اختلفت ردود الفعل تجاه الرحلات الوافدة إلى القاهرة على متن طائرات مصر للطيران منذ تحطم الطائرة المصرية في البحر المتوسط.
ففي الرحلة التي أقلتني، كان البعض مجبرا، وكان آخرون عمليين وقالوا إنهم لا يتحملون تكلفة تغيير خطط سفر طويلة الأمد، مهما بلغت فداحة الأخبار. في حين كان آخرون أكثر قلقا.
وتعتبر مصر نفسها قوة إقليمية على خط المواجهة مع الجهاديين، ويرى رئيسها، عبدالفتاح السيسي، نفسه صاحب القبضة التي ضربت الإسلام السياسي في الداخل.
وبمنأى عن الرأي العام، يخشى بعض المصريين من أن هذه السياسات قد تجهل البلاد هدفا لهجمات الإسلاميين، ويخشون من أن الوضع المتفاقم في سيناء قد يمتد إلى غيرها من ربوع مصر.
لكن هذه المخاوف لا تجد سبيلا إلى الإعلام، الذي يرى أن دوره في مصر تحت قيادة السيسي هو دعم النظام قدر الإمكان، والتسفيه من الانتقادات.
لكن المخاوف حقيقية ، ويدعم المصريون فكرة أن تصبح بلادهم قوة إقليمية كبرى، لكن ثمة شعور بالقلق الشديد من الضريبة التي تأتي مع هذا الدور.
انتظار مفجع
وبالنسبة لذوي ركاب الطائرة الذين تجمعوا في أحد فنادق القاهرة، فإن غياب معلومات واضحة لابد وأنه أمر لا يمكن احتماله.
وأصبح ذوو الضحايا في موضع بحث مرهق عن إجابات للعديد من التساؤلات، وهو أمر لا يمكن تحققه إلا عند الانتهاء من جمع حطام الطائرة.
وأعلنت القوات المسلحة المصرية العثور على جزء من حطام الطائرة ومتعلقات الضحايا قبالة سواحل الإسكندرية، على بعد مئتي كيلومتر.
وهذه هي البداية، لكن جمع الحطام عملية كبيرة، تتضمن البحث، ليس فقط عن أدلة على أسباب التحطم، وإنما العثور على جثث الضحايا.
وسيكون أداء القوات المسلحة المصرية وأجهزة المخابرات محل مراقبة دقيقة.
وإذا ثبت أن الطائرة سقطت نتيجة هجوم “إرهابي”، كما يفترض الكثير من المصريين حاليا، فستطل المزيد من التساؤلات عن جودة التدابير الأمنية فيما يخص عمليات مصر للطيران.
والجهود الحثيثة نحو التعرف على الفاعل وطريقة تنفيذ الواقعة قد تصب في اتجاه استعادة السمعة التي تأذت.
تكهنات متزايدة
وبجانب حالة الحداد الوطني والفاجعة التي ألمت بأسر الضحايا، ثمة إحساس بأن مصر أصبحت مرة أخرى هدفا للنقد الدولي. ويعكس الإعلام رد فعل رافض لأية انتقادات.
وتظهر الروح الرافضة للانتقاد في الهاشتاغات الداعمة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الإعلان عن اختفاء الطائرة.
كما تجلت النبرة الدفاعية عندما ظهر مذيع تلفزيوني في زي طيار على خطوط مصر للطيران، رافضا انتقاد الشركة.
وأضاف أنه لا يريد الإشارة إلى أن هذه الانتقادات تعتبر نوعا من “التآمر”.
وتظهر نظريات المؤامرة على مصر في أوقات الأزمات، وتتجلى عند حدوث فجوة بين التكهنات والمعلومات الرسمية الدقيقة.
ويعتبر سقوط الطائرة حدثا خصبا لظهور نظريات المؤامرة، خاصة مع غيث التكهنات والنظريات التي تملأ شبكات التواصل الاجتماعي، وغياب معلومات رسمية محددة.
وهناك إشارات بجمع أول الأدلة، لكن كل شيء يعتمد على العثور على الصندوق الأسود الذي يحمل تسجيلات الرحلة، والذي قد يشمل تفاصيل الدقائق الأخيرة.
وتنتظر مصر ظهور هذا الدليل بترقب شديد. وثمة حساسية شديدة للنقد الخارجي، لكن يسود إحساس الصدمة والألم.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي