أكثر من 4 ساعات طال اجتماع الأفرقاء الرئيسيين المعنيين بالملف السوري مساء أمس في ميونيخ. المحادثات الصعبة المركّزة على دعوات لوقف إطلاق النار والسماح بدخول مساعدات انسانية توصّلت الى اتفاق أفضى، حسب البيان الختامي، إلى المضي قدماً في ثلاث نقاط لكسر الجمود، وهي «هدنة ومساعدات واستئناف المفاوضات»، وذلك عبر «القيام بحملة فورية للمساعدات للقرى السورية برّاً وجوّاً»، و«وقف تدريجي للقتال وصولاً لهدنة».
وبعد الاجتماع أكّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أنّنا اتفقنا على تسريع تقديم المساعدات والأولوية للمناطق المحاصرة… وعلى تطبيق وقف لاطلاق النار يبدأ خلال اسبوع». وأضاف أنّ الاتفاق وَضَع جدولاً زمنياً مدته ستة اشهر للاتفاق السياسي في سوريا، مؤكداً أنّ «اعضاء مجموعة دعم سوريا اتفقوا على ضرورة استئناف محادثات السلام في جنيف في اسرع ما يمكن». وختم بأنّ «التحدي هو تنفيذ كل الأطراف في سوريا على ما تم الاتفاق عليه اليوم».
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ «النتيجة الرئيسية للاجتماع هي التأكيد على قرار الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أنّ «الوضع الانساني في سوريا يتفاقم ويجب بذل جهود جماعية لانهائه».
وانتظر الأفرقاء المعنيون بالحرب السورية لقاء أمس لاحياء «جنيف 3» المجمّد بعد تأجيل إلى 25 من الشهر الجاري. وقد يكون هذا الانفراج مدخلاً للتوافق على جدول أعمال لاجتماعات جنيف رغم فشل الاتفاق على لوائح التنظيمات الارهابية التي لن يشمل مناطق سيطرتها أي توقّف للمعارك.
وكان لافروف أعلن قبيل بدء الاجتماع، الذي يضمّ 17 بلداً، أنّ بلاده قدّمت عرضاً «ملموساً» لوقف اطلاق النار.
وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بأنّّ الولايات المتحدة تشدد على «وقف فوري لاطلاق النار». بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، بعد لقائه مع نظيره الروسي قبل الاجتماع، إنّ «إحراز تقدّم على الطريق إلى إعلان الهدنة في سوريا وضمان الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة يُعدّ شرطاً للشروع في بحث الجوانب الأخرى للأزمة السورية».
من جهته، أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن «التوافق حول قائمة المجموعات الإرهابية لن يتم خلال لقاء مجموعة دعم سوريا في ميونيخ».
في موازة ذلك، حذرت موسكو من اي محاولة هجوم بري في سوريا، معتبرة انها ستؤدي الى «حرب شاملة ودائمة». ونبّه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف أنّه «ينبغي ارغام جميع الاطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة».
وفي ما يتعلق بالعرض السعودي نشر قوات برية إذا نفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عملية ضد تنظيم «داعش»، قال: «هذا سيئ لأن الهجوم البري عادة ما يحوّل الحرب إلى حرب دائمة. انظروا إلى ما حدث في أفغانستان وكثير من الدول الأخرى. لست في حاجة لتذكيركم بما حدث في ليبيا البائسة».
بدوره، شدّد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة تحقيق «اختراق» في ميونيخ لوقف المعارك واحياء عملية السلام، لكنه نبه قائلا: «لا استطيع ان اقول الان اننا سنحقق ذلك».
وفي بروكسيل، كان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر يدعو التحالف ضد تنظيم «داعش» الى «تكثيف جهوده في العراق وسوريا لتحقيق تقدم ملموس سريعاً».
وأكد كارتر أنّ «الحلف الاطلسي» الذي رفض حتى الان المشاركة مباشرة في هذا التحالف، «يدرس امكان» الانضمام اليه، اضافة الى اعضائه الذين يشاركون بصفة فردية.
وكرّر السعوديون، في اللقاء نفسه الجامع لدول «التحالف الدولي ضد داعش»، عرضهم نشر قوات على الارض. وقال الناطق باسم وزير الدفاع السعودي احمد عسيري إنّ «المملكة مستعدة لتنفيذ عمليات جوية او برية (…) في اطار التحالف وبقيادة الولايات المتحدة». ورأى أنّ «وجود المملكة في هذا الاجتماع يمثّل إشارة قوية لتلك الشراكة»، مضيفاً أنّ «المملكة أعلنت انشاء التحالف الإسلامي الجديد لمكافحة الإرهاب بوصفها الدولة الرائدة في العالم العربي والإسلامي ولها خبرة طويلة في مجال مكافحة الإرهاب بعد ان هزمت تنظيم القاعدة». وأشار الى انّ «السعودية مستعدة لتنفيذ عمليات جوية وبرية ضمن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا. وحول الاجتماع الذي عقد بين ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأميركي، أمس، أفاد العسيري بأنهما «ناقشا دور المملكة في التحالف ضد داعش سيما ما يتعلق بالحملة الجوية».
وأوضح انه تم أيضاً «مناقشة المبادرة السعودية بإرسال قوات برية في إطار التحالف الدولي ضد داعش، كما أبلغ الأمير محمد بن سلمان الوزير كارتر بتفاصيل المبادرة السعودية بإنشاء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب».
ولفت الى «أنه من المبكر جداً أن نتكلم الآن عن أرقام أو نوع القوات التي ستعمل على الأرض». وأعرب عن توقعه بأن تكون «قوات التحالف الاسلامي الذي يضم 35 دولة جاهزة في آذار أو نيسان المقبلين».
وكان وزير الدفاع الأميركي افتتح في وقت سابق أمس اجتماع التحالف الدولي الذي يشهد مناقشة الخطة العسكرية للحملة التي تهدف الى هزيمة تنظيم «داعش» في «أقرب وقت ممكن». وأعرب كارتر في كلمته الافتتاحية عن اقتناعه بأن التنظيم سينهزم، معتبراً «ان الاجتماع مهم لأن الحرب ضد هذا التنظيم تحظى بأهمية قصوى لنا جميعا، وبالتالي فإن مساهمة كل منا مهمة».
وأشار إلى أنّ الاجتماع «يسعى لتحقيق هدفين، الأول مناقشة مقترحاتي حول الحملة العسكرية للتحالف والتي تعرض للخطوات المقبلة والقدرات المطلوبة للقضاء على التنظيم، والثاني الانخراط في بحث صريح حول كيف يمكن لهذه القدرات ان تلبي الحاجات الملحة لتسريع وتيرة الحملة على داعش».
أما تركيا فتخشى قبل كل شيء الاختراق الذي حققه الاكراد في شمال سوريا، إذ ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة، أمس، بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية امام عشرات الاف النازحين السوريين. وقال «إن كلمة أغبياء ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا ان الطائرات والحافلات متواجدة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم».
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي