انطلاقاً من اعتبار أندريس إينييستا أن زملاءه ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار يمثّلون الثلاثي الأفضل في تاريخ الكرة، يُطرح السؤال التالي: هل نحن حقاً مع «أم أس أن» أمام الثلاثي الأفضل من بين الكثير من الثلاثيات التي برزت تاريخياً؟
حسن زين الدين –
هل نحن فعلاً مع «أم أس أن» أمام الثلاثي الهجومي التاريخي؟
تاريخياً، شهدت ملاعب الكرة العديد من الثلاثيات المرعبة التي تركت بصمات لا يمكن أن تُنسى. الثلاثي كلمة عرفتها اللعبة منذ ردح من الزمن.
هي الكلمة التي يُطلق عليها الطليان “تريو ماجيكو” كما اشتهر بذلك الثلاثي في يوفنتوس الإيطالي جامبييرو بونيبيرتي والويلزي جون شارل والإيطالي – الأرجنتيني عمر سيفوري في أواخر الخمسينيات.
في تلك الفترة تحديداً، وكما تعلمنا صحيفة “ليكيب” الفرنسية، اشتهر الثلاثي في ريال مدريد الإسباني المؤلف من الأرجنتيني – الإسباني ألفريدو دي ستيفانو وفرانشيسكو جينتو والمجري فيرينك بوشكاش، الذين قادوا الملكي للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا (كأس الأندية الأوروبية البطلة حينها) عام 1960 بالفوز على اينتراخت فرانكفورت الألماني 7-3 حين سجل بوشكاش رباعية ودي ستيفانو ثلاثية.
وفي الستينيات أيضاً، برز في إنكلترا الثلاثي في مانشستر يونايتد المؤلف من الايرلندي الشمالي جورج بست وبوبي تشارلتون ودينيس لو، الذي كان ملقباً بـ “الثلاثي المقدس” ويعتمد على التنوع بين تشارلتون الرمز وبست العبقري ولو الهداف، وقد حقق كل منهم الكرة الذهبية في أعوام 1964 (لو) و66 (تشارلتون) و68 (بست).
وبعد ذلك، كان العالم في مونديال 1970 على موعد مع الثلاثي في منتخب البرازيل: بيليه وجيرزينيو وتوستاو، الذين حملوا اللقب العالمي بعد الكرة الساحرة التي قدموها فضلاً عن الأرقام بتسجيل بيليه أربعة أهداف وصناعته خمسة مقابل 7 أهداف لجيرزينيو وهدفين و4 تمريرات حاسمة لتوستاو.
ثم جاء الدور في مطلع السبعينيات على الثلاثي في منتخب هولندا وأياكس أمستردام المؤلف من يوهان كرويف وجوني ريب وبيت كايزير، الذين قادوا أياكس إلى لقب دوري الأبطال عامي 1972 و1973 وهولندا إلى نهائي كأس العالم عام 1974، وحمل منهم المشعل مباشرة ثلاثي بايرن ميونيخ الألماني المؤلف من غيرد مولر وأولي هونيس وكارل – هاينز رومينيغيه، الذين قادوه إلى لقب دوري الأبطال عامي 1975 و76.
أما في الألفية الجديدة، فبرز الثلاثي رونالدو ورونالدينيو وريفالدو الذين قادوا منتخب البرازيل للقب مونديال 2002 والثلاثي واين روني والبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني كارلوس تيفيز، الذين قادوا مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى لقب دوري الأبطال عام 2008 والثلاثي ميسي والكاميروني صامويل إيتو والفرنسي تييري هنري الذين قادوا برشلونة في عام 2009 إلى الثلاثية الأولى في تاريخ اسبانيا (دوري وكأس محليين ودوري أبطال أوروبا).
لماذا استعراض هذا التاريخ بالحديث عن الثلاثي الحالي المرعب لبرشلونة؟ ببساطة لتبيان صفات وميزات وخصائص كل من هذه الثلاثيات – الأمثلة، إذ إنها تشتمل إما على تحقيق الألقاب الكبرى فقط وتحديداً دوري الأبطال أو الأرقام فقط، أو الألقاب الفردية وتحديداً الكرة الذهبية فقط أو السحر فقط، هذا دون التطرق إلى موهبة ونجومية شاغلي كل منها.
يمكن القول بوضوح إن ميزة ثلاثي برشلونة “أم أس أن” (وهذا ما يتفوّق به بالمناسبة على ثلاثي ريال مدريد رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والويلزي غاريث بايل المعروف بـ “بي بي سي”) أنه يجمع كل هذه الصفات والخصائص والميزات دفعة واحدة على عكس ما اشتهرت به الثلاثيات السالفة، إذ إن مع ميسي وسواريز ونيمار يمكننا العثور على السحر وما أكثره، وعلى الأرقام القياسية وما أكثرها، وعلى الألقاب الكبرى التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً، وعلى الألقاب الفردية العديدة وفي مقدمها الكرات الخمس الذهبية لميسي.
أمام هذا الواقع، يصبح طرح السؤال عما إذا كان هذا الثلاثي هو الأفضل في التاريخ مشروعاً، ويصبح ممكناً، أو فلنقل منطقياً، أن يكون جوابه نعم، لكن مقابل شرط واحد يتلخص بكلمة: الاستمرارية.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي