ارتفاع في درجة الحرارة، رشحٌ، سعالٌ، صداعٌ… فوفاة. عوارض لا يمكن الإستهانة بها بعدما فتكت ببعض اللبنانيين و أدّت إلى وفاتهم خلال بضعة أيام. ليتّضح أنها ليست مجرد انفلونزا موسميّة، بل فيروس الـ”H1N1″. حالات عديدة ظهرت في مختلف مناطق لبنان، لم يعلن إلا عن بعضها، ممن طالته أقلام و كاميرات الصحافة. و بين تطمينات وزارة الصحة و صدمات الأهالي المفجوعين بأبنائهم، ما على المواطن إلا الوقاية.
و من الحالات التي وصلتنا تفاصيلها أنه منذ مدة دخلت سيدة أربعينيّة، تعاني من مشاكل صحية، إحدى مستشفيات الجنوب، بعدما أنهكتها عوارض الإنفلونزا. و استمرت حالتها بالتدهور إلى أن اكتشف الأطباء أنها تعاني من حالة استثنائية هي فيروس”H1N1″ المعروف بانفلونزا “الخنازير”. عندها عزل القيّمون المريضة حرصاً على عدم نقل العدوى، و ذلك بعد إطلاع وزارة الصحة على الحالة بحسب ما أفاد أحد المقربين. فمكثت السيدة وحدها و المرض، في عزلة عن العالم، أحصت الوقت الباقي من عمرها. و توفيت بعدما لم يثمر العلاج نتيجة. و لاحقاً، تضاربت المعلومات المتداولة بين أهل المرحومة، حول سبب الوفاة. و قد حرصوا بغالبيتهم على التكتّم أو الإنكار، ربما لخوفهم من نظرة المجتمع لمرض مجهول أو طارئ على البيئة المحيطة. و بحسب ما أفادت إحداهنّ أن البعض خافوا حتى المشاركة في مراسم التشييع، لاعتقادهم أن العدوى لربما تنتقل من جثة الفقيدة أو من أحد أقربائها الذين عاشوا معها آخر أيامها! و أعلن رسميّاً أن سبب الوفاة “انسداد رئوي”.
و في صيدا، أفادت إحداهن لموقعنا أنه تم تشخيص حالة مريض مصاب بفيروس “H1N1″، فعزله الأطباء. و تلقى الأطباء و الممرضون فقط، اللقاحات اللازمة التي قد تساعد في الوقاية. و في المقابل، يعيش طلاب جامعيون حالة قلق و تخوّف من انتقال العدوى لهم، و هم طلاب يمارسون تدريباتهم الجامعية في المستشفى.
و أمس في الجنوب أيضاً، توفي الطفل اللبناني حسين ع. ابن الـ6 سنوات، بعدما عانى من مضاعفات فيروس “H1N1”. و قد دخل المستشفى قبل أسبوع لكن العلاج لم يسعف حالته المتأخرة. كذلك توفي سابقاً رجل لم يتجاوز سن الأربعين في صور، قيل أنه مصاب بالفيروس عينه.
و في السياق كانت قد ذكرت تقارير صحفية وفاة رجل ستيني نتيجة تليّف رئوي، و بحسب المعلومات المتداولة أكد طبيبه أنه كان مصاب بفيروس “H1N1”.
إضافة إلى ما سلف ذكره، تداولت مؤخرا الصحافه خبر وجود أعراض زكام حاد في الشمال، يرجّح أنها أعراض فيروس “H1N1”. و بين النفي و التاكيد، توفي رجل في الضنية اثر التهابات حادة في الرئتين نتيجة الإصابة بالفيروس. و هي ليست حالة الوحيدة في الشمال كما تداولت الصحف اللبنانية.
و كان رئيس طبابة محافظة عكار الدكتور حسن شديد، قد طمأن المواطنين، وأكد أن هذا النوع من الانفلونزا صنّف عالميّاً قبل نحو عامين على أنه رشح طبيعي، و هو من الحالات التي لا تخيف نظرا لتوفر العلاج كما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
الجدير ذكره أن فيروس “H1N1” ليس جديداً في لبنان، بل ذكرت وزارة الصحة عام 2009 تسجيل حالات وفاة بسببه.
و كانت وزارة الصحة قد أصدرت بيانا عن وباء الانفلونزا A(H1N1)، ذكرت فيه تسجيل ازدياد في نسبة حالات A(H1N1) كما سجلت ارتفاعا في نسبة الحالات التي أدخلت العناية الفائقة. و بالنسبة للوقاية أفادت الوزارة أن الإنفلونزا تنتقل من الشخص المصاب عبر السعال والعطس وبواسطة الأيدي. لذلك ينصح بتغطية الأنف والفم بمناديل ورقية اثناء السعال والعطس والمداومة على غسل الأيدي. كما ينصح بالتلقيح ضد الإنفلونزا للأطفال (فوق الستة أشهر) والنساء الحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين الصحيين. علما أن لقاح الإنفلونزا المتوافر في السوق يحمي من رزمة فيروسات الإنفلونزا المتفشية، بما فيها. A(H1N1)
و فيما يتعلّق بالعلاج أكدت الوزارة أن معظم حالات الإنفلونزا تتماثل للشفاء ولا تحتاج إلا إلى مخفضات الحرارة والإكثار من تناول السوائل، والراحة. ولكن بعضها قد يتسبب بمضاعفات خطيرة، خصوصا لدى الأطفال دون الخمس سنوات وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل، الأمر الذي يستوجب مراجعة الطبيب فور ظهور صعوبة في التنفس أو أي مضاعفات أخرى أو في حال استمرار الحرارة مرتفعة لأكثر من خمسة أيام. كما يتوجب على المصاب التغيب عن الدراسة أو عن العمل وملازمة المنزل الى حين الشفاء.
“الناس أعداء ما جهلوا” قول مأثور للإمام علي (ع). و ربما من هذا المنطلق تسعى وزارة الصحة إلى تعريف المواطنين بالفيروس. إذ أنه شكل من أشكال الفيروسات المتعارف عليها عالميّاً. ولا داعي للهلع، طالما يتقيد المواطن بالإرشادات الوقائية. و لكن، لو لم يُفلح درهم الوقايه، لو وقعت الواقعه، و أصيب أحدهم بفيروس “H1N1″، فهل مستشفيات لبنان مجهّزة لقنطار العلاج؟
داليا بوصي
نقلا عن موقع بنت جبيل
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق