يحل عيد ميلاد الكاتب الروسي ألكسندر سولجنتسين السابع والتسعين يوم الجمعة في 11 ديسمبر/كانون الأول.
وفي إطار الاستعدادات للاحتفاء بهذا الحدث، عُقد مؤتمر صحفي الثلاثاء في الـ8 من شهر ديسمبر/كانون الأول في مقر وكالة “تاس” الروسية، أعلنت فيه ناتاليا سولجنتسينا أرملة الكاتب الروسي ألكسندر سولجنتسين، عن إجراء مسابقتين للأطفال والمراهقين:
– مسابقة التصوير الفوتوغرافي “المنمنمات في العدسة”. ويتمثل في التقاط صور حول موضوعات سولجنتسين النثرية الصغيرة.
– مسابقة القراءة “سولجنتسين بصوت مسموع”، حيث يجب على المشاركين قراءة مقتطفات من مؤلفات سولجنتسين وتسجيلها.
ولعل ذلك يدل على أن الاهتمام بهذا الكاتب الموسوعي لم ينقطع بعد وفاته في عام 2008.
فيما يلي إضاءة على السبب، الذي من أجله اتُهم ألكسندر سولجنتسين بمعاداة السامية:
القسم الأول
تختلف الآراء داخل روسيا وخارجها حول الكاتب الروسي الراحل ألكسندر سولجنتسين، الذي حاز جائزة نوبل للآداب في عام 1970، ولكن الجميع يتفقون على مهارته في نكء جراح المجتمع الروسي وفي الوقت المناسب. وقد أودى به رفضه “للعيش من دون دجل” في عهد يوسف ستالين إلى معسكر الاعتقال، الذي لم يخرج منه إلا بعد وفاة الزعيم السوفياتي في عام 1953. ولكن نتاج الأديب الجبار “الغولاغ”، عن المجتمع السوفياتي، الذي أصبح معسكر اعتقال ضخما، قد حرم سولجنتسين من وطنه وجنسيته في عام 1974، ولم يعد من صومعته في ولاية فيرمونت الأميركية إلى روسيا الجديدة إلا في عام 1994.
وقد كان للكاتب بعد عودته محاولات دؤوبة للمشاركة في الحياة الاجتماعية والفكرية، ولكن ما إن صدر، في عام 2001، كتابه “مئتا عام معا”، الذي تناول فيه العلاقة بين الروس واليهود في المرحلة (1795 – 1995)، حتى انهال اليهود الروس و”الليبراليون” وغربيو الولاء في روسيا على الشيخ الثمانيني بالنقد اللاذع، وشن عليه هؤلاء حملة مسعورة، متهمين إياه بمعاداة السامية.
ولاحظ كثيرون آنذاك فقط “نقصا شاب أعماله”، وكتب عنه الأديب اليهودي المقيم في مدينة ميونيخ الألمانية فلاديمير فوينوفيتش، في كتابه “بورتريه على خلفية أسطورة” (2002)، أنه كان معاديا للسامية وقوميا عنصريا وكارها للغير. لكن شهرة مؤلف “أرخبيل الغولاغ” وإن تراجعت بعض الشيء، فإن نجمه كان عصيا على الأفول، ولم يكن مصادفة افتتاح متحف سولجنتسين في أيار/مايو 2015 في مدينة كيسلوفودسك، حيث ولد الأديب.
وعلى أي حال، فسولجنتسين لم يكن “معاديا للسامية”، على الأقل لأن زوجته ناتاليا يهودية، لكنه أثناء كتابته أبحاثه المطولة عن تاريخ روسيا الشيوعي تراكمت لديه مواد كثيرة عن اليهود ودورهم في تقرير مصاير (بالياء) الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي.
ويجب القول إنهم كانوا دائما حاضرين في جميع مراحل التاريخ الروسي الطويل، وقد جاء اليهود الخزر في نهاية القرن العاشر من منطقة مصب نهر الفولغا في بحر قزوين، كما يذكر مؤرخ الدولة الروسية نيقولاي قرمزين، وحاولوا استمالة الأمير فلاديمير، الذي أراد القضاء على الوثنية في روسيا، وإقناعه باعتناق الديانة اليهودية. وعندما طلب منهم الأمير فلاديمير أن يحدثوه عن تاريخ اليهود، ذكروا له أنهم قوم غضب الله عليهم وشتتهم في أصقاع الأرض، فما كان منه إلا أن سخر منهم سائلا: “كيف يتجرأ قوم مغضوب عليهم أن يعطوا دروسا للآخرين؟” ورفض اعتناق اليهودية، معللا ذلك بالقول “إن الروس لا يريدون أن يفقدوا وطنهم”.
وتذكر المصادر التاريخية أن اليهود جاؤوا إلى داغستان في شمال القوقاز وإلى شبه جزيرة القرم، من بابل، إلى حيث سباهم نبوخذ نصر بعد أن دمر أورشليم في أواخر القرن السادس قبل الميلاد.
بيد أن “عام 1772 يُعَدُّ تاريخ أول تقاطع تاريخي مهم بين المصيرين اليهودي والروسي”، حيث جرى أول تقسيم لبولندا، وعادت بيلاروس ومعها مئة ألف يهودي من مواطنيها إلى روسيا.
وفي عامي 1793 و1795، جرى تقسيم بولندا الثاني والثالث، ودخل مليون يهودي من لاتفيا في عداد الإمبراطورية الروسية.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي