لا يزال كوكب الأرض واقعا بصورة مباشرة تحت تهديد إصابته بواسطة أي نيزك أو جرم سماوي عملاق، مثل ذلك الذي يُعتقد أنه قضى على الحياة في الأرض في حقبة الديناصورات.
ويعرف العلماء جيدا أن التصادم مع كويكب أصغر حجما من الأرض، أو حتى نيزك متوسط الحجم، يمكنه أن يُحدث دمارا وضررا هائلا، لا يمكن تخيل شكله أو حجمه بأي حال من الأحوال، فالتأثيرات الناتجة عن ذلك ستمحو حضارة البشر عن وجه هذا الكوكب، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وسيتحول الكوكب بسبب هذا التصادم في غضون ساعات قليلة إلى كتلة من اللهب المشتعل السابحة في الفضاء.
ولهذا السبب تعمل ناسا ووكالات الفضاء الأخرى على تطوير أساليب اكتشاف الملايين من الكويكبات الصغيرة والنيازك، التي تشكل أيضا خطرا كبيرا على سُكان الأرض، في حاله الاتجاه نحوها.
والآن توصل العلماء إلى تطوير تقنية تلسكوب فضائي جديد باسم NEOCam بتكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، ليساعد وكالات الفضاء في تحديد مواقع هذه الأجرام السماوية الصغيرة والكبيرة، ولكي يصبح هذا المشروع الضخم حقيقة واقعية يحتاج بالطبع إلى التمويل المناسب.
ويعد مشروع التلسكوب NEOCam واحدا من خمسة مشاريع تتنافس بقوة للحصول على التمويلات اللازمة في برنامج ناسا Nasa Discovery من أجل اختيار واحد أو اثنين منها للتنفيذ بحلول عام 2020، وستقرر ناسا أي المشاريع التي تستحق استكمال تمويلها في شهر سبتمبر/أيلول المقبل 2016.
وسيكلف تنفيذ أي من المشاريع الرابحة في هذا السباق حوالي 500 مليون دولار، غير شاملة تكاليف مركبة الإطلاق، أو حتى تكاليف عمليات ما بعد الإطلاق.
أما عن التليسكوب NEOCam فيقول عنه علماء ناسا أنه سيستطيع تحديد أكثر من 10 أضعاف أعداد النيازك والكويكبات التي اكتشفها العلماء على مدار التاريخ، باستخدام أجهزة الاستشعار بتكنولوجيا الاشعة تحت الحمراء.
أيضا يمكنه أن يقدم الملاحظات الرئيسية للعلماء، التي من شأنها أن تسمح للباحثين بفهم أفضل لتاريخ المجموعة الشمسية، وإيجاد مجالات جديدة لبعثات الفضاء في المستقبل.
وفي السنوات الأخيرة، أقر الكونغرس بزيادة خطر تهديدات الأجسام القريبة من الأرض “متوسطة الحجم”، التي قد تصنف بمقاس القطر 140 مترا أو أكبر، وفقا لمجلة ساينتفيك أمريكان.
وقالت الوكالة إن التصادم مع نيزك بهذا الحجم “المتوسط” سيكون مدمرا على نطاق عالمي، ولحسن الحظ لا يوجد حاليا ما هو على مسار “توجيه ضربة للأرض”.
يُذكر أنه في عام 2013، انفجر نيزك قطره 18 مترا فوق مدينة تشيليابينسك الروسية، مسببا دمارا واسعا في المنطقة، والذي ساعد في تخفيف حدة الدمار هو تفتت النيزك في الغلاف الجوي قبل وصوله إلى سطح الأرض.
المصدر: ديلي ميل
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي