موسكو تعزز وجودها شرقي المتوسط بحاملة طائرات و«ناتو» يشيد بعمليتها في سورية

فيما انتقد مسؤول رفيع في حلف شمال الأطلسي «الناتو» روسيا لتعقيدها عملية البحث عن حل الأزمة السورية، تسرب تقرير كتبه الحلف يشيد بالعملية الروسية الجوية في سورية، في حين واصلت موسكو تعزيز قواتها المنتشرة في هذا البلد بأحدث وأقوى منظومات الأسلحة.

وقال الأمين العام المساعد لـ«الناتو» السفير الأميركي ألكسندر فيرشبو: إن «روسيا عندما زادت من دعمها العسكري لـ(الرئيس بشار) الأسد، وعبر قصف مجموعات المعارضة المعتدلة وطرد آلاف المدنيين من حلب ومدن أخرى، إنما جعلت عملية البحث عن حل طويل الأمد للعنف أكثر صعوبة، وكذلك احتمال التوصل إلى حل عبر التفاوض، والانتقال السياسي».

وبعد أن أعرب عن الأمل بأن يتحول وقف العمليات القتالية الحالي إلى «شيء آخر أكثر استمرارية»، اعتبر فيرشبو في مؤتمر عقد في مدينة كراكوفيا البولندية بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن «روسيا لا يزال بإمكانها استخدام تأثيرها على (الرئيس) الأسد، والتحول إلى قوة سلام في الشرق الأوسط… إلا أن الهدف النهائي لموسكو يبقى غير واضح بعد».

ولم يكد المسؤول الأطلسي يفرغ من كلامه حتى سربت جريدة «فوكوس» الألمانية تقريراً كتبه «الناتو» أشاد بـ«نجاح» الضربات الجوية الروسية للإرهابيين في سورية، وبـ «مهارات الطيارين الروس».

وحسب التقرير، الذي نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء مقتطفات منه، توجه الطائرات الروسية، التي لا يتجاوز عددها الأربعين طائرة، (75) ضربة لمواقع الإرهابيين يومياً، في حين تقوم طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بـ20 طلعة جوية في المتوسط يومياً.

وفي السياق ذاته، أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أن العملية العسكرية الروسية ضد الإرهابيين في سورية كانت عاملاً حاسماً في التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية بالتفاهم مع الولايات المتحدة.

وأعرب أناستاسيادس في مقابلة تلفزيونية، نقلت وكالة «سانا» للأنباء مقتطفات منها، عن دعم بلاده «المسار السياسي لحل الأزمة في سورية والذي بدأ في فيينا، وندعم كل ما حدث في ميونيخ». وانتقد بشكل مباشر التدخل التركي في الشؤون السورية. وقال: «ينبغي على كل بلد إذا تدخل في شؤون دولة مجاورة أن يكون تدخله من أجل المساعدة، وليس من أجل تحقيق مصالحه الخاصة لأن ذلك سيؤدي إلى كارثة على الجميع». وأضاف: «أعني تركيا أيضاً، وعلينا جميعاً أن نحذو حذو روسيا لأنه عبر التضامن فقط وبالعمل المشترك يمكننا معالجة كل هذه القضايا والأزمات». وفي موسكو، كشف مصدر عسكري روسي رفيع عن نية بلاده إرسال حاملة الطائرات الثقيلة «الأميرال كوزنيتسوف» إلى البحر الأبيض المتوسط لتعكف على قيادة مجموعة السفن الحربية المرابطة هناك بشكل دائم، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».

ومؤخراً، أوكلت وزارة الدفاع الروسية مهمة قيادة مجموعة السفن الحربية العاملة في البحر المتوسط للطراد الذري الصاروخي الثقيل «بيوتر فيليكي» وإلى كل من الطرادين الصاروخيين «موسكو» و«فارياغ».

وتحدثت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية عن مخاوف كبيرة تعتري الدول الغربية نتيجة «الأسلحة السرية» التي ترسلها روسيا إلى سورية، مبينةً أن هذه الأسلحة تفجر «مفاجأة كبيرة لم تكن في حسابات هذه الدول». ولفتت إلى أن إعلان قائد أسطول البحر الأسود الروسي الأدميرال الكسندر فيتكو عن نية بلاده استخدام أحدث الغواصات وصواريخ «كاليبر» المجنحة خلال العملية في سورية أثار تلك المخاوف. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الروسي يمتلك غواصات «غير عادية»، «صامتة وغير مرئية» يطلق عليها اسم «الثقوب السوداء».

ومؤخراً، كشفت وسائل إعلام روسية عن نقل منظومة إلكترونية حديثة جداً إلى سورية تسمح بالتعرف على مصادر إطلاق النار ومهاجمتها بسرعة.
ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، يدور الحديث عن الرادار «زابارك 1»، الذي تسلح به الجيش الروسي في عام 2007، حيث يهدف هذا النظام لاستطلاع مواقع العدو، ويمكنه أيضاً مراقبة المجال الجوي، ورصد الطائرات دون طيار.

ويستغرق نشر هذا النظام خمس دقائق، ويكشف ضرب قذائف الهاون على مسافات تصل إلى17 كيلومترا، والمدافع عيار 105-155 مليمتراً على مسافة 12 كيلومترا، وكشف إطلاق الصواريخ على بعد يصل إلى 22 كيلومترا، والصواريخ التكتيكية على بعد يصل إلى 45 كيلومترا.

 

ويستطيع هذا النظام كشف 70 نقطة لإطلاق النار في دقيقة واحدة، ومرافقة 12 هدفا.

على خط منفصل، قررت الولايات المتحدة إرسال قاذفات «بي 52» الإستراتيجية القادرة على حمل السلاح النووي لمحاربة تنظيم داعش، المدرج على لوائح الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية!

ونقلت قناة «فوكس نيوز» الأميركية عن مصدر عسكري أميركي أن القاذفات الثقيلة هذه ستبدأ غاراتها في نيسان، ولم يذكر المصدر عدد الطائرات ولا عدد أفراد طواقمها، لكنه أشار إلى أن «بي 52» ستحل محل طائرات «بي 1» التي سبق أن قصفت مواقع داعش في سورية والعراق.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة