رياض محرز: جزائري جديد على المسرح العالمي

يقدّم رياض محرز مستوى خارقاً مع ليستر سيتي أسهم في تصدر الأخير ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز وتمثّل أخيراً بثلاثية منحت الفوز على سوانسي سيتي. محرز تمكن من جذب الأضواء من نجوم الـ «بريميير ليغ» على عكس ما كان متوقعاً.
 
حسن زين الدين –
رياض محرز يضرب بقوة مجدداً في الملاعب الإنكليزية. اللاعب الجزائري على كل لسان في إنكلترا منذ بداية هذا الموسم وأكثر بعد ثلاثيته السبت في مرمى سوانسي سيتي، التي أعادت فريقه ليستر سيتي إلى الصدارة، مستفيداً من خسارة مانشستر سيتي أمام ستوك سيتي.
 
وليس مبالغاً القول أن ما يفعله هذا اللاعب الجزائري أصاب النقاد بالدهشة والمتابعين بالمفاجأة مقارنة بموسمه الأول في إنكلترا، أو قبل ذلك في تجربته الأوروبية ككل مع فريق لو هافر الفرنسي، بعدما كانت الأنظار تتجه إلى الوافدين الجدد المليونيين مثل البلجيكي كيفن دي بروين والفرنسي أنطوني مارسيال والهولندي ممفيس ديباي، أو النجوم الموجودين قبلاً وما أكثرهم، فإذا بمحرز يسحب البساط من تحت أقدامهم خاطفاً الأضواء حتى أكثر من زميله جايمي فاردي، إذ إن الأخير يتميز بحاسته التهديفية التي جعلته هدافاً للبطولة حتى الآن، بينما الجزائري يمتاز في نواحٍ عدة تشمل صناعة الأهداف والمهارة الفنية في المراوغة والسرعة في الإختراقات وحتى التسجيل، حيث أظهر قدرة لافتة في هذا الجانب، وما أهدافه العشرة حتى الآن سوى تأكيد على ذلك.
بتعبيرٍ آخر، نحن أمام لاعب ساحر من النادر رؤيته في ملاعب إنكلترا وتعشق العين مشاهدته لتقديمه ما يختلف عن الأغلبية، ولهذا لم تتوانَ صحيفة «مترو» عن وصف محرز بـ «ميسي الجزائر».
ما يؤكد أكثر وبعيداً عن لغة الأرقام واللقطات الفنية ما يمتلكه محرز من موهبة هو بروزه وتميزه الفردي في فريق يعتمد على اللعب الجماعي الذي يؤدي فيه الجزائري دوره على أكمل وجه، لكن ممهوراً بإمضاء ساحر.
 
 
يصنع محرز الأهداف ويتقن تسجيلها ويتميز بالمهارة وبالسرعة
 
وبطبيعة الحال هنا، فإن أسباباً عديدة تقف وراء تطور مستوى هذا اللاعب، إذ إنه في الرابعة والعشرين من عمره، أي وصل إلى سن النضج الكروي وقد صقل موسمه الأول في الـ «بريميير ليغ» تجربته في الملاعب الإنكليزية الصعبة، وذلك من الناحيتين التكتيكية والبدنية، إذ يجدر التذكير أن محرز يخوض كل مباريات ليستر بنسقٍ واحد في ظل ضغط البرنامج الذي بات لا يؤثر في قدراته البدنية وتركيزه، فضلاً عن جانب مهم وهو لعبه النظيف، إذ ما يبدو لافتاً أنه تلقى بطاقة صفراء واحدة حتى الآن.
 
أضف إلى ذلك، فإن المدرب الإيطالي لليستر، كلاوديو رانييري، أعطى الحرية للجزائري بالتحرك كيفما شاء في الملعب، سواء على الرواقين الأيسر والأيمن أو خلف المهاجم فاردي الذي شكّل معه ثنائياً مرعباً وهذا ما أفاده أكثر وأسهم في إخراج المزيد مما تكتنزه موهبته.
 
بالتأكيد، فإن ما يقدّمه محرز في هذا الموسم أعطى رونقاً خاصاً للدوري الإنكليزي، حيث باتت الأنظار تلحق مباريات ليستر «مفاجأة الموسم» لرؤية الجديد من الجزائري. هذه الأنظار تخطت المتابعين العرب الذين يسرّهم بالطبع تألق لاعب من جلدتهم في الملاعب العالمية إلى المتابعين في كبرى الدوريات الأوروبية الذين يقرّون بكفاءة محرز، وهذا ما يتمثل في جانب آخر بازدياد الفرق الكبرى المهتمة بالحصول على توقيعه على كشوفاتها في الصيف المقبل، وهو ما يبدو متوقعاً إزاء النجومية الآخذ هذا الجزائري بالاقتراب منها شيئاً فشيئاً.
 
هي الجزائر الولادة للنجوم على الدوام ومنذ ردحٍ من الزمن، منذ رابح ماجر ولخضر بلومي وغيرهما ممن اختاروا ارتداء قميص لغير منتخبها مثل زين الدين زيدان وكريم بنزيما وآخرين كثر، تقدّم موهبة جديدة على المسرح العالمي. هو رياض محرز ابن الجزائر يأسر القلوب في ملاعب الإنكليز أكثر فأكثر.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة