أيهما تحب أكثر… المتعة ام الصحة؟

إعداد: ميسون أبو الحب –

أظهرت دراسة نشرها هذا العام المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة ان الشخص الذي يحرص على صحته طوال ايام السنة لا يتخلى عن ذلك في ايام الاعياد التي قد تشكل ضغطا على برنامجه الغذائي وما شابه وقدمت الدراسة توصيات لمساعدة هؤلاء الاشخاص الذين قالت إنهم يتبعون ما يدعى بالنمط الثالث في الحياة.

 

صدرت الدراسة عن مجموعة JWT للتجديد التي رأت أن هذه الطريقة في الحفاظ على المكتسبات الصحية المتحققة طوال العام ومحاولة الاستفادة ايضا من ايام الاعياد واجوائها واطعمتها ومتعها تخلق نمطا ثالثا من الحياة منحته الدراسة اسم “المتعة الصحية”.

 

هذا النمط لا يعني ان الشخص الذي يحتسي كثيرا من المشروب في ليلة ما يحاول التخلص من آثار ذلك بأخذ حبة آدفيل او باحتساء قهوة بدون حليب ولا سكر بل تعني انه يحرص على استخدام مركبات تنقي جسمه من السموم التي تناولها مثل تناول كوكتيلات قليلة السعرات مصنوعة من عصير الفواكه والخضروات. وقد يضيفون الى ذلك جلسات يوغا قبل الاحتفالية وبعدها مع تناول عصير البطيخ الاحمر للتقليل من آثار المشروبات والمأكولات التي عادة ما ترتبط بالاجواء الاحتفالية. 

 

وقالت لوسي غرين المشرفة على الدراسة التي صدرت الاسبوع الماضي إن هؤلاء الاشخاص يحرصون على اتباع طريقة تجعلهم يحتفلون “بطريقة مدروسة”.

 

ويبدو ان هذا النمط اصبح من اهتمامات الشركات التي تنظم احتفالات لموظفيها والعاملين فيها بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة مثلا. احدى الشركات التي تنتج ملابس للرياضيين واسمها لولولمن اضافت مجموعة من الاغذية والاطعمة الملائمة للحريصين على “المتعة الصحية”. 

 

وقالت ريان ستيفنسون التي تعمل في نادي سايكل الرياضي للحفاظ على اللياقة ويقع وسط لندن إنها لاحظت توجها نحو هذا النمط من المتعة الصحية منذ اعياد الميلاد في السنة الماضية “كان المشاركون يختفون لفترة بعد رأس السنة ثم يعاودون نشاطهم في النادي. اما الان فتراهم يحملون حقائبهم وعصائرهم ويأتون بحماس حتى لو كانوا قد امضوا الليل دون نوم”. واضافت “أصبح هؤلاء يفهمون ان المتعة في الحياة يجب ان تكون فيها مواصفات صحية ايضا”.

 

تنقية الجسم

 

ولاحظت اليكسوس روث وهي معلمة غناء ورقص في نادي سوردتش في ايست ايند في لندن والذي يجتذب مشاركين من النخبة مثل مصممي الازياء، لاحظت ان هؤلاء اصبحوا يجدون الوسائل للحفاظ على توازن في حياتهم الصحية والاجتماعية. وقالت لصحيفة سانداي تايمز “يدرك الناس اليوم انه ليس من الضروري التخلي عن جانب من اجل جانب آخر بل أن بامكانهم الجمع بين الاثنين للحفاظ عل صحتهم النفسية والجسدية في آن واحد”. 

 

وقالت روث ايضا إن عددا من المترددين على النادي يخرجون لليلة او اثنتين ثم يمضون ساعات لتنقية أجسادهم وتخليصها من آثار ساعات المتعة التي امضوها مع الاصدقاء” ثم أكدت على اهمية التعرق للتخلص من هذه السموم. 

 

وقالت اميليا فرير اخصائية التغذية إن اتباع النمط الثالث في الحياة يهتمون بالتغذية للتخلص من السموم مثل أحماض اوميغا الزيتية وخضروات وفواكه لها نفس المفعول مثل الغلوتاثيون اضافة الى تناول الكركم صباحا او باضافته الى الوجبات”.  

 

فرير قالت ايضا إن من الافضل تناول خليط من عصير الفواكه والخضروات لانها تحوي موادا سكرية اقل من المشروبات التقليدية المليئة بالسكر”.

 

الكمثرى

 

وقالت ماني نواكس الباحثة في منظمة البحث العلمي التابع للحكومة الاسترالية إن جرعة من من عصير متوفر في الاسواق يحمل اسم “الكمثرى الأسيوية” وهو مصنوع من ثمار فواكه ويمكن ان يساعد الجسم على إفراز انزيمات تسهل هضم الكحول وتقلل من فقدان الذاكرة ومن الحساسية للضوء والصوت وتقلل من مستويات الكحول في الدم. واكدت الباحثة ان هذا العصير ليس له اي تأثير إذا ما استهلك بعد احتساء الكحول. 

 

ولاحظت الصحيفة ان الاشخاص الذين تحدثت اليهم ممن يتبعون النمط الثالث في الحياة يمهدون لليلة متعة مع اصدقاء بركوب الدراجة او الركض لمسافة طويلة او ممارسة الرياضة في صالة العاب ثم يتناولون عصيرا ولترا من الماء قبل مغادرة المنزل. 

 

وقالت نيكي وهي في الثالثة والاربعين “احاول الحصول على كمية كافية من المواد المغذية لتجنب الاصابة بالبرد وبالفيروسات. اتجنب ايضا تناول سعرات اضافية قد تؤدي الى زيادة الوزن لاسيما إذا رافق ذلك احتساء الكحول”. 

 

وقالت اخرى إنها تعتمد بشكل كامل على العصائر لمدة شهر كامل فيما قال اخرون إنهم يمارسون رياضة البيلاتس او اليوغا بعد سهرة جميلة مع الاصدقاء. 

 

لكن خبير التغذية لورنت بانوك حذر من الاكثار من ممارسة الرياضة بعد السهر مع الاصدقاء لأنها تسبب حسب قوله نوعا من الجفاف في الجسم وتزيد من مفعول الكحول ثم نصح بتناول وجبة غنية بالبروتين والدهن والتي يتطلب هضمها وقتا طويلا كي تبطئ من أثر مفعول الكحول”.

 

ونصح بانوك ايضا الراغبين في الحفاظ على صحتهم من آثار احتفالات الاعياد بحضور احتفالية واحدة اسبوعيا وقال إنها لن تترك آثارا سيئة كبيرة. اما اذا سمحوا لانفسهم بليلتين فعليهم دفع ثمنها بالرياضة اما اذا قرروا الاحتفال لثلاث مرات في الاسبوع فعليهم التوقف والتفكير مليا قبل ذلك.

 

كيف تتبع النمط الثالث 

 

1- واظب على ممارسة الرياضة اليومية ولا تتخلى عنها لاكثر من جلستين اسبوعيا.

 

2- تناول اوميغا وغلوتاثيون يوميا. 

 

3- تناول الكركم كل صباح او اضفه الى وجباتك الاخرى. 

 

4- مارس الرياضة قبل الخروج ليلا ولكن دون اجهاد كبير وتأكد من تناول سائل جوز الهند او عصير البطيخ الاحمر مع ما يضاف اليها من فيتامينات ومعادن ولا تنس شرب كمية جيدة من الماء.

 

5- تناول قدما من عصير الكمثرى البارد ساعات قبل الخروج. 

 

6- تناول وجبة غنية بالبروتينات ساعتين قبل مغادرة المنزل ويمكنك هنا تناول بيض مخلوط في المقلاة. 

 

7- اصنع وتناول خلطة من عصائر الفواكه والخضروات على ان تكون منوعة وباردة.  

 

8- تناول العصير في اليوم التالي وحاول حضور جلسة يوغا في فترة الظهيرة.