وثائق بنما: تسريب وثيقة تتعلق برئيس الفيفا جياني إنفانتينو

ريتشارد كونواي –
كشف النقاب عن أن جياني إنفانتينو، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وقع عقدا مع اثنين من رجال الأعمال المتهمين بالحصول على رشاوى، بحسب وثائق بنما المسربة.
 
وقد اشترى هوغو جينكيز ونجله ماريانو حقوق البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ثم باعاها على الفور بما يقرب من ثلاثة أضعاف السعر.
 
وكان العقد الذي وقعه إنفانتينو عام 2006 عندما كان مديرا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، من بين 11 مليون وثيقة مسربة من شركة “موساك فونسيكا” البنمية للخدمات القانونية.
 
ونفى الويفا في البداية القيام بأي عمل مع أي من الأشخاص الـ 14 الذين وجه لهم مكتب التحقيقات الفيدرالي اتهامات في التحقيقات بشأن قضايا فساد في عالم كرة القدم.
 
لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال لبي بي سي الآن إن حقوق البث التلفزيوني بيعت لمن دفع أعلى سعر في عطاء مفتوح وتنافسي.
 
وقال مصدر رفيع المستوى من الفيفا لبي بي سي إن لجنة القيم التابعة للفيفا يجب أن تفحص هذه الصفقة حتى تكون هناك شفافية.
 
ما هذا كله؟
 
يواجه هوغو جينكيز ونجله ماريانو الآن خطر الترحيل من الأرجنتين إلى الولايات المتحدة.
 
في مايو / آيار 2015، زعم محققةن أمريكيون أن هوغو ونجله، بصفتهما أصحاب شركة “كروس تريدينغ”، دفعا ملايين الدولارات كرشاوى على مدى عدة سنوات لمسؤولي كرة القدم في أمريكا الجنوبية من أجل الحصول على حقوق بث تلفزيونية مربحة لبطولات كرة القدم.
 
وثمة مزاعم بأن هذه الأموال دفعت لمسؤولين بارزين في عالم كرة القدم في مقابل الحصول على حقوق البث بأسعار زهيدة حتى يمكن بيعها بأسعار أعلى وتحقيق أرباح كبيرة.
 
ووقع إنفانتينو على عقد مع شركة “كروس تريدينغ” يخص حقوق الإكوادور في بث مباريات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين 2006/2007 و2008/2009.
 
ودفعت “كروس تريدينغ”، وهي شركة خارجية مسجلة في جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ تدعى نييوي، 111 ألف دولار مقابل تلك الحقوق.
 
وبعد ذلك، وفقا للوثائق المسربة، باعت الشركة تلك الحقوق لشركة “تيليمازوناس” الإكوادورية للبث التلفزيوني مقابل 311,170 دولار.
 
ودفعت “كروس تريدينغ” أيضا 28 ألف دولار للحصول على حقوق كأس السوبر الأوروبي، ثم باعته لشركة “تيليمازوناس” مقابل 126,200 دولار.
 
وليس هناك دليل يشير إلى حصول إنفانتينو على رشوة فيما يتعلق بالعقد الذي وقعه عام 2006 مع “كروس تريدينغ”.
 
وفي ذلك الوقت، كان إنفانتينو يشغل منصب مدير الخدمات القانونية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
 
وثمة علاقة أيضا بين “كروس تريدينغ” وخوان بيدرو دامياني، وهو عضو في لجنة القيم بالفيفا والذي سبق وأن وضع قيد التحقيق الداخلي.
 
ما هو رد فعل الاتحاد الأوروبي؟
 
يصر الاتحاد الأوروبي على أنه لم يفعل شيئا خاطئا، وأنه تعامل مع شركة “كروس تريدينغ” لأنها كانت تعمل كوكيل شراء لشركة “تيليمازوناس”.
 
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن حقوق البث بيعت بعد “عطاء تنافسي مفتوح وشفاف”.
 
وأضاف أن عطاء “تيليمازوناس” قُبل لأنه كان “أكثر بكثير” من ذلك المقدم من شركة بث منافسة.
 
وأشار المتحدث إلى أن ما فعلته “تيليمازوناس” بتلك الحقوق “يخصها هي وليس نحن”.
 
ويشير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى أن عقد “كروس تريدينغ” كان واحدا من عدة مئات من العقود التي أبرمها فيما يتعلق بحقوق البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا، وأنه يمثل قدرا ضئيلا من دخله الإجمالي.
 
وأصدر الاتحاد بيانا قال فيه: “عقد البث التلفزيوني محل النقاش وقع من قبل جياني إنفانتينو عندما كان واحدا من العديد من المديرين بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم والذين كانوا مخولين بتوقيع العقود في ذلك الوقت”.
 
وأضاف: “وكما تلاحظون، فإن العقد وقُع أيضا من قبل مدير أخر في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. إنها عملية لا تشوبها شائبة”.
 
ماذا يحدث الآن؟
 
وقد تتسبب تلك التسريبات في ضرر لكل من إنفانتينو والفيفا.
 
وتعد هذه الانتكاسة الثانية للفيفا خلال الأيام الأخيرة.
 
ويواجه خوان بيدرو دامياني، عضو في لجنة القيم بالفيفا، تحقيقا داخليا للاشتباه في علاقته بيوجينيو فيغيريدو، وهو مسؤول آخر في كرة القدم يواجه مزاعم التورط في قضايا فساد.
 
وأصبح إنفانتينو رئيس الفيفا في 26 فبراير / شباط، خلفا لسيب بلاتر بعد الأزمة التي ضربت الفيفا.
 
وخلال انتخابه، تعهد الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي بـ “إستعادة صورة” الفيفا.
 
لكن بي بي سي تفهم أن كلا من الاتحاد الأوروبي وجياني إنفانتينو لم يكشفا عن الصفقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
 
ويقول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه لم يكن هناك اتصال من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن عقد “كروس تريدينغ” أو أي اتفاق آخر.
 
وقال بيان الاتحاد الأوروبي: “فيما يتعلق بإنفانتينو، ليس لدينا علم بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي وجه إليه أي سؤال فيما يتعلق بهذا العقد أو أي عقد آخر”.
 
وأضاف: “بالطبع، إذا طلب من الاتحاد الأوروبي التعاون أو تقديم معلومات بشأن تحقيق تابع لوزارة العدل الأميركية فلن يتردد في ذلك”.
 
أما بالنسبة لهوغو جينكيز ونجله ماريانو، فإن محاميهما لم يرد عندما أرسلنا إليه طلبا للتعليق.
 
كيف اكتشفنا ذلك؟
 
يعود الفضل في ذلك إلى تسريب أكثر من 11 مليون وثيقة من الملفات الداخلية لـ “موساك فونسيكا”، وهي شركة محاماة مقرها بنما ومتخصصة في مساعدة الأغنياء وذوي النفوذ على إنشاء شركات في الخارج، مثل “كروس تريدينغ”.
 
وحصلت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية على تلك الوثائق واشركت الاتحاد الدولي الصحفيين الاستقصائيين في الاطلاع عليها.
 
ويعد برنامج “بي بي سي بانوراما” وصحيفة “الغارديان” البريطانية من بين 107 من المؤسسات الإعلامية في 78 بلدا تشارك في تحليل هذه الوثائق.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة