الرجل الذي سعى جاهداً في خلال الأعوام الأخيرة إلى تكريس زعامته السياسية في تركيا، وكان كل شيء في تصرفاته ولغته يؤكد حلمه بالتحوّل إلى الزعيم التركي الأوحد، كان مصيره السياسي فجر اليوم مجهولاً. خلال ساعات مرّت بطيئة، كان قادراً ربما على إدخال تغييرات في مسار الأمور، كما كان بالإمكان سقوطه في أيدي «مجموعة الانقلابيين».
الخوف من الانقلابات الذي كان يلاحقه وحزبه «العدالة والتنمية» طوال أكثر من عقد في الحكم، كأنّه بدا فجأة على محيّاه حين ظهر على التلفاز من خلال الهاتف المحمول. حاول التأكيد أنّ «منفذي محاولة الانقلاب» لن ينجحوا، ودعا مواطنيه إلى النزول إلى الشارع. وقال، عبر قناة «سي أن أن تورك» المقربة منه: «لا أعتقد أبداً أن منفذي محاولة الانقلاب سينجحون»، مشدداً على أنه سيظل الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، وأن الانقلابيين سيدفعون «ثمناً باهظاً جداً».
طبعاً، لم يكن بالإمكان التكهن بما كانت ستؤول إليه الأمور. لكن صورة ذلك الرجل الذي حكم تركيا بيد من حديد وتحوّل خلال مرحلة «الربيع العربي» إلى ملهم لكثير من الحركات الإسلامية، وإلى مفاوض أتقن ابتزاز الاتحاد الأوروبي في خلال الأشهر الأخيرة عبر قضية اللاجئين، كادت أن تختصر الكثير من تاريخ هذه المنطقة، وأن تعيد إلى الصدارة مشهد الانقلابات المؤسسة لمرحلة عربية وإقليمية حاسمة منذ منتصف القرن الماضي.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي