ما بعد المباراة | كلوب .. هل تعلمت الدرس؟

عاد ليفربول لنقطة الصفر، بسقوط مروع أمام مضيفه واتفورد بثلاثية نظيفة، في اللقاء الذي جرى على ملعب “فيكارج روود”، ضمن منافسات الأسبوع السابع عشر للبريميرليج، ليستمر غياب حمر الميرسيسايد عن الانتصارات للمباراة الثالثة على التوالي، في حين حقق واتفورد الفوز للمباراة الرابعة على التوالي، ليرفع رصيده لـ28 نقطة وفي المركز السابع، بفارق أربع نقاط عن فريق الريدز، الذي يحتل المرتبة التاسعة.
 
المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي.. 
 
 
اهد المباراة، رأى المستوى الكارثي الذي كان عليه كبير إنجلترا على المستوى القاري، وعلى المستوى المحلي قبل سنوات قليلة، ويَحضرني الآن المثل الشهير “ما أشبه اليوم بالبارحة”، وهنا لا أقصد كوارث بداية هذا الموسم أو المواسم القليلة الماضية، بل أقصد وضع ليفربول منذ آخر مرة فاز بها بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل حوالي عقدين ونصف من الزمان.
 
2) صحيح المدرب الألماني “يورجن كلوب”، نجح في ترك بصمته في وقت قياسي، بنتائجه الإيجابية في بداية مشواره، كتعادله مع توتنهام في الوايت هارت لين، وفوزه على تشيسي ومان سيتي بنتائج عريضة، لكنه استفاق على الكابوس المعتاد لكل أسلافه، وهو الفشل الذريع أمام الفرق المتوسطة والصغرى، ومباراة اليوم كانت نسخة كربونية من الفصول الباردة للفريق التي لم تَعد غير متوقعة في هذا الموسم والمواسم الماضية، وهي التعرض لهزيمة ثقيلة أمام فريق متوسط في الدوري.
 
3) الآن يُمكن القول بأن مدرب بروسيا دورتموند السابق بدأ يضل الطريق، فجماهير ليفربول تعرف قبل ألد الأعداء، أن أزمة فريقها الحقيقية والرئيسية طوال السنين الماضية، هو الغرق أمام الفرق الصغيرة، عكس الوضع أمام الكبار، حيث تظهر شخصية الفريق، ويكون خصمًا شرسًا أمام الفرق المرشحة للفوز بالدوري، لكن أمام الصغار، تختفي هذه الشخصية، وتظهر العيوب الحقيقية، التي تتسبب في الهزائم والتراجع في جدول الترتيب، وهذا يُعتبر السبب الرئيسي وراء غياب لقب البريميرليج عن النادي طوال هذه الفترة.
 
4) السؤال الذي يَفرض نفسه الآن، هل يتفطن يورجن كلوب لهذه المشكلة؟ أو بمعنى آخر آفة التعثر أمام الصغار؟ بالتأكيد هو الوحيد القادر على الرد على هذا السؤال، وإذا أراد حل هذا اللوغاريتم، فيجب أولاً أن يُحضر اللاعبين بشكل جيد على المستوى الذهني قبل البدني، هذه تعتبر مشكلة في ثقافة لاعبي ليفربول في الأجيال السابقة، وهي الشعور بالاكتفاء والرضا عن النفس بعد الفوز على أي فريق كبير، وبعدها تحدث الكارثة.
 
5) اليوم، شاهدنا أسوأ وجه لليفربول، وحتى أسوأ مما كان عليه في نهاية حقبة برندان رودجرز، وإذا نظرنا إلى الحارس المجري بوجدان، سنجد أنه كان متوترًا بشكل مبالغ فيه، وكان أكثر منه المدافع المتواضع للغاية مامادو ساخو وشريكه في قلب الدفاع سكرتل، الذي خدم الفريق بإصابته التي تسببت في استبداله في الشوط الأول، وفي الوسط، يوجد خلل واضح، وهو الاعتماد على ثلاثة لاعبين محاور ارتكاز يؤدون نفس الدور، وهم “ليفا، هيندرسون وتشان”، وأتصور أنه من الأفضل أن يلعب باثنين فقط، ويكون أمامهما ثلاثة من أصحاب النزعة الهجومية.
 
6) في وجود الثلاثي “هيندرسون، تشان وليفا”، يبدو وسط ليفربول روتينيًا ومملاً، وهذا ليس بسبب تأثير كل لاعب على الآخر، وتحرك اثنان منهم على أقل تقدير في مكان واحد في الحالات الدفاعية، وهي المشكلة التي تركت مساحات واسعة في الوسط استغلها دييني وإيجالو، بل أيضًا لأن وجودهم يوحي للمنافس أن كلوب لا يطمع في الفوز، لذا أتصور أن على كلوب تعديل خطته 4-3-3، لأنها لا تتناسب أبدًا مع إمكانيات لاعبيه، خصوصًا في مبارياته أمام الفرق المتوسطة، لكن هذه الطريقة، قد تبدو مثالية عندما يواجه أحد الكبار خارج القواعد.
 
 واتفورد | من أين لك كل هذا يا كيكي فلوريس؟
 
1) اعتقد البعض أن نجاح هذا الفريق في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية على حساب أستون فيلا، نوريتش سيتي وسندرلاند جاء بمحض الصدفة، لكن ما رأيناه اليوم، يؤكد أن كيكي فلوريس لديه عناصر جيدة جدًا، وتُنفذ أفكاره بشكل رائع داخل الملعب، ووضح ذلك من خلال التزامهم وتركيزهم في الضغط على لاعبي ليفربول وعدم منحهم مساحات تساعدهم على إخراج أفضل ما لديهم.
 
2) كيكي فلوريس لعب كعادته بأسلوب 4-4-2، ومن حسن حظه أن ثنائي قلب الدفاع بريتوس وكاثكارت كانا في أفضل حالاتهم على الإطلاق، وشاهدنا كيف أجاد كليهما في مراقبة فيرمينيو الذي لعب في مركز المهاجم الوهمي، ويُحسب كذلك لكابوي وبن واطسون نجاحهما في الفوز بمعركة الوسط، بمساعدة من ألمن عبدي ومانويل خواردو، وهذا ما تسبب في عزل الوسط عن الهجوم، حيث بدا لالانا وكوتينيو في واد وفيرمينو في واد آخر، حتى تغييرات كلوب في الشوط الثاني، لم تُغير أي شيء على أرض الواقع.
 
 
3) ربما سيغضب بعض أنصار ليفربول عندما أقول أن المباراة كانت من طرف واحد، وهو واتفورد الذي هيمن على مجريات الأمور وظل الطرف الأكثر تماسكًا وإيجابية حتى الدقيقة الأخيرة، وبعد الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه الدفاع والوسط، فالتأكيد لا يُمكن أن نغفل عن سلاح واتفورد الرادع، الذي يتلخص في دهاء وحنكة القائد دييني واستغلال إيجالو أنصاف الفرص قبل الفرص المؤكدة، وشاهدنا التفاهم الرائع الاستثنائي بينهما منذ مباراة اليونايتد، التي خسرها واتفورد بعناد عجيب من الحظ قبل سلسلة الانتصارات الأخيرة.
 
دييني لاعب مراوغ وسريع مثل ديفو عندما كان في قمته، وإيجالو رأس حربة يُجيد التسجيل بكلتا القدمين والرأس، كما تابعنا في أهدافه الـ12 التي سجلها هذا الموسم، وما فعله في مشهد الهدف الثاني، بتسلمه الرائع مع الانطلاق من الثبات، وهي ميزة لا تتوافر لدى العديد من المهاجمين، يُثبت أننا أمام مهاجم أفريقي لا يُستهان به، ولو استمر على هذا المعدل التهديفي الجيد، فالتأكيد سيُساهم في حصول فريقه على مركز تاريخي ربما ضمن الستة الأوائل، وقبل ذلك، سيكون هدفًا لكثير من الكبار الموسم المُقبل.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة