو وقتا للوصول إلى المستوى البدني الذي هو عليه الآن، كما أن صعود ميسي في فرق برشلونة العمرية حتى الفريق الأول، ومن ثم قضى أعواما كظل لنجوم الفريق الكبار وقتها. هذا بالاضافة إلى أن أكثر من نصف أهداف نيمار الرسمية الآن، قام بتسجيلها في البطولات البرازيلية التي تعتبر في مستوى فني أقل من نظيراتها الأوروبية.
 
وبالطبع فليس معنى هذا أن نيمار قد سجل أهدافا أكثر من ميسي ورونالدو عندما كانا في مثل عمره، أنه سيتجاوز أرقامهما التهديفية مستقبلا. إلا أن المؤكد أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار ذلك الفتى القادم من ساو باولو سيكون دائما على مستوى التوقعات.
 
وجاء تصاعد مستوى نيمار في الأسابيع الماضية، ليلفت نظر الصحفي ألبرت مانسو، الصحفي بجريدة سبورت الكتالونية، والذي قال إنه يرى أن نيمار الآن قد أصبح أفضل من رونالدو.
 
وبرر مانسو رأيه، في تصريحات لبي بي سي ، بأن رونالدو الآن يمر بفترة “رمادية” من حياته الكروية، حيث يبدو غير مرتاح في ناديه أو مع مدربه، ولم يعد القائد الملهم لريال مدريد كما كان من قبل، في الوقت الذي أصبح فيه نيمار اللاعب الأهم في برشلونة، واكتسب بمرور الوقت الثقة حتى أنه أصبح بمثابة القائد للفريق، في غياب ميسي.
 
المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، تاتا مارتينو، والذي سبق له الإشراف على تدريب نيمار موسما في برشلونة، قال عشية لقاء منتخبي الأرجنتين والبرازيل الأسبوع الماضي في تصفيات كاس العالم، بأنه يرى أن نيمار قد وصل إلى درجة من النضج تسمح بوضعه إلى جوار اللاعبَين الأهم في العالم، ميسي ورونالدو.
 
أما النجم رونالدينيو، والذي سبق له أن كان معشوق جماهير برشلونة، يرى هو الآخر أن نيمار قد أصبح ظاهرة، وأعرب عن سعادته بأن البرازيل تواصل كتابة تاريخ كرة القدم، مؤكدا أنه يثق بأن نيمار سيصبح الأفضل في العالم.
 
ومع اقتراب عودة ميسي من الإصابة، يبدو أن مهمة نيمار للبقاء في نفس المستوى ستكون أصعب، خاصة وأن تركيز أنصار البارسا والإعلام سيعود تلقائيا للالتفاف حول النجم الأرجنتيني، والذي يعتبر ملهم الفريق الكتالوني طيلة العشر سنوات الماضية، وعندما يكون في الملعب، يقوم اللاعبون العشرة الآخرون بدعمه أولا.
 
وعقب مباراة فياريال، تهرب المدير الفني لبرشلونة من سؤال أحد الصحفيين، عما إذا كان يعتبر نيمار ثاني أفضل لاعب بالعالم، حيث قال إنه فخور بأنه يشرف على تدريب الكثير من أعظم اللاعبين بالعالم.
 
ومع تذكر حالات مشابهة لنجوم اضطروا لمغادرة برشلونة بسبب تسليط كل الأضواء حول ميسي، مثل زلاتان إبراهيموفيتش واليكسس سانشيز، يبدو نيمار في حال مختلف، حيث أصبح مثل معظم لاعبي الفريق، يضعون ميسي في المقدمة، ثم الفريق، ثم أنفسهم.
 
ويرى الكثيرون، بأن نيمار جاء لبرشلونة ليحمل اللواء بعد اعتزال ميسي أو غيابه لأي سبب، وهو ما حدث في الشهرين الماضيين، عندما أصبح نيمار هو ملك برشلونة، إلا أنه سيقبل بالتأكيد العودة لظل ميسي عندما يعود النجم الأرجنتيني.
 
إلا أن أسئلة كثيرة تطرح نفسها، حيث أن ميسي مازال في الـ 28 من عمره، وربما أمامه أربع أو خمس سنوات من اللعب في أعلى المستويات، فهل سيقبل نيمار أن يلعب دور “المساعد” حتى يبلغ أواخر العشرينات من عمره ؟
 
وهنا ربما سيكون الحل هو خلق نظام لعب جديد للفريق الكتالوني، يكون قائما على المساواة في أدوار البطولة بين النجمين الكبيرين، مما قد يخلق شكل جديدا يصبح فيه نيمار “كتفا بكتف” مع ميسي، وليس ظلا له، وهنا يبدو أن ميسي سيستعد لأن يتشارك تاجه مع لاعب آخر.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة