انتهت الجولة الأولى من الدور الأول لأمم أوروبا تاركة خلفها الكثير من الملاحظات على أداء معظم الفرق الكبيرة بمن فيها أبطال العالم الذين اتفقت معظم الصحف على أنهم لم يقدموا المستوى المنتظر بافتتاح مشوارهم نحو البحث عن لقب غائب منذ 20 عام ومن خلال فقرتنا الأسبوعية سنحاول مناقشة ما حدث من جانب تاريخي مرتبط بعهد لوف قبل أي شيء.
بداية الحكاية:
الاعتماد على من يثق بهم:
منذ بدء مسيرة لوف مع المانشافت اعتمد المدرب على الأسماء التي يثق بحماسها الدائم لتقديم شيء جديد للمنتخب فأسلوب لوف التدريبي يعتمد بالدرجة الأولى على العامل النفسي وهو يرى بأن المدرب لابد من أن يكون عالم نفس قبل أي شيء لذا لطالما ما أثارت خياراته بعض الاستغراب لكن النتائج بالنهاية كانت تشير غالباً لصحة خياراته فاستغناؤه على سبيل المثال عن فرينغس 2010 أهدى ألمانيا ثنائية خضيرة وشفاينشتايغر التي فتحت الطريق للقب 2014 ولتكوين منتخب صلب للغاية بمنطقة الارتكاز.
علامة نجاح:
المدرب الرابح دائماً:
لطالما تفوق لوف على منتقديه حول خياراته وربح المعركة بغض النظر عن تحقيق الألقاب من عدمها والكل يذكر ربما حكاية كيسلينغ أحد أفضل هدافي البوندسليغا بالسنوات الأخيرة والذي لطالما لم يكن بين خيارات لوف لا بكأس العالم 2010 ولا يورو 2012 ولا حتى مونديال 2014 لكن بجميع هذه البطولات كان كلوزة يقوم بكل ما هو مطلوب من رأس الحربة.
لوف لطالما انتُقد بسبب اعتماده المفرط على الشبان لكن كيف للمدرب أن يغير سياسته بعد أن قدم شورله تمريرة هدف كأس العالم لغوتزة عدا عن كل التألق الذي قدمه فريق كأس العالم 2010.
نقطة تحول: رحلت مجموعة…أتت مجموعة:
بعد كأس العالم 2014 بدا كأن أبواب المنتخب فُتحت من جديد فالعديد مع ظهور أماكن شاغرة كثيرة إثر اعتزال 3 لاعبين وتراجع مستوى العديد من الأسماء لذا انضم للمانشافت الكثير من اللاعبين الجدد الذين قاتلوا للبقاء وبالنهاية اختار لوف مجموعة عناصر حيّرت المحللين تكتيكياً لكنها جعلت كل من يعرف لوف يعرف سبب اختياره لهؤلاء.
لوف لم يجد ظهير أيمن يثق به أو يقدم الحماس الذي ينتظره المدرب رغم الدور الكبير الذي لعبه رودي مع المنتخب مؤخراً لذا اختار تجريب عناصر جديدة بالبطولة معتمداً على أسماء لم يسبق لها شغل هذا المكان أو على الأقل لم تشغله بصورة ثابتة مع أنديتها سابقاً فكما قلنا سابقاً ما يهم لوف هو ملاءمة مخططاته والروح والعزيمة قبل أي شيء آخر.
رغم قلة مشاركات غوتزة مع بايرن وتواجد غوميز وبودولسكي بالدوري التركي اختار لوف الإبقاء على ثقته بهذا الثلاثي إضافة لهوفيديس الذي شارك أيضاً بمباريات قليلة بالموسم المنصرم.
تطور القضية:
يمكن القول أن مولر قدم مباراته الأسوأ ببطولة رسمية مع المانشافت أمام أوكرانيا، ولشوط كامل بدا أوزيل مختفياً بالملعب بوقت تاه فيه غوتزة ودراكسلر وغابت عنهم الحلول أما هوفيديس فبدا كأنه ينافس على جائزة أسوأ ظهير أيمن بتاريخ ألمانيا فتاه دفاعياً وهجومياً وسط تألق كروس وبواتينغ ونوير ومصطفي الذين بذلوا جهداً استثنائياً لمنع الأوكرانيين من التعادل.
حل الكرات الثابتة كان ظاهراً بشكل جلي كعادته مع المنتخب ومرة أخرى يوزع كروس الأهداف على زملائه من خلال رفعاته الدقيقة أما شفاينشتايغر فقدم درساً بالروح التي يريدها لوف مع هدف مسجل خلال دقيقتين وبهذه الطريقة لم تهدر ألمانيا نقاط اللقاء لكن حلول لوف التقليدية غابت مع غياب الروح التي لطالما انتظرها من نجومه والتي فضلها على كل شيء.
مجرد رأي:
تغييرات جذرية:
خلال كل البطولات التي قاد فيها لوف المانشافت تعرض الخط الخلفي للفريق لتغييرات تركزت بشكل أساسي على مركزي الأظهرة وبهذه البطولة يبدو أن هيكتور قد حجز مكانه كظهير أيسر بشكل أكيد خاصة مع غياب بديل مناسب له أما تواجد هوفيديس على الجهة اليمنى فقد يكون هو النقطة التي سيرسم لوف حولها دائرة حمراء على أوراقه فإن لم ينجح قلب دفاع شالكه بتقديم ما يشفع له للبقاء بهذا المركز فإن المدرب لن ينتظر طويلاً قبل أن يقصيه من التشكيلة.
لوف قبل البطولة أكد أنه لن يخوض المسابقة بتشكيلة ثابتة ويبدو أنه كان يشعر سلفاً بحاجته لمباراة أو اثنين ليعوض عدم ثقته بخياراته قبل البطولة والشيء الأكيد أنه علينا انتظار تغيير أو اثنين على الأقل بتشكيلة المانشافت قبل بداية الدور الثاني.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي