كنت أشعر بالسوء وأجد صعوبة في الوقوف من دون معرفة السبب. وفيما كنت أستلقي في غرفتي الصغيرة في مركز الرياضات الروحية في بثيسدا، لم أكن أرغب إلا في النوم. وكنت أفكر بزوجي الذي كان يعمل في أتلانتا.
كان جيم زوجي الثاني، وكنا قد تزوجنا لتونا. قبل ثماني سنوات، كانت فكرة المشاركة في رياضة روحية تضحكني كثيراً. فالله لا يهتم بي، لماذا أكرس له وقتي؟
أفسر لنفسي: أنا كاثوليكية منذ الولادة. تزوجت في السادسة والعشرين من عمري وتطلقت في الثلاثين بعد أن أجهضت ثلاث مرات، وكانت الثالثة متأخرة جداً. هذه الخسائر التي حصلت كلها في ظروف طبية صعبة حطمت فؤادي فعلاً.
لم يكن الأطباء يفهمون المشكلة. ولكن، بعد الإجهاض الأخير، شخّصوا تشوهاً في الرحم يمنع استمرار الحمل حتى النهاية.
كان طبيبي واثقاً من نفسه. وكان يعتقد أن المشكلة قابلة للحل بفضل تقدم الجراحة. فقبلت الخضوع للعملية، وكانت النتيجة متناقضة.
حُلّت المشكلة، لكن الجراحة تركتني شبه عاقر. ومنذ ذلك الحين، كانت حظوظي لإنجاب طفل أقل من 1%. فكنت أشعر بالغضب واليأس في آن معاً. وتخلى زوجي عني.
طوال سنوات، صارعت هذا الحزن بشكل يعجز الكلام عن وصفه. كما عانت علاقتي بالله كثيراً من جراء ذلك. وعندما كنت أسيئ التصرف، كنت أستخدم غضبي كذريعة. ولم يكن المستقبل يعدني بشيء، وبخاصة بأطفال. كنت أظن أن العقم كارثة!
بعد سبع سنوات، أصبحت شخصاً مختلفاً. تبدّلت ونضجت، وعرفت السعادة من جديد، لا سيما وأنني استعدت علاقتي بالله. فهمت أن قيمتي تكمن فيه، وليس في أحداث حياتي أو في ما يظن الآخرون حيالي. وطلب مني جيم الزواج منه، ولم تكن لديه أي مشكلة في عدم قدرتي على الإنجاب.
فيه هو، كنت أفكر خلال هذه الرياضة. كنت أودّ أن أكون بقربه. غفوت وأنا أشعر بالمرض، عندما فهمت فجأة ما يحصل… ولكن… هذا الإحساس هو غثيان صباحي!
كنت أرغب في الإسراع لإعلان الخبر، لكنني لم أكن قادرة. كنت في رياضة صمت. ولم يكن لدي هاتف محمول في تلك الحقبة. بالتالي كان الاتصال بجيم مستحيلاً. هنا، أدركت عبقرية البادرة الإلهية. كنت أشعر بأن عدم القدرة على مشاطرة فرحي إلا معه هو وحده خلال هذه الأيام الأربعة كان شبه متعمد. كان يريدني أن أعترف بمعجزته، وبعظمة حبه. وخلافاً لكل توقعات الأطباء، كنت سأنجب طفلاً!
بعد أسابيع، قالت لي طبيبتي: “أرجو أن تدركي أن ما حصل معك هو معجزة. فاستناداً إلى سوابقك الطبية، لم يكن من المفترض أبداً أن تتمكني من الحمل”. كنت أعرف ذلك أفضل من أي شخص آخر. واليوم، لديّ ثلاثة أطفال سعداء يتمتعون بصحة جيدة ويشكلون فرح حياتي.
إنني أشارككم هذه التجربة لأنكم إذا كابدتم خسائر أليمة جداً في حياتكم، أودّ أن أشجعكم على عدم الاستسلام. لا تيأسوا! الحياة تخيبنا، ومن السهل أن نفكر بأنه لم يعد بوسعنا أن نتوقع شيئاً. لكن الآية 28 من الفصل الثامن من الرسالة إلى أهل روما تذكرنا بأن “الذين يحبون الله، كل شيء يعاونهم للخير، أعني الذين هم مدعوون بحسب القصد”.
ابقوا قريبين منه في نضالكم، وثقوا بالمستقبل الذي يعدّه لكم. قد تبدو سبُلُه مختلفة عن سبلكم، لكنه هو الذي يُسعدكم في النهاية.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي