تيري رومانوس
من منا لا يتمنّى خسارة 6 كلغ في الأسبوع قبل مناسبة قريبة يريد أن يتمتّع خلالها بالرشاقة ويرتدي الملابس الأنيقة؟ ومن منا وخلال أوقات العمل لا يتمنّى الإستغناء عن وجبات «الدليفري» والـ»فاست فود» ويجد البديل الصحي عنها من دون عناء تحضيرها، وفي الوقت عينه يحافظ على قدراته الذهنية وقوّته الجسدية؟ وكم من مرة تمنّينا لو نستطيع العيش بلا طعام لمدة اسبوع لننهي أعمالنا المتراكمة شرط عدم فقدان العناصر الضرورية والفيتامينات الأساسية والشعور بالغثيان والدوار؟ الى كلّ الأشخاص التوّاقين لخسارة 6 كلغ في الأسبوع الواحد خصوصاً عارضات الأزياء Top models والمرشّحات لخوض مباريات الجمال والعرائس على وشك الزواج، إليكم ما تقترحه الدكتورة شانتال عاصي «طبيبة الغذاء» Medecin Nutriologue الإختصاصية في زراعة الخلايا الجذعية والأمراض الجرثومية.
ومن الأشجار هذه «المورينغا» والتي تحمل أسماء عدة منها «شجرة الحب» و«غصن البان» و«فجل الحصان» و«شجرة الرواق» الخ. تتميّز بقدرتها على التكيُّف وتتحمّل الجفاف، ويمكن العثور عليها في الجبال والمناطق الصحراوية. و«المورينغا»، شجرة سريعة النموّ ودائمة الخضرة سنتعرّف إليها عن كثب من خلال الدكتورة شانتال عاصي.
• دكتورة شانتال بماذا تتميّز الحمية التي يعدها الطبيب الغذائي Médecin Nutriologue للمريض البدين؟
أولاً لا بدّ من التمييز ما بين أخصائي التغذية والطبيب الغذائي. الأول بإمكانه إعداد حمية للمريض تُفقده الوزن وتخفِّف ممّا يعانيه من كوليسترول وتريغليسيريد الخ، لكنها لا تشفيه من أمراضه.
أما الطبيب الغذائي Médecin Nutriologue، فيستقبل المريض البدين الذي يعاني مشاكل صحية، ويضع له أسس النظام الغذائي لإنقاص وزنه وفي الوقت نفسه يعالج أمراضه ويشفيه منها من دون معاناته من أيّ أعراض جانبية أو وهن جراء فقدان الوزن. إذ أحياناً فقدان الوزن يضرّ المريض. ولكن تحت إشراف الطبيب الغذائي، يفقد المريض وزنه الفائض وبعد مرور ثلاثة أشهر، تنتظَّم عملية الأيض لديه، فلا يستعيد الوزن الذي فقده وفي الوقت عينه يشفى من عِلله ويتخلّص من الأوجاع والآلام التي كان يقاسيها من دون أيّ مضاعفات تُذكر.
ولا بدّ من أن أذكر أنّ اختصاص الطب الغذائي ما يزال غير متوافر في لبنان، ونحن أطباء الغذاء Médecins Nutriologues، عَددُنا قليل جداً ليس فقط في لبنان بل في العالم أجمع. وأتمنّى على وزارة الصحة ونقابة الأطباء أن تسلّطا الضوء على هذا الإختصاص، وأن تُسجّلنا كأطباء تغذية وليس كأطباء صحة عامة.
كيف يستطيع المرء أن يخسر 6 كلغ أسبوعياً بطريقة طبية وطبيعية ومن دون أن توهن قواه؟
يكمن السرّ في عشبة «المورينغا» وفي قيمتها الغذائية وغناها بالعناصر الضرورية، فأوراقها تحتوي على 46 مضاداً للأكسدة و36 نوعاً من مضادات الإلتهاب فضلاً عن الأوميغا 3 و6 و9 كذلك تشتمل على 20 نوعاً من الأحماض الأمينية وأكثر من 90 فائدة صحية إيجابية.
وكلّ غرام من المورينغا يحتوي على 4 مرات أكثر ممّا يحتويه الحليب من الكالسيوم وأربع مرات أكثر ممّا يحتويه الجزر من فيتامين أ ومرتين أكثر ممّا يحتويه اللبن من البروتين، أما فيتامين «ث» فأكثر سبع مرات ممّا يشتمل عليه البرتقال وثلاث مرات أكثر من فيتامين «إي» ممّا يحتويه اللوز.
وبالنسبة الى الحديد فهو أكثر 3 مرات من الكمية المتوافرة في السبانخ. ويقدر الباحثون أنّ 25 غراماً من مسحوق الورق يعطي الطفل 42 في المئة من البروتينات التي يحتاجها، و61 في المئة من المنييزيوم، وقد وجد في إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة جون هوبكنز في أميركا أن لهذا النبات فوائد للصحة العامة، لها فاعلية في تخفيض السكر وتنظّم معدله في الدم، وأخرى مضادة للسرطان، علماً أنّ «المورينغا» خالية من الدهون، وجذورها تحمي الجهاز العصبي وتدعمه.
بالإضافة الى ذلك، تطيل العمر فـ»فيدل كاسترو» الرئيس الكوبي السابق، يُعتَبر بحكم «الميت» إلّا انه ما يزال حياً بفضل إعطائه شاي «المورينغا» يومياً. الى ذلك، تؤخر بوادر الشيخوخة، تغذي البشرة، تمنحها النضارة والشباب الدائم، تسهِّل عملية الهضم، تشحذ الذاكرة، تعزّز قوة الجهاز المناعي، تنشِّط الدورة الدموية، تضبط الشهية وتحافظ على الوزن المثالي.
• كيف نحضِّر شاي «المورينغا» لكي نستعيض بواسطته عن الطعام عندما نكون «مضغوطين» ولا وقت لدينا لتناول الوجبات الثلاث، وكيف يستفيد منها مَن يريد فقدان الوزن بسرعة بسبب مناسبة قريبة أو حدث ما سعيد؟
أولاً نجد «المورينغا» لدى العطّارين وباعة الأعشاب. ويمكن الحصول على شاي «المورينغا» وإعداده قبل يوم من بدء الحمية الأسبوعية. نضع «كمشة» من أوراقها الطازجة أو اليابسة، في ليترين من الماء ونغلي المزيج حتى تصبح كميته ليتراً واحداً، فنفرغه في قنينة زجاجية، وأشدّد على زجاجية، ونتركه ليبرد. في الصباح نخضّ محتوى الزجاجة جيِّداً، ونشرب منها نصف ليتر، وبعد الظهيرة نصف ليتر آخر.
وهكذا نكون قد حصلنا على كلّ ما يحتاجه الجسم في اليوم الواحد، من فيتامينات ومعادن وعناصر ضرورية تغذّيه الى أقصى حدّ وبشكل طبيعي يمتصه الجسم بسهولة.
الى جانب شاي «المورينغا» يجب أن نشرب نحو ليتر ونصف الليتر من الماء وأن نتناول كمية من التوت البري أو ثمرة موز أو كوباً من عصير الجزر والبرتقال والمضاف إليهما نصف ثمرة شمندر نيئة ويمكن طلب هذا العصير من محلات العصير.
ولكن مَن ليس لديه الوقت لانتظار العصير، يمكنه تناول ثمرة «تاماريلو» Tamarillo تباع في المحلات والسوبرماركت التي تستورد الخضار والفاكهة من الخارج، ثمنها يراوح ما بين 3 الى 4 آلاف ل.ل. تُؤكل ناضجة بحيث يمكن قطعها الى نصفين وتناولها بالملعقة طبعاً من دون القِشر. فهذا النوع من الفاكهة «الإكزوتيك» يغذّي كثيراً ويحول دون الإصابة بفقر الدم حتى ولو لم نتناول أيّ نوع من الطعام معه.
ونستطيع تمرير 3 ثمار في الأسبوع الأول، لكي لا ننفق مبلغاً كبيراً من المال. وفي حال الشعور بالدوار، ولمَن «لا» يرغب في أن يفقد الكثير من الوزن، يمكنه تناول 3 ثمرات من الموز لأنها تحتوي على البوتاسيوم وغنيّة بالسكر. وهناك اشخاص معرَّضون لهبوط ضغط الدم، أنصحهم بشرب كوب كبير من الماء المضاف إليه نصف ملعقة صغيرة من الملح البحري الخشن، في حال شعروا بالدوار (دوخة).
• د. شانتال، ما هي التوصيات والنصائح التي تسدينها للقراء؟
قبل اعتماد الحمية هذه ولمدة أسبوع فقط، أنصح الذين لديهم مشاكل صحية كالضغط وأمراض قلبية، باستشارة الطبيب وعدم تجربتها من دون إشرافه ولا سيما الأشخاص الذين يعانون من السكري أو ورم القدمين أو«يتلاعب» ضغط الدم لديهم أو خضعوا لجراحة قلب، جميع هؤلاء يجب أن يستشيروا الطبيب لأنّ الحمية هذه مخصَّصة للأشخاص الذين يتمتَّعون بصحة جيدة ويرغبون في خسارة الوزن سريعاً.
وألفت النظر الى عدم شراء بودرة «المورينغا» بل الأوراق الطازجة في حال توافرت أو المجفّفة. كذلك عدم تناول الفاكهة بعد الساعة 12 ليلاً، لأنّ سكر الفاكهة، «الفروكتوز» يتخزّن في الجسم أثناء النوم، وبعد منتصف الليل تحديداً.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي
اضف تعليق