لندن (رويترز) – في السنوات المقبلة عندما تتذكر الجماهير كيف قلب ليستر سيتي منطق الرياضة رأسا على عقب وتوج بطلا للدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم فإن رحلة جيمي فاردي من الفقر للغنى قد تكون القصة غير القابلة للتصديق.
وستكون هذه القصة بمثابة الأمل للآلاف من الشبان الحالمين الذين تستغني عنهم أكاديميات الأندية الانجليزية الكبيرة في كل عام.
لأن فاردي الذي ساعدت أهدافه ليستر على التتويج باللقب أثبت وجود أحجار كريمة تختفي وسط أعشاب وأشواك الدرجات الأدنى وأن رفضه وهو ناشيء لم يوقف مسيرته نحو الطريق إلى المجد.
فقبل ست سنوات وبعد استغناء شيفيلد ونزداي عنه بسبب ضآلة جسمه كان يلعب في صفوف ستوكسبريدج بارك ستيلز ويكسب القليل من المال في الدرجة السابعة ويعمل لمدة عشر ساعات في أحد المصانع.
وبعد إدانته بالاعتداء اضطر للعب وحول كاحله سوار إلكتروني للمراقبة.
وينم ذلك عن قصة أخرى مع سوء الحظ لكنه واصل مسيرته من خلال اللعب في صفوف هاليفاكس وفليتوود تاون قبل المشاركة للمرة الأولى مع ليستر عندما كان عمره 25 عاما ليصبح فاردي بطلا لإحدى أكبر المفاجآت الرياضية.
ولا عجب من أن ستوكسبريدج قرر إطلاق اسمه على أحد مدرجات الفريق والمحطات التلفزيونية من جميع أنحاء العالم تتهافت لزيارة النادي. كما أن هناك حديث عن رغبة في إنتاج فيلم في هوليوود يوثق ويخلد هذه القصة.
لكن القصة قد لا تنتهي هنا أيضا.
وبعد قيادة ليستر للقب فما هو ثمن مساعدة اللاعب البالغ عمره 29 عاما منتخب انجلترا على الفوز بلقب بطولة أوروبا في فرنسا 2016؟
* تغيير كبير
وقال ايان رايت الذي بدأ مسيرته في أندية صغيرة قبل أن يصبح أحد لاعبي ارسنال البارزين “إنها فقط تظهر ماذا يمكن أن يحدث إذا حافظت على تواضعك وواصلت العمل الجاد والصلاة من أجل تغيير كبير في مسيرتك.”
وفي الوقت الذي سجل فيه فاردي أهدافا رائعة ومن بينها هدفه من تسديدة مباشرة في مرمى ليفربول فإن العمل الجاد بالطرق القديمة هو ما أفاده كثيرا.
ومؤخرا قال سايمون جارنر زميل فاردي في هاليفاكس “لم يغير طريقة لعبه ونقاط قوته بقيت كما هي دون تغيير.”
وأضاف “جيمي يزعج الدفاع بسرعته وعدم خوفه. عندما كان في الفريق كنا نعلم أن لديه فرصة دائما. هو يستطيع الفوز بالمباريات بمفرده.”
ويتذكر نيل اسبين الذي ضم فاردي إلى هاليفاكس عندما ذهب لمشاهدة في ستوكسبريدج.
وقال اسبين المدرب الحالي لفريق جيتسهيد “على الفور اكتشفت أنه متميز في بعض الجوانب. كانت سرعته ولمسته وصلابته واضحة. أتذكر أنني كنت أنظر حولي بتوتر لمعرفة من يشاهده سواي. كنت أدرك أنه يتعين علينا أن نضمه لصفوفنا.”
وسجل فاردي 27 هدفا لهاليفاكس قبل أن ينتقل إلى فليتوود في الدرجة الخامسة حيث أحرز 34 هدفا أيضا ما فتح الباب أمام انطلاق مسيرته.
* التعرض للانتقادات
وبانتقاله إلى ليستر مقابل مبلغ قدرته تقارير إعلامية بنحو مليون جنيه إسترليني (1.47 مليون دولار) سجل فاردي هدفا في مباراته الأولى في كأس رابطة المحترفين لكنه أحرز أربعة أهداف فقط بعد ذلك طيلة الموسم في الدرجة الثانية مما عرضه لانتقادات جماهيرية.
وحافظ المدرب نايجل بيرسون على اعتقاده بفاردي وكوفئ على ذلك في الموسم التالي عندما أحرز 16 هدفا وصعد ليستر إلى الدوري الممتاز.
وبدا أن رحلة ليستر في دوري الأضواء ستكون قصيرة حيث قضى الفريق أغلب فترات الموسم في منطقة الهبوط قبل النجاة بمعجزة في النهاية.
وعلى الرغم من تسجيله خمسة أهداف فقط في الموسم الماضي كانت هناك أدلة على أن مسيرة فاردي على وشك التطور والانطلاق.
ومع وصول المدرب كلاوديو رانييري ظهرت قدرات ومواهب فاردي وظهر تأثيره جليا وسجل أهدافا في 11 مباراة متتالية في الدوري ليكسر رقم الهولندي رود فان نيستلروي مع مانشستر يونايتد.
وأثبتت سرعته وتحركاته وعناده أنها أدوات ممتازة من أجل طريقة الهجمات المرتدة السريعة التي أدخلها رانييري كما تطور التفاهم بينه وبين الجزائري رياض محرز إلى أفضل صورة ممكنة.
واستحق محرز الفوز بجائزة رابطة اللاعبين المحترفين هذا العام ومع عدم مشاركة فاردي في آخر مباراتين بسبب الإيقاف فإن اسمه سيتردد بكل قوة في أكبر حفل للمدينة بعد حصد اللقب يوم الاثنين.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي