الهدف الذي حسم البطولة الأوروبية لكرة القدم يورو 2016 للمنتخب البرتغالي سجله لاعب احتياط في الوقت المحتسب بدل الضائع، ويعد تتويجا لقصة حياة غير عادية بل عجيبة.
فإيدر لوبيز البالغ من العمر 28 عاما سجل هدف المنتخب البرتغالي في مرمى المنتخب الفرنسي على ارض الاخير، ولكنه لم يولد في البرتغال بل في مستعمرتها السابقة غينيا بيساو، ونشأ وترعرع في ملجأ.
استغرب كثيرون مساهمته الرائعة في المباراة النهائية، وليس آخرهم مدرب المنتخب البرتغالي نفسه فرناندو سانتوس.
أدلى ايدر بالتعليق التالي عقب المباراة: “فرخ البط البشع سجل هدفا، والآن اصبح بجعة جميلة.”
الغريب في الأمر أن ايدر ما كان من المفروض ان يشارك في المباراة اصلا، لولا اصابة كابتن المنتخب النجم كريستيانو رونالدو في ركبته مما ادى الى اخراجه من الملعب على نقالة والدموع تنهمر من عينيه.
ولكن في الدقيقة 109 من المباراة، وقبل ان يحين وقت تحولها الى ضربات الجزاء الترجيحية، أخذ ايدر الكرة على مسافة 30 ياردة من المرمى وتمكن من مراوغة المدافع الفرنسي لوران كوشيلني قبل ان يسددها صوب مرمى هوغو لوريس دون ان يتمكن الاخير من صدها او الامساك بها.
وكان ذلك هدف المباراة الوحيد، ولكنها لم تكن المناسبة الوحيدة التي تنحو فيها حياة ايدر منحى مفاجئا.
الانتقال الى البرتغال
يقول مراسل بي بي سي الرياضية ستيف كروسمان إن قصة حياة ايدر “عجيبة” بينما قال موقع إي إس بي إن إن حياته فريدة ومثيرة للاهتمام.
ولد إيدر في غينيا بيساو، المستعمرة البرتغالية السابقة، ثم انتقل الى البرتغال وهو طفل صغير.
وفي مقابلة أجراها وهو يلعب لنادي سوانزي وصف رحلته قائلا “انتقلت للبرتغال وقتما كان عمرى عامين فقط لذلك لاأذكر الكثير من التفاصيل عن غينيا بيساو”.
وأضاف “انتقلت اسرتي للعيش في مدينة لشبونة لنحظى بظروف معيشية أفضل وكان والدي مقيما بالفعل في البرتغال لذلك رافقتني امي في الرحلة”.
وقالت إي إس بي إن إن والديه لم يقوما برعايته بعد ذلك بينما قال إيدر نفسه “في الواقع لم أكبر مع والدي”.
وفي سن الثامنة انفصل إيدر عن اسرته وانتقل للحياة في ملاذ للأطفال في مدينة سويمبرا حيث سبب له عشقه لكرة القدم الكثير من الاضطراب والمشاكل.
ويقول إيدر “لقد كنت ألعب كرة القدم يوميا مع زملائي كل يوم بلا استثناء”.
واكتشف أحد المسؤولين موهبته في كرة القدم ونصحه بالذهاب الى اختبارات أحد الاندية المحلية.
وفي سن الثامنة عشرة وقع إيدر عقدا مع نادي توريزينسي الذي كان يلعب في الدرجة الثانية براتب شهري يبلغ 400 يورو.
وبعد ذلك بلغت قيمة صفقة بيعه من نادي سبورتينغ براغا 30 مليون يورو حيث كان يحلم باللعب في الدوري الانجليزي حسب ما يقول موقع إي إس بي إن.
بالفعل وضعته عدة اندية انجليزية تحت المنظار عام 2013 بينها توتنهام، لكنه أصيب في ركبته في ذلك التوقيت واضطر نادي براغا لبيعه لسوانزي سيتي مقابل مبلغ أقل بكثير.
ومع سوانزي فشل إيدر في التسجيل حيث غادر للعب في فرنسا قبل شهرين فقط من بداية كأس امم اوروبا.
وبتسجيل هدف فوز البرتغال بالبطولة ربما يتغير مصير إيدر للأبد لكن سيبقى التساؤل حول التعليق الذي كتبه إيدر على حسابه على موقع فيسبوك في الرابع عشر من يونيو/حزيران الماضي الذي شهد اول مباراة للبرتغال في البطولة وقال فيه “هيا تفضلوا قللوا من قدري”.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي