ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي؟

بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.. 51.3% من البريطانيين اقترعوا لصالح فك العضوية من الاتحاد، نتيجةٌ شكلت صاعقة لرئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون،  فهو لم يكن يعرف أن وعده بإجراء استفتاء شعبي على بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي من عدمه سيصب في صالح الانفصال. يوم “حزين” لأوروبا وبريطانيا دفع كاميرون إلى تقديم استقالته، في ظل الحديث عن تداعيات كبيرة لهذا الخروج، وسط توقعات بـ”أفول” نجم أوروبا في السنوات القليلة المقبلة. فماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟


لا يُخفي الباحث السياسي فيصل جلول حجم الآثار السلبية التي ستطال الاتحاد الأوروبي جراء الخطوة البريطانية. وفق حساباته، الاستفتاء يشكل ضربة قوية لأوروبا ويشرّع الباب أمام دول أخرى لتحذو حذو لندن، ما يشكل تهديداً لبنية الاتحاد الأوروبي وتماسكه وهو الذي يعاني من دور هش. برأي المتحدّث، “على المعنيين إعادة النظر بالطريقة التي يُدار فيها هذا الاتحاد الذي أظهر سوء إدارة في مقاربة الملفات، ما أدى الى تجميع الثروات الكبيرة في فضاء أوروبي واحد، على حساب أوروبا الاجتماعية”.

 

ما يقوله جلول يؤكّده الخبير الاقتصادي حسن مقلد. برأيه، خروج دولة أساسية من عضوية الاتحاد يضرب فكرته ككل. صحيح لم تكن بريطانيا في حالة اندماج كلي بهذه الجمعية الدولية كفرنسا والمانيا، لكنّ البريطانيين منخرطون حتى العظم في كل مؤسسات الإتحاد الأوروبي. وفق قناعات مقلد، مقبلون على عالم متعدد الأقطاب يسوده المجهول، حيث تتجه عدة دول أوروبية للأفول. ايطاليا يضربها العجز. اسبانيا في حالة افلاس. المانيا تعيش ركوداً اقتصادياً. فرنسا يسودها عجز هائل فلو طبقت معايير الإتحاد الأوروبي المالية لخرجت منه منذ سنوات” يقول مقلد.  

 

وفيما بدت المؤشرات السلبية للإستفتاء تتمخّض حتى ما قبل إعلان النتائج النهائية، بتراجع بورصة طوكيو، وهبوط الجنيه الإسترليني الى 1,33 للدولار، يؤكّد جلول أنّ اليوم هو يوم أسود في تاريخ الجنيه الإسترليني، الذي لم يشهد هبوطاً بهذه الحدة منذ عام 1985. وفق المتحدث، ارتدادات كبيرة جداً ستطال أوروبا، حيث ستصب الماء في طاحونة اليمين المتطرف الذي لطالما سعى للخروج من الإتحاد، والعودة الى التقوقع”.

 

الارتدادات السلبية لخروج بريطانيا سيطال جميع البنى التكاملية في أوروبا، يقول مقلد. وفق حساباته، بريطانيا دولة محورية أساسية بعد المانيا، وخروجها سيضرب ركناً أساسياً من أركان أوروبا، ما سيؤثر سلباً على المشاريع المشتركة بين الأوروبيين، من أصغر مؤسسة حتى أكبر مشروع مشترك”.

 

لا ينكر مقلد أن أحداً لا يستطيع رسم سيناريو بمصير أوروبا وبريطانيا، لكنه يؤكّد أنّ مؤشرات المجهول تلوح في سماء الاتحاد ولندن معاً. الأخيرة تتعرض لأزمات اقتصادية حادة. لن تستطيع النهوض بأسواق مالية ضيقة، رغم أنّ خروجها لا يخلو من بعض الإيجابيات على اقتصادها الداخلي. وهنا يؤكّد جلول أنّ “هزة”  كبيرة تضرب بريطانيا التي تعيش تحت وقع اختبار اجتماعي قبل أن يكون اقتصاديًّا. فالخروج سيكون له ارتدادات كبيرة على التعايش بين البريطانيين.

 

على الصعيد الاقتصادي، لا ينظر جلول بسلبية مطلقة، وفق حساباته، قد يكون لانفصال لندن عن الاتحاد ايجابيات، حيث يوفر لها حرية التعاقد والتعاون مع فئات ومجموعات تريد خيارًا آخر غير الإتحاد كواشنطن مثلاً. أما السلبيات فهي كثيرة، وأول الغيث كان بهبوط الجنيه، ما سيحرم البريطانيين من هامش المناورة، خاصة أن لندن تعتمد في السواد الأعظم من تجارتها على الاتحاد” يختم جلول.

لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة