كلوزه والاعتزال غير العادي

النجم الألماني ميروسلاف كلوزه يتخذ قرار اعتزال كرة القدم في نهاية الموسم الحالي. اعتزال غير عادي للاعب غير عادي في مستواه وشخصيته على حدٍّ سواء.
حسن زين الدين –
 
لا يمكن عندما يسقط على مسمعك أن الألماني ميروسلاف كلوزه قرر اعتزال كرة القدم في نهاية الموسم الحالي إلا أن تتوقف طويلاً عند هذا النبأ الذي يصبح غير عادي بالنسبة إلى لاعب غير عادي مثل «ميرو» وصل إلى مرتبة «الأسطورة» في بلاده.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل بعد أشهر إلا أن تستذكر الأهداف الرائعة لهذا المهاجم الفذ الذي يمكن وصفه بـ»ثعلب الصندوق» من خلال تمركزه الذكي وأدائه الذي يتسم بأسلوب السهل الممتنع وقدرته الرهيبة على خداع المنافسين.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تمعن النظر كيف أن هذا اللاعب بدأ من لا شيء ليكتب اسمه لاحقاً في سجلّ أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة. وكما هو معلوم، فإن «ميرو» تميّز في مطلع مسيرته بإجادته الكرات الهوائية عبر التسديدات الرأسية، ليطوّر قدراته بعدها عبر التسجيل بالقدمين وحتى مراوغة المدافعين بحركات ماكرة. صحيح أن فنيات كلوزه لا تقارن بتلك التي يملكها الكثير من المهاجمين، إلا أنه استطاع أن يثبت كفاءته وحضوره بين العديد من الأسماء اللامعة وحتى أن يتخطاها، وهذا اثبات إضافي لمدى قدرته على أن يصنع من «الضعف» قوة وبأنه مهاجم فذّ.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تتعجّب كيف أن هذا اللاعب تمكن من أن يصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، متخطياً «المدفعجي» الشهير غيرد مولر، وكذلك الهداف التاريخي لكأس العالم «الظاهرة» البرازيلي رونالدو.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تتوقف عند مونديال 2014 واللحظة التي تخطى فيها «ميرو» رونالدو بالتسجيل في مرمى منتخب بلاد الأخير وتحت أنظاره في المباراة التاريخية في نصف النهائي.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تقدّر هذا اللاعب الذي منح الكرة كل ما يستطيع من جهد وتعب وظل يركلها حتى سن الـ 37، غير مبال بكل الإصابات التي لحقت به ومقدّماً نموذجاً للعطاء اللامتناهي.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تقف مدهوشاً أمام لاعب لا يزال يملك هذا الحافز للعب والأهم مواصلة التألق، حيث حلّ في الموسم الماضي بين هدافي الدوري الإيطالي رغم الإصابات التي أبعدته مرات ومرات على غرار الموسم الحالي.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تثني على لاعب قرر وضع حد لمشواره في الملاعب، رغم العروض المقدمة له من الخليج والولايات المتحدة وتركيا، رافضاً «المتاجرة» باسمه لقبض الملايين مقابل الاستمرار بل التوقف وهو في القمة.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تكنّ كل احترام للاعب قدّم نموذجاً للانضباط والروح الرياضية التي تجسدت في إحدى المرات باعترافه للحكم بأنه سجل هدفاً غير شرعي بعد لمسه الكرة بيده.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تحزن على لاعب من الصعب أن تنجب الملاعب مثيلاً له كل فترة من منظور طموحه وعطائه وأرقامه قبل قدراته وكفاءته، ما جعله مدرسة يجدر أن تنهل منها الأجيال القادمة لكيفية مواصلة التألق، رغم التقدم في السن.
 
لا يمكن عندما يسقط على مسامعك أن كلوزه سيعتزل إلا أن تقف مصفّقاً للاعب كهذا.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة