فرق انكلترا تبحث عن سلطة أوروبية مفقودة

تقف الأندية الإنكليزية أمام ثقل تاريخها الكروي، وامام الخوف من تلقي خسارات في المواجهات الأوروبية أمام كبار القارة الحاليين. والحال أن بلاد مهد كرة القدم تعاني على صعيد للعودة الى مستواها في أداء دور ريادي قاري.
 
هادي أحمد –
لا شيء جديدا على الكرة الإنكليزية. معاناتها التي تكررت في الاعوام الأخيرة، تحديداً في دوري أبطال أوروبا، لا تزال على حالها، ان لم تكن قد ازدادت سوءاً. ففي الوقت الذي يتغنى فيه الإنكليز ومحبو الكرة هناك، بأن بلادهم هي مهد كرة القدم، وفيها أقوى دوري في العالم، لا يستطيع أي من هؤلاء أن يرى في أي فريق أنه قادر على مزاحمة متصدري باقي البطولات على اللقب الأكبر أوروبياً.
 
يقف مانشستر يونايتد وجاره سيتي، وأرسنال وتشلسي اللنديين في حالة تأهب مع انطلاق الجولة الأخير من دور المجموعات في دوري الأبطال. الأول مطالب بالفوز على فولسبورغ الالماني في مباراة صعبة على ملعبه للحصول على بطاقة التأهل إلى الدور المقبل، والهروب من الخسارة التي ستضعه تحت مقصلة الخروج مع ترقب نتيجة مباراة أيندهوفن الهولندي وسسكا موسكو الروسي، إذ ان فوز ايندهوفن مقابل خسارة «الشياطين الحمر» تعني خروج الفريق الانكليزي.
 
أما جاره سيتي، فقد ضمن التأهل خلف يوفنتوس الايطالي، بأداء غير مقنع، وغير منتظر من فريق يضم نجوماً بارزين.
 
وعلى الصعيد اللندني، يدرك أرسنال أهمية فوزه على أولمبياكوس اليوناني بفارق هدفين من أجل التساوي مع خصمه بـ 9 نقاط، والتأهل مع بايرن ميونيخ إلى دور الستة عشر. أما إذا تعادل بأي نتيجة فإن ذلك يعني تأهل أولمبياكوس.
 
بدوره، يحتاج تشلسي أيضاً للفوز على بورتو البرتغالي الذي يتساوى معه بـ 10 نقاط، وفوز أي منهما يعني التأهل بشكلٍ رسمي كبطل عن المجموعة السابعة، لكن إذا ما خسر، فسينظر الى المباراة الثانية بين دينامو كييف الاوكراني وماكابي تل ابيب الاسرائيلي ليدخلوا بحسابات معقدة، يحتكم فيها الى فارق المواجهات ثم الأهداف لتحديد هوية بطل ووصيف المجموعة.
 
انتهى مجد الإنكليز منذ فترة ليست ببيعدة، وكانت أبرز انجازاتهم الأخيرة، اللعب في نصف النهائي بأكثر من ممثل، وأحياناً بثلاثة كما حدث في ثلاثة مواسم متتالية للبطولة، هي 2006-2007 و2007-2008 و2008-2009. وبعدها، ومنذ نهائي ويمبلي عام 2011 بين يونايتد وبرشلونة الاسباني، خرج الإنكليز من الدائرة ما عدا تشلسي الذي توّج في موسم 2011-2012، وعاد وتراجع بدوره. الآن لا يبدو أن أحداً من الفرق قادر على تغيير هذه الصورة، وهي مشكلة قديمة ومعقّدة ويصعب تحديدها بوضوح. كبار المحللين الإنكليز، أعطوا أسباباً مختلفة، أبرزها الجهد البدني. لذا لا شك في أن شدة التنافس فى الـ «بريميير ليغ» وبذل اللاعبين جهداً كبيراً في المباريات المحلية، يؤثر على مستوى الفرق أوروبياً. فالإعتماد على اللعب البدني أساسي في انكلترا، لكن ذلك لا يعطيهم العذر للتراجع.
 
الحال أن انكلترا، بلاد الكرة، بدأت ومنذ فترة، بفقدان ميزتها كمنتجة للنجوم، واعتمادها على لاعبين من بلادها. الفرق لديها الإمكانات اللازمة للتقدّم في دوري الأبطال، لكنها تعاني أمرا سلبيا مقارنة بأندية الدول الأخرى. على صعيد اللاعبين، شارك في الجولة الأولى 9 انكليز فقط، وهو رقم ضعيف بالنظر إلى وجود أربعة أندية مشاركة. اندية انكلترا تعتمد على اللاعبين الأجانب من الهولنديين والبرتغاليين والإٍسبان البرازليين. لاعبون لم يعتادوا العطاء البدني بهذا الشكل في مباريات أسبوعية.
 
«قمامة أوروبا» هو عنوان قاسٍ لصحيفة «ذا صن» الإنكليزية، تحدث عن هزيمتي أرسنال وتشلسي السابقتين في دوري الأبطال، لتصف الدوري الإنكليزي بعد النتائج المحققة أوروبياً بـ «الدوري غير الفعال».
 
هذه الأندية الإنكليزية صرفت 1.18 مليار يورو في سوق انتقالات اللاعبين، إلا أن ذلك لم يعطِ النتائج المرجوة، فضلا عن فقدان الشخصية الأوروبية لنادي مثل مانشسترسيتي.
 
في زمن بعيد، وتحديداً عام 1954، اقترح رئيس تحرير مجلة «ليكيب» الفرنسية غابريال هانوت، إطلاق بطولة أوروبية للأندية. عامذاك، رفضت الأندية الإنكليزية الفكرة، وقاطعت البطولة بسبب اعتقادها ان المشاركة فيها سيضعف الفرق محلياً. تراجع هؤلاء بعدها عن موقفهم وشاركوا في النسخة الثانية عام 1956، لينكسر غرورهم أمام باقي الأوروبيين، ويدركوا ان الكرة ليست تحت سلطتهم وحدهم. اليوم انقلبت الآية، وبات الدوري هو السبب برأي الكثيرين في تسجيل نتائج انكليزية متواضعة اوروبياً، لكن التحدي كبير ويختصر بالوصول الى مستوى كبار القارة الحاليين.
 
برنامج الجولة السادسة لدور المجموعات
 
– الثلاثاء:
 
* المجموعة الاولى:
 
ريال مدريد – مالمو (21.45)
باريس سان جيرمان – شاختار دونيتسك (21.45)
 
* المجموعة الثانية:
 
فولسبورغ – مانشستر يونايتد (21.45)
ايندهوفن – سسكا موسكو (21.45)
 
* المجموعة الثالثة:
 
غلطة سراي – أستانا (21.45)
بنفيكا – أتلتيكو مدريد (21.45)
 
* المجموعة الرابعة:
 
إشبيلية – يوفنتوس (21.45)
مانشستر سيتي – بوروسيا مونشنغلادباخ (21.45)
 
– الأربعاء:
 
* المجموعة الخامسة:
 
روما – باتي باريسوف (21.45)
باير ليفركوزن – برشلونة (21.45)
 
* المجموعة السادسة:
 
أولمبياكوس – أرسنال (21.45)
دينامو زغرب – بايرن ميونيخ (21.45)
 
* المجموعة السابعة:
 
تشلسي – بورتو (21.45)
دينامو كييف – ماكابي تل أبيب (21.45)
 
* المجموعة الثامنة:
 
فالنسيا – ليون (21.45)
جنت – زينيت سان بطرسبورغ (21.45)

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة