إن النظر إلى شاشة هاتفك الذكية ليلاً بينما أنت في السرير قد يؤذي بصرك.
فقد أصيبت امرأتان بالعمى المؤقت من كثرة تفقدهما لشاشات هواتفهما في جنح الظلام، حسب الأطباء الذين يحذرون الآن من هذه الظاهرة الغريبة، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 23 حزيران 2016.
ففي عدد الخميس من مجلة New England Journal of Medicine ذكر الأطباء بالتفصيل حالة امرأتين أعمارهما 22 و40 عاماً مرّتا بحالة “عمى مؤقت من الهاتف الذكي” دامت أشهراً.
الأطباء حائرون
المرأتان اشتكتا من تكرار فقدانهما لبصرهما عدة مرات تدوم كل منها لـ15 دقيقة، فأُخضِعتا لاختبارات طبية متنوعة منها اختبارات الرنين المغناطيسي MRI واختبارات القلب، لكن حيرة الأطباء كانت كبيرة عندما لم يتمكنوا من اكتشاف خللٍ ما قد يشير إلى سبب المشكلة ويدلهم عليها.
لكن الغموض سرعان ما انكشف سره، بعدما راجعت المرأتان طبيب عيون متخصصاً. يقول د.غوردون بلانت من مستشفى طب العيون Moorfield’s Eye Hospital في لندن “سألتهما بكل بساطة: ماذا كنتما تفعلان عندما حصل هذا معكما؟”
الإجابة أتته متطابقة من كلتيهما: كانت تنظران إلى شاشة الهاتف الذكي بعين واحدة بينما هما مستلقيتان على جانبهما ليلاً في السرير، والعين الأخرى تغطيها المخدة.
يعلّق الطبيب هنا “إحدى العينين ألِفتْ الضوء من النظر إلى الهاتف، فيما العين الأخرى ألِفتْ الظلام”.
فعندما وضعتا الهواتف جانباً لم تتمكن أيُ منهما من الرؤية بالعين التي كانت مبصرة للهاتف، والسبب كما يقول د. بلانت “تستغرق [العين المفتوحة] دقائق عدة لكي تتمكن من التأقلم مع العين الأخرى التي ألفت الظلام”.
هل هو خطير؟
وقال بلانت إن العمى المؤقت في النهاية لا ضرر منه ويمكن تلافيه والوقاية منه بسهولة إن التزم الناس بالنظر إلى شاشات هواتفهم بكلتا العينين.
وتنفست إحدى المرأتين الصعداء عندما اطمأنت إلى أن العمى المؤقت لا يشكل خطراً جدياً كنوبة قلبية موشكة مثلاً.
لكن الطبيب قال إن المرأة الأخرى كانت مرتابة بدرجة كبيرة، فقررت متابعة حالة بصرها شخصياً بتدوين وتسجيل كل ما يطرأ على بصرها يدوياً في مذكرات مفصلة طيلة شهر كامل من المتابعة المتواصلة والملاحظة، غير أنها توصلت إلى النتيجة نفسها واقتنعت في النهاية بصحة كلامه، لكنها مع ذلك لم تتخلَّ عن عادة تفقد رسائل هاتفها ليلاً في السرير، حسب ما قاله الطبيب.
تشكك طبي
وقال د.راهول خورانا المتحدث باسم أكاديمية طب العيون الأميركية، إن الفرضية مثيرة للاهتمام، لكنه أيضاً قال إن حالتي المرأتين غير كافيتين لإثبات أن استعمال مستخدم الهاتف الذكي لعين واحدة هو سبب المشكلة، كما تشكك في مرور مستخدمين آخرين للهواتف الذكية بالتجربة ذاتها ومعاناتهم من تلك الظاهرة.
وقال خورانا الذي اعترف بأنه شخصياً مستخدمٌ مدمن للهواتف الذكية، إنه وزوجته حاولا تكرار السيناريو إياه ذات مساء مؤخراً، فواجها صعوبة كبيرة في النظر إلى الشاشة بعين واحدة، وعلق قائلاً “كان ذلك غريباً”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق