نقل الكاتب عبدالباري عطوان، في مقال اليوم الاربعاء، عن دبلوماسي روسي كبير ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتردد لحظة في خوض حرب ضد تركيا، او حتى امريكا، في حال ارسال انقرة والرياض قوات برية الى سوريا.
وقال عطوان ان الدبلوماسي الروسي الذي التقيته اثناء مشاركتنا في ندوة سياسية مشتركة، اكد لي ان سقوط الدولة السورية يعني هزيمة مشروعة لموسكو، وقال: انا اعرف الرئيس بوتين جيدا، ولن استغرب اذا ما قام بالضربة الاولى، فهزيمته في سوريا تعني هزيمته في الداخل الروسي، وهو لن يجعل من سوريا افغانستان اخرى بالنسبة اليه.
وأضاف عطوان رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” في مقالته: نقاط الاحتكاك الساخنة ربما تكون الرقة واعزاز، فالقوات السورية تتجه نحو الرقة لتصل اولا قبل اي قوات برية سعودية وتركية، ولاحباط مخطط تقسيم سورية الى شرقية وغربية، على غرار المانيا، واي صدام بين الجانبين سيؤدي حتما الى تدخل القوات الروسية لصالح قوات الجيش العربي السوري، لان التحالف الروسي السوري لن يسمح مطلقا باستبدال “داعش” بدولة “سني ستان”، تشكل ارضية وورقة مساومة للحصول على الرئيس الاسد في مقابل التخلي عنها.
تركيا التي تقاتل من اجل منع اقامة منطقة حكم ذاتي، او كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية مع سورية، لا تمانع قيام هذه “الدولة السنية” في الشرق السوري، على انقاض “داعش” في حال هزيمتها، ولكنها مغامرة مزدوجة غير مأمونة العواقب.
وتابع: الصراع المتصاعد على الارض السورية ربما يطيح بممالك ورؤوس كبرى، وامبراطوريات، ويؤدي، اذا ما انفجر، الى مواجهات دموية تؤدي الى مقتل مئات الآلاف، ان لم يكن الملايين، فمن غير المستبعد استخدام اسلحة كيماوية (“داعش” تملك مخزونا هائلا منها)، او حتى اسلحة نووية، فروسيا لا تملك قواتا كافية لمحاربة تركيا في سورية، وقد تلجأ الى اسلحتها التقليدية، وغير التقليدية، في حال جرى اغلاق مضيق البوسفور، او تعرضت احد قواعدها في سورية للقصف، حسب ما اكد المصدر السابق نفسه.
وأشار عطوان الى ان “اسرائيل” التي باتت جزءا اصيلا من “المعسكر السني” قد تخرج من حيادها الكاذب، وتدخل الى الحلبة السورية، وما المصافحة العلنية التي تمت بين موشيه يعلون وزير الامن الاسرائيلي، والامير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودي الاسبق، ومهندس العلاقات الاسرائيلية السعودية، اثناء انعقاد مؤتمر الامن في ميونخ امس الاول، وحديث يعلون عن علاقات استراتيجية مع انظمة سنية عربية في الخليج (الفارسي) وشمال افريقيا، واشادته بالسعودية كزعيم للمعسكر السني ضد ايران، الا احد الملامح الرئيسية لتحالفات حرب المستقبل الوشيكة في المنطقة.
وختم عطوان مقالته بالقول: النار تحت الرماد، والمنطقة تنتظر عود الثقاب الذي قد يفجرها وحربها الضروس، انها الحرب.. سواء كانت اقليمية او كونية.. او هكذا تسير كل الوقائع والمؤشرات.. الم يتنبأ هنري كيسنجر قبل ثلاث سنوات بأن الحرب العالمية الثالثة ستنطلق من سوريا؟ نأمل ان لا تتحقق نبوءته.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي