حسان الحسن-
يستمر الجيش السوري وحلفاؤه في التقدم في أرياف اللاذقية الشمالي، وحلب الجنوبي والشرقي، وحماه الشمالي، أما الإنجاز الابرز فكان مؤخراً، في الغوطة الشرقية لدمشق، حيث بسطت وحدات من القوات السورية سيطرتها على قرية مرج السلطان في الجهة الجنوبية الشرقية من “الغوطة”، الأمر الذي يضيق الخناق على التنظيمات المسلحة على مساحات واسعة من تلك المنطقة. يذكر أن مرج السلطان كانت تحتوي على مطار عسكري مخصص للمروحيات، وغرفة عمليات جوية احتياطية، وقاعدة دفاع جوي، قبل أن تسيطر عليها المجموعات المسلحة سابقاً.
وبعد تحقيق هذا الإنجاز، تمكن الجيش السوري من قطع طرق الإمداد اللوجستية بين مدينة دوما المعقل الرئيسي “لجيش الإسلام” بزعامة زهران علوش من جهة، ومناطق: جوبر، زملكا، عربين وحرستا، ما يسهم في تضييق الخناق على المسلحين في هذه المناطق، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية. لذا استهدف المسلحون الأحياء السكنية في العاصمة دمشق بنحو 45 قذيفة هاون، إنتقاماً من المدنيين، رداً على تقدم القوات السورية في “الغوطة”، وعلّهم بذلك يخففون من ضغط هجوم القوات السورية على مرج السلطان، وفقاً لحساباتهم، التي لم تأت مطابقةً للواقع. وهاهي “المرج” تعود الى كنف الدولة السورية. ولكن تبقى دوما مفتوحة على منطقة الضمير ومنها الى البادية السورية الممتدة والأردن والعراق.
وكما في “الغوطة”، كذلك في ريف اللاذقية الشمالي، يستمر الجيش السوري في تنفيذ عملية عزل الحدود التركية عن مواقع المسلحين في الريف المذكور، ويواصل تقدمه الى أن وصل الى أعلى القمم المشرفة على الطرق الرئيسة بين تركيا ومحافظة اللاذقية، بحسب المصادر. وتتوقع بطء وتيرة تقدم الجيش في المرحلة المقبلة، لاسيما بعد وصوله الى الجبال والقمم المرتفعة، لوعورة تضريسها، ودائماً برأي المصادر. وتشير إلى أن القوات السورية تسعى الى السيطرة على التلال الاستراتيجية المطلة على المعابر والطرق المؤيدة الى تركية لمراقبتها، وبالتالي قطع طرق إمداد المجموعات المسلحة منها وإليها. على غرار ما فعلت في جبال القلمون، حيث ثبتت نقاط عسكرية على القمم الاستراتيجية والجبال المشرفة على طريق حمص- دمشق، وكذلك على المعابر المؤيدة الى الأراضي اللبنانية، ونجحت بذلك الى ضبط تسلسل المسلحين وعمليات تهريب السلاح الى حدٍ كبير، وفقاً للمصادر.
من ريف اللاذقية الى ريف حماه الشمالي، استعادت وحدات من الجيش السوري السيطرة في هذا الريف على كل القرى والنقاط والحواجز عسكرية التي هاجمتها مجموعات مسلحة تابعة “لجبهة النصرة- فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام”، في الأيام القليلة الفائتة.
وهكذا يستمر الجيش السوري وحلفاؤه في تحقيق المزيد من الإنجازات الميدانية، ما يعزز أوراق محور المقاومة في اي عملية تفاوض، ويدفع دول العدوان على سورية، الى تقديم المزيد من التنازلات، ويبدو أن هذه الدول لم تقتنع تماماً بالذهاب الى الحل السياسي الجدي، إلا بعد تمكن القوات السورية من تسطير إنجاز يقلب موازين القوى على الأرض، وهذا ما بدأ يحدث واقعاً.
ونتيجة هذه المتغيرات الميدانية المذكورة آنفاً، بدأ التغيير الدولي يأتي في شكلٍ تدريجيٍ إزاء سورية، لاسيما لجهة التشدد بالمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد من قبل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وبدا هذا التغيير واضحاً على لسان وزير خارجيتيهما جون كيري ولوران فابيوس، اللذين أعلنا أخيراً أن ” رحيل الرئيس السوري على الفور ليس ضرورياً”، وأن أولوية بلادهما في هذه المرحلة، هي “محاربة تنظيم داعش”، بحسب ما يؤكدان.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي