ليال جرجس
بعد مضي 40 سنة على نهاية حرب فيتنام، وفيما تستعرض كل من واشنطن وبكين عضلاتهما في بحر الصين الجنوبي، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لفيتنام ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة في آسيا وحل النزاعات في بحر الصين الجنوبي سلميا وليس من خلال فرض الأمر الواقع. كما أعلن أن واشنطن سترفع بالكامل الحظر عن بيع الأسلحة الفتاكة لفيتنام عدوتها السابقة في الحرب.
وبدون ذكر الصين قال أوباما إن التطور في العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام يعكس “المخاوف المشتركة بشأن السيادة والاستقلال.”
واتت زيارة اوباما لتكلل عقدين من التقارب بين البلدين العدوين السابقين، حيث كان قد زارها كل من بيل كلينتون وجورج بوش الابن.
وسيمضي اوباما ثلاثة ايام في فيتنام يجري خلالها محادثات ثنائية مع كبار قادة البلاد ويلقي خطبا ويلتقي مع شبان فيتناميين في مدينة هو شي مينه او سايغون السابقة.
وفيما تتنازع الصين وفيتنام السيادة على ارخبيلي باراسيلز وسبراتليز الواقعين في قلب الطرق البحرية الدولية، ومن اجل توجيه اشارة الى بكين اضافة الى تحديث جيشها وخفض اعتمادها على الاسلحة الروسية، تتقدم فيتنام بحذر ولكن بخطى ثابتة على طريق التقارب مع واشنطن، آملة اضافة الى رفع الحظر المفروض على بيعها اسلحة اميركية بالحصول على اجهزة للمراقبة والاتصال والرصد البحري.
وفي الولايات المتحدة، حيث لم تكشف السلطة التي تربط رفع الحظر بتحقيق تقدم في مسألة حقوق الانسان، نواياها قبل زيارة اوباما، حذرت اصوات من اي قرار متسرع حول هذا الملف بدون تنازلات حقيقية من قبل النظام.
على الصعيد الاقتصادي
اما على الصعيد الاقتصادي، فيأمل البلدان بالتوصل الى تطبيق اتفاق التبادل الحر عبر الاطلسي الذي وقعه 12 بلدا في المنطقة، وكانت ادارة اوباما قد جلعت هذا الاتفاق من اولوياتها بهدف عدم السماح للصين “بكتابة قواعد” التبادل التجاري في المنطقة.
وتأمل واشنطن على أقل تقدير أن يفقد خصومها في بكين توازنهم؛ خاصة أن العديد من الشركات الأمريكية بدأت تنتقل من أسواق الصين إلى السوق الفيتنامية. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن هذه الشركات تستغل رخص الأيدي العاملة في فيتنام. وهذا ما فعلته شركة “روكفورد” في ولاية مشيغان المنتجة للأحذية، حيث إن 30 في المئة من إنتاجها يتم في فيتنام، مقابل انخفاض حصة الصين فيه من 90 إلى 50 في المئة. وتقول الصحيفة إن “أوباما إذا تمكن من بلوغ هدفه، فستصبح الدولة الشيوعية أكثر جاذبية للرأسمال الأمريكي بفضل “الشراكة عبر المحيط الهادئ”، التي ستخفض الرسوم العالية على البضائع الفيتنامية”.
في النهاية، يبقى أن الصين هي دون شك العامل الرئيس في تقارب الولايات المتحدة وفييتنام خاصة في ظل النزاع الحدودي بين الصين وفيتنام، حيث ليس مستبعدا أن ينطلقا من مبدأ عدو عدوي – صديقي.
لكن سؤلاً منطقياً لا بد من طرحه هنا: كيف سينعكس دفء العلاقات الأمريكية الفيتنامية على روسيا في ظل الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين؟
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي