المضادات الحيوية بين الصح والخطأ

نعلم جيداً أن المضادات الحيوية ليست دواء يستهان به، أي أنه لا يمكننا تناولها متى شئنا وكيفما أردنا. ولذا، تبرز الحاجة إلى التمييز بين الصح والخطأ في الأفكار المرتبطة بالمضادات الحيوية…
 
 
قد تكون المضادات الحيوية من أهم الإنجازات الطبية التي تحققت خلال القرن العشرين. وبفضلها، تحولت بعض الأمراض القاتلة إلى أمراض حميدة أو أنها اختفت أساساً من الوجود. لكن الاستهلاك المفرط لهذه الأدوية، بطريقة عشوائية وغير خاضعة للمراقبة، يمكن أن يسبب المشكلات. فما هي الحقيقة؟
 
المضادات الحيوية لا تؤثر في الفيروسات
صحيح. فقد تم ابتكارها أساساً لمحاربة البكتيريا، بحيث تعمل على قتلها أو الحؤول دون تكاثرها. والبكتيريا كائنات حية مجهرية تستطيع العيش بطريقة مستقلة، بحيث تغزو الجسم وتنتقل وتتكاثر لوحدها. أما الفيروسات فتحتاج إلى التطفل على خلايا الجسم للتكاثر والبقاء حية. لذا، فإن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا، لكنها غير مجدية أبداً مع الفيروسات.
 
… وتعالج الزكام
لا. فالزكام ونزلات البرد، والتهاب الحنجرة، والتهاب الأمعاء والعديد من الالتهابات الأخرى ناجمة عن فيروسات. لذا، فإن تناول المضادات الحيوية لن يجدي نفعاً البتة، ولن يسرّع الشفاء ولن يخفف من الأعراض. ونعلم تماماً أن هذه الالتهابات الشائعة تختفي لوحدها خلال أسبوع تقريباً، أو أسبوعين على الأكثر، ويكفي تناول الأدوية التي تخفف الأعراض (مثل الحرارة المرتفعة، والسعال، والأوجاع…).
 
… لكنها تسبب الأوجاع في البطن
صحيح. فالمضادات الحيوية تهاجم أيضاً البكتيريا المفيدة للجسم، مثل تلك الموجودة في الأمعاء. وإذا حصل خلل في توازن تلك البكتيريا، يحصل اضطراب في الجهاز الهضمي وعمل الأمعاء، مما قد يسبب أوجاعاً في البطن، أو حتى الإسهال أو الإمساك في بعض الحالات.
 
كثرتها مضرّة       
صحيح. فكلما أكثرنا من تناول المضادات الحيوية، أصبحت البكتيريا أكثر مقاومة لها بسبب اعتيادها التدريجي عليها. واللافت أن بعض البكتيريا أصبحت مقاومة لأنواع مختلفة من المضادات الحيوية بحيث بات يصعب كثيراً القضاء عليها..
 
 
 
 
 
كتابة : جولي صليبا

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق