قال رئيس شرطة مدينة ميونيخ اليوم (السبت) إن منفذ الاعتداء في المدينة الواقعة جنوب ألمانيا والذي راح ضحيته تسعة قتلى، ألماني من أصول إيرانية يبلغ 18 عاماً، وإن دوافعه «لا تزال غير واضحة» حتى الآن.
وأضاف رئيس الشرطة هوبرتوس اندرا خلال مؤتمر صحافي أن «منفذ (الاعتداء) ألماني من ميونيخ، يتحدر من أصول إيرانية ويبلغ 18 عاما» ولم يكن معروفاً لدى أجهزة الشرطة، مشيراً إلى أنه كان يعيش «منذ فترة طويلة» بمفرده في العاصمة البافارية ويحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية.
ولفت اندرا إلى أن دوافع منفذ الاعتداء «لا تزال غير واضحة»، مشيراً إلى أنه صرخ في اللحظة التي انتقل فيها إلى تنفيذ الهجوم، لكن التحقيقات لم تحدد بعد بشكل دقيق العبارة التي قالها.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند اليوم إن إطلاق النار الدامي الذي وقع في ميونيخ «هجوم إرهابي مقيت» استهدف إثارة الخوف في ألمانيا بعد استهداف فرنسا الأسبوع الماضي. وأشار أولوند في بيان إلى أن «الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميونيخ وقتل أشخاصاً كثيرين، عمل مقيت يهدف إلى إثارة الخوف في ألمانيا بعد دول أوروبية أخرى»، مضيفاً «ألمانيا ستقاوم وبإمكانها الاعتماد على صداقة فرنسا وتعاونها». وأوضح أنه سيتحدث مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل صباح اليوم.
وكان الشاب بدأ إطلاق النار مساء أمس من مسدس باتجاه الناس عند مخرج أحد المطاعم، قبل أن يواصل إطلاق النار في مركز تجاري قريب، ومن ثم لاذ بالفرار.
وأصيب المعتدي بنيران دورية للشرطة، لكنه تمكن من الفرار. وعثرت الشرطة على جثته لاحقاً، نحو الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش، واتضح لها أنه أقدم على الانتحار.
واعتقدت قوات الأمن في البداية أن ثلاثة أشخاص نفذوا الإعتداء، لأن شهوداً رأوا سيارة مشبوهة في داخلها رجلان فرا بسرعة كبيرة بالقرب من مكان الاعتداء. وأوضح رئيس الشرطة «الرجلين لم تكن لهما علاقة مطلقاً» بما حدث.
وذكرت الشرطة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن حصيلة الاعتداء ارتفعت إلى تسعة أشخاص قتلهم منفذ الاعتداء الذي اقدم على الانتحار، وأن 16 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح. وكانت الشرطة أشارت في وقت سابق إلى سقوط 21 جريحاً.
ومن أصل 16 جريحاً، هناك ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح بالغة. ولفت اندرا إلى وجود طفلين بين الجرحى، موضحاً أن هناك شباباً بين القتلى.
وكانت الشرطة الألمانية أعلنت أمس وقوع إطلاق نار في مركز للتسوق وسط مدينة ميونيخ، ما دفع السلطات الألمانية إلى إعلان حال الطوارئ في المدينة.
وطالبت الشرطة سكان المدينة بالبقاء في منازلهم أو الاختباء في أي مبنى مجاور إذا كانوا خارجها، مشيرة إلى أنها تشتبه في وقوع هجوم إرهابي في المدينة، غير أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أكد أن الدافع وراء الهجوم لا يزال غير واضح.
وقال شتاينمايرفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني «الدوافع لهذا العمل البغيض لم تتضح بالكامل حتى الآن. لا تزال تصلنا خيوط متناقضة».
وأظهرت لقطات تلفزيونية أمس العشرات من سيارات الطوارئ أمام مركز التسوق. وأحاطت الشرطة بالمركز وقالت في تغريدة: «تجري عملية كبيرة للشرطة في مركز للتسوق»، داعية السكان إلى تجنب المنطقة. وأجلت السلطات بالأمس المتسوقين من مركز «أولمبيا» للتسوق.
وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس أمس لصحيفة «بيلد» الألمانية إنه «ليس هناك سبب للذعر لكن من الواضح أن ألمانيا لا تزال هدفا محتملاً».
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء (17 عاماً) بفأس، وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عنه. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعدما أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ على متن القطار وامرأة من سكان المنطقة أثناء هروبه.
وأعلنت شرطة ميونيخ إعادة العمل بوسائل النقل العام ليل الجمعة السبت بعدما كانت توقفت جراء الاعتداء وأوضحت على «تويتر» أن «كل وسائل النقل العام عادت إلى العمل مجدداً».
كذلك أعادت محطة قطارات ميونيخ فتح أبوابها، ما سمح للقطارات التي بقيت عالقة في مناطق قريبة باستئناف رحلاتها مجدداً.
لمتابعة الخبر اضغط على موقع اضغط علىالرابط التالي