ساره الشمالي
أوصت منظمة الصحة العالمية الأطباء بالتخلي عن معطفهم الأبيض، بعدما بينت الدراسات أنه مستوطنة متنقلة للجراثيم، بينها ما هو مقاوم للمضادات الحيوية.
لا يشعر والد في هذا العالم، في شرقه العاطفي أو غربه العملي، بالفخر كما يشعر به إذ يرى ولده متأبطًا “مريول” الحكمة الأبيض. ينظر إليه وكأنه منقذ العالم من الجراثيم، ومخلص البشر من الأمراض. فهذا المعطف الأبيض عنوان وجاهة اجتماعية، لأصحاب مهنة الطب وأهاليهم، وعنوان بياض تام، ناصع بلا سيئات… ولكن!
تميز جرثومي!
كما في كل أمر، لا بد أن يخرج ما ينغص العيش. فالأطباء مهددون اليوم في العالم أجمع بخسارتهم تميزهم “الأبيض” هذا، بفعل توصيات أصدرتها منظمة الصحة العالمية، بناءً على عدد من المعاهد البحثية. فالمعطف الأبيض التقليدي، فخر الأطباء وعنوان تميزه من البشر العاديين، مهدد بالاختفاء بعدما أظهر عديد من الدراسات أنه، بأكمامه الطويلة، يكتنز عددًا كبيرًا جدًا من الجراثيم. فقد أجرت منظمة الصحة العالمية وخبراء من معهد روبرت كوخ الألماني دراسات عدة لمعرفة مدى خطورة معطف الطبيب، فأظهرت أن نحو 60 بالمائة من معاطف الأطباء، مخلصي العالم من الأمراض، تحتوي على أنواع مختلفة خطيرة من البكتيريا، بينها أنواع شديدة المقاومة للمضادات الحيوية، فأوصت منظمة الصحة العالمية بالتخلي تمامًا عن معطف الطبيب التقليدي بأكمامه الطويلة، والاستعاضة عنه بمعاطف ذات أكمام قصيرة، تشبه معطف الممرضين والممرضات.
ويسأل سائل: “حسنًا، لم لا نعقمها فينتهي الأمر؟”. هذه مسألة صعبة، لأن تلوث المعاطف بالباكتيريا لا ينتهي بمجرد غسلها، لذا قررت مستشفيات ألمانية عدة تطبيق هذه التوصية، ومنها ثمانية من مستشفيات هامبورغ، والتخلي عن معطف الطبيب الأبيض التقليدي والاستعاضة عنه بمعاطف قصيرة الأكمام بداية من نيسان (أبريل) المقبل. وللتفرقة بين الطبيب والممرض، ستوضع شارة معينة على معاطف طاقم التمريض، وفقًا لموقع “موبو” الالكتروني الألماني.
عدوى المستشفيات
كانت إنجلترا وهولندا من الدول الرائدة في حظر المعاطف الطبية ذات الأكمام الطويلة، لأسباب تتعلق بالنظافة والحماية من البكتيريا، على الرغم من أن تطبيق هذه الفكرة بالأمر السهل، مع تعلق كل طبيب بمعطفه.
وقال تقرير نشرته صحيفة “أوسبورغر تسايتونغ” الألمانية إن عملية إقناع بعض الأطباء من كبار السن في ألمانيا، بالتخلي عن هذا المعطف التقليدي، كانت عصيبة للغاية. أما بالنسبة للأطباء الشباب، فلم يكن من الصعب إقناعهم بالتخلي عن هذا المعطف.
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة الألمانية، يصاب 400 إلى 600 ألف مريض سنويًا بـ “عدوى المستشفيات”، وهي بكتيريا تصيب المريض نتيجة إقامته بالمستشفى. وتشير بيانات الجمعية الألمانية لنظافة المستشفيات إلى أن عدد الإصابات بهذا النوع من العدوى يصل إلى 900 ألف مريض سنويا، ويؤدي إلى 30 ألف حالة وفاة على الأقل.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق