سينتيا عواد – وجد باحثون 4 عوامل رئيسية، بغضّ النظر عن نوعيّة المأكولات، يمكنها أن تؤثّر في طريقة استهلاك الوجبات الغذائية. ما هي تحديداً وكيف يمكن عكس آثارها؟عندما لا يُسلَّط الضوء على مختلف جوانب أي موضوع، من الطبيعي أن يفشل الإنسان في بلوغ هدفه من حين إلى آخر. غير أنّ نشر التوعية ومتابعة آخر النتائج العلمية التي تمّ التوصّل إليها يساعدان على فهم الأمور أكثر وأخذ الحذر اللازم منها.
إنطلاقاً من هذه القاعدة، جهّزوا أنفسكم بشكل أفضل يسمح ببناء البيئة المناسبة لطريقة أكلكم من خلال الانتباه إلى العوامل التالية والمُفاجئة التي تبيّن أنها تؤثّر في شهيّتكم:
الأطباق الكبيرة
يُقال إنّ الإنسان يأكل أولاً بواسطة عينيه، وفي مثل هذه الحال، فإنّ العيون قد تحدّد كميّة المأكولات المستهلكة. تبيّن أنّ الأشخاص الذين يضعون الطعام في أطباق كبيرة، أو يقدّمون حصصاً أكبر من المأكولات، يأكلون أكثر من الطبيعي.
وراجع باحثون من جامعة «كامبريدج» 60 دراسة أُجريت في هذا المجال، وقد أجمعوا على هذا التأثير ودعوا إلى حلّ المشكلة من خلال سكب الطعام في صحون أصغر حجماً.
وتماشياً مع هذا الاقتراح، أوصى خبراء التغذية بتقديم سَلطات الخضار على أطباق أكبر لتشجيع الناس على استهلاك مزيد من المأكولات الجيّدة، في مقابل وضع الطبق الرئيسي في صحن أصغر.
كذلك يُنصح بترك المأكولات بعيداً من مائدة الطعام، الأمر الذي يدفع الشخص إلى الوقوف والمشي نحوها للحصول عليها مرّة أخرى إذا رغب، ما يعزّز احتمال الشعور بالخمول للقيام بذلك، وبالتالي يخفّض الكمية المستهكلة.
الإرتفاعات
لستم أكثر ميلاً إلى تناول معظم أطباقكم على الطائرة، غير أنّ معرفة طريقة تأثير الإرتفاعات في حاسة الذوق قد تساعد على اتّخاذ قرارات أكثر صحّية أثناء السفر.
فقد وجدت دراسة ألمانية أجريت عام 2010 أنّ التواجد على متن الطائرة يخدّر بشكل أساسي حاسة الذوق عن طريق التداخل مع العلاقة الحاسمة بين الشمّ والذوق التي تساعد على اختبار المأكولات تماماً.
بصفة أساسية، الهواء الجاف والمضغوط يخلق ظروف الإصابة بنزلات البرد من خلال التسبّب بتورّم الأغشية المخاطية، فيحجب العلاقة بين الفم والأنف. بعدها، فإنّ البطانة المخاطية لتجويف الأنف تجفّ، الأمر الذي بدوره يمنع شمّ الطعام بشكل جيّد. ينتج عن ذلك انخفاض القدرة على رصد الملح بنسبة 20 إلى 30 في المئة، والسكر بنسبة 15 إلى 20 في المئة.
لتفادي المبالغة في الملح والسكر أثناء السفر، إحرصوا على التخطيط لوجباتكم وتناول واحدة قبل السفر وأخرى بعده. أما إذا كانت رحلتكم طويلة جداً للانتظار، يمكنكم تحضير وجبة صحّية تحتوي مكوّنات طازجة تحبّونها.
الموسيقى الصاخبة
وجدت الأبحاث أنّ الأشخاص يمضغون طعامهم أسرع عندما تكون الموسيقى عالية، ما دفع المطاعم إلى اغتنام هذه الفرصة لزيادة أرباحها. والأمر ذاته ينطبق أيضاً على الكحول.
توصّلت دراسة عام 2008 إلى أنّ الحانات التي رفعت درجة صوت الموسيقى، دفعت الرجال إلى شرب مزيد من البيرة خلال وقت أقلّ. ووفق دراسة عام 2011، يبدو أنّ الموسيقى الصاخبة تجعل مذاق الكحول يبدو أكثر حلاوة، الأمر الذي يدفع الناس إلى احتساء المزيد.
أمّا الصمت التام فيساعد الأشخاص على الأكل أقلّ مقارنةً بما إذا إلتهوا بالموسيقى أو التلفزيون. خلُصت دراسة نُشرت عام 2016 أنّ الصوت الفعلي لمضغ الطعام ساهم في بلوغ الشخص مرحلة الشبع، في حين أنّ الأشخاص الذين صرفوا انتباههم بأصوات السمّاعات أكلوا أكثر من الذين جلسوا في مكان هادئ كلّياً. إذا أردتم استهلاك كمية أقل من الطعام في مكان أكثر هدوءاً ومتعة، يمكنكم الإستعانة بالموسيقى الهادئة والناعمة.
الأكل ضمن مجموعة
كلّما زاد عدد الأشخاص الذين تتناولون الطعام معهم، إرتفعت الكمية. في مراجعة لـ2000 دراسة تمحورت حول الأكل الإجتماعي، تبيّن أنّ الوجبات التي يتم تناولها مع شخص واحد كانت أكبر بنسبة 33 في المئة مقارنة بالأكل على انفراد، في حين أنّ الارتفاعات بنسبة 47، و58، و69، و70، و72، و96 في المئة قد رُبطت بوجود شخصين، و3، و4، و5، و6، و7 أو أكثر على التوالي.
إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2012، قد يعود السبب إلى أنّ الأشخاص يحرصون على تطابق القضمة تلو الأخرى. راقب الباحثون 70 ثُنائياً من النساء، ووجدوا أنهنّ يملن إلى تقليد بعضهنّ البعض من خلال طريقة أكلهنّ وعدد القضمات المستهلكة، خصوصاً بداية الطبق. وبما أنّ النساء كنّ غريبات عن بعضهنّ، يقترح الباحثون أنهنّ يحاولن تقديم أول انطباع جيّد.
غير أنّ الأكل الإجتماعي قد يعتمد أيضاً على نوع الشخص الذي يتم تناول الطعام معه. الأطباق مع الأزواج وأفراد العائلة كانت أكبر وأسرع. أما تلك التي تمّ تشاركها مع الأصدقاء فكانت أكبر ولكنها امتدّت لوقت أطول.
هل يعني هذا أنه يحب تناول الطعام على انفراد وفي الصمت؟ بالتأكيد لا، خصوصاً وأنّ الأكل مع العائلة والأصدقاء يُعتبر من السمات المميّزة لحياة سعيدة وصحّية. لكن وبعد معرفة أنّ الجوانب الإجتماعية لوجبات الطعام يمكن أن تؤثر في شهيّتكم، لا بدّ من التحلّي بوَعي أكبر أثناء الأكل ضمن مجموعة واستباق الأمور.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق